المهدي هو الوعد الحق


327 - روي الصدوق رحمه الله بإسناده عن عبد الرحمن بن سليط، قال:

قال الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام: منّا اثنا عشر مهدياً، أَوّلهم أميرالمؤمنين عليّ ابن أبي طالب، وآخرهم التاسع من ولدي، وهو الإمام القائم بالحقّ، يُحيي اللَّه به الأرض بعد موتها، ويُظهر به دين الحقّ علي الدّين کلّه ولو کره المشرکون.

له غيبة يرتدُّ فيها أقوام، ويثبت فيها علي الدّين آخرون، فيؤذون ويقال لهم: «مَتي هذا الوعد إن کُنتم صادقين» أما إنّ الصابر في غيبته علي الاذي والتکذيب، بمنزلة المجاهد بالسيف بين يَدي رسول اللَّه صلي الله عليه وآله. [1] .

الآية السابعة قوله تعالي: «ألا إنّ أَولياءَ اللَّه لا خَوفٌ عَلَيهم ولا هم يَحزَنون». [2] .

328 - روي الشيخ الصدوق، بإسناده عن أبي بصير، قال:

قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: يا أبا بصير طوبي لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته، والمطيعين له في ظهوره، اولئک أولياء اللَّه الّذين لا خَوف عليهم ولا هم يحزنون. [3] .

الآية الثامنة قوله تعالي: «الّذين آمَنوا وکانوا يَتَّقُون - لهم البشري في الحَياة الدُّنيا وفي الآخرة لا تَبدِيلَ لکَلماتِ اللَّهِ ذلک هو الفَوز العَظيم». [4] .

329 - روي ثقة الإسلام الکلينيّ بإسناده عن أبي عبيدة الحذّاء، قال: سألت ابا جعفر عليه السلام، عن الاستطاعة وقول الناس، فقال: وتلا هذه الآية: «ولا يَزالُون مُختلِفين - إلّا مَن رَحِم رَبُّک و لذلک خَلَقَهم». [5] .

يا أبا عبيدة الناس مختلفون في إصابة القول، وکلهم هالک، قال: قلت: قوله: «إلّا مَن رَحِم ربک» قال: هم شيعتنا، ولرحمته خلقهم، وهو قوله: «ولِذلک خَلَقَهم» يقول: لطاعة الامام الرحمة الّتي يقول: «ورَحمتي وَسِعَت کُلَّ شَي ء» يقول: علم الإمام، ووسع علمه الّذي هو من علمه کلّ شي ء، هم شيعتنا، ثمّ قال: «فسأکتُبها للّذين يَتّقون» يعني ولاية غير الإمام وطاعته، ثمّ قال: «يَجِدُونه مکتوباً عندهم في التوراة والإنجيل» يعني النبيّ صلي الله عليه وآله والوصيّ والقائم «يأمرهم بالمعروف» إذا قام «ويَنهاهم عن المُنکَر» والمنکر من أنکر فضل الإمام وجحده «ويُحِلّ لهم الطَيِّبات» أخذ العلم من أهله: «ويَحرِّم عليهم الخَبَائِثَ» والخبائث قول من خالف «ويَضَع عنهم إصرَهم» وهي الذنوب الّتي کانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام «والأغلالَ الّتي کانت عَلَيهم» والأغلال: ما کانوا يقولون ممّا لم يکونوا أُمروا به من ترک فضل الإمام، فلمّا عرفوا فضل الإمام وضع عنهم إصرهم، والإصر الذنب، وهي الآصار، ثمّ نسبهم فقال: «الّذين آمنوا» يعني بالامام «وعَزَّرُوه و نَصَرُوه و اتّبعوا النُّورَ الّذي أُنزل معه أُولئک هم المُفلِحون» [6] يعني الّذين اجتنبوا الجبت والطاغوت أن يعبدوها، والجبت والطاغوت فلان وفلان وفلان، والعبادة: طاعة الناس لهم، ثمّ قال: «أنيبوا إلي ربّکم وأسلموا له» [7] ثمّ جزاهم فقال: «لهم البُشري في الحيوة الدنيا وفي الآخرة» والإمام يبشّرهم بقيام القائم وبظهوره، وبقتل اعدائهم وبالنجاة في الآخرة، والورود علي محمّد صلي الله عليه وآله وآله الصادقين علي الحوض. [8] .

الآية التاسعة قوله تعالي: «فلَولا کانَت قَريةٌ آمنَت فَنَفَعها إيمانُها إلّا قَوم يُونُس لمّا آمَنوا کَشَفنا عَنهم عَذابَ الخِزي في الحَياة الدُّنيا و متّعناهم إلي حِين». [9] .


پاورقي

[1] کمال الدين 317:2 ح 3؛ إعلام الوري 384.

[2] يونس: 62.

[3] کمال الدّين 357:2 ح 54؛ المحجّة 69.

[4] يونس: 63 و 64.

[5] هود: 117 و 118.

[6] الأعراف: 156 و 157. (فقرات من الآيتين).

[7] الزمر: 54.

[8] الکافي 1: 430- 429 ح 83؛ بحارالأنوار 353:24.

[9] يونس: 98.