بيان للمجلسي


قوله عليه السلام «کالنحل في الطير» أمر بالتقيّة، أي لا تظهروا لهم ما في أجوافکم من دين الحقّ، کما أنّ النحل لا يظهر ما في بطنها علي الطيور وإلّا لأفنوها. و «الرّزمة» - بالکسر - ما شدّ في ثوب واحد، «والأندر» البيدر. [1] .

681 - روي الشيخ المفيد قدس سره بإسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضاعليه السلام قال: لا يکون ما تمدّون إليه أعناقکم حتّي تُميَّزا و تُمحَّصوا، فلا يبقي منکم إلّا القليل، ثمّ قرأ: «الم أَحَسِب الناس أن يُترَکوا أن يَقولوا آمنّا وهم لا يُفتَنون» ثمّ قال: إنّ من علامات الفرج حدثاً بين المسجدَين، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر کبشاً من العرب. [2] .

الآية الثانية قوله تعالي: «ومِن الناسِ مَن يقولُ آمنا باللَّه فإذا اُوذِيَ في اللَّه جَعَلَ فِتنَة الناس کَعَذابِ اللَّه و لَئِن جَاء نَصرٌ مِن ربّک لَيقُولُنَّ إنَّا کُنَّا معکُمْ أولَيسَ اللَّهُ بِأعلَم بما في صُدُورِ العالَمين». [3] .

682 - قال عليّ بن إبراهيم في قوله تعالي: «ومن الناس مَن يقول آمنّا باللَّه فإذا اُوذِيَ في اللَّه جَعَلَ فِتنة الناس کعذابِ اللَّه» قال: إذا آذاه إنسان أو أصابه ضرّ أو فاقة أو خوف من الظالمين دخل معهم في دينهم، فرأي أنّ ما يفعلونه هو مثل عذاب اللَّه الّذي لا ينقطع «ولئن جاءَ نَصرٌ مِن ربّک» يعني القائم «لَيقولنّ إنّا کنّا معکم أَوَلَيسَ اللَّه بأعلَم بما في صُدُور العالَمين». [4] .

الآية الثالثة قوله سبحانه: «بَل هُوَ آياتٌ بيّناتٌ في صُدُور الّذين اُوتو العِلم و ما يَجحَدُ بآياتنا إلّا الظالِمون». [5] .

683 - روي محمّد بن العبّاس رحمة اللَّه عليه بإسناده عن عليّ بن أسباط، قال: سأل رجل أبا عبداللَّه عليه السلام عن هذه الآية: «بَل هُو آياتٌ بيّنات في صُدُور الّذين اُوتوا العِلم» قال: نحن هم، فقال الرجل: جعلت فداک متي يقوم القائم؟ فقال: کلّنا قائم بأمر اللَّه واحد بعد واحد حتّي يجئ صاحب السيف، فإذا جاء کان الأمر غير هذا. [6] .

684 - وروي العلّامة شرف الدّين النجفي بإسناده عن عبدالعزيز العبديّ، قال: سألت أبا عبداللَّه عليه السلام عن قول اللَّه عزّوجلّ: «بَل هو آياتٌ بيّنات في صُدُور الّذين اُوتوا العِلم» قال: هم الأئمّة من آل محمّد صلوات اللَّه عليهم أجمعين باقية دائمة في کلّ حين. [7] .

685 - عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام انه قرأ هذه الآية: «بَل هو آيات بَيّنات في صُدُور الّذين اُوتوا العِلم» قال: يا محمّد، واللَّهِ ما قال بين دفّتي المصحف، قلت: من هم جُعلت فداک؟ قال: من عسي أن يکونوا غيرنا. [8] .

686 - و عن أبي الحسن الصيقل قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: «بَل هو آياتٌ بيّنات في صُدُور الّذين اُوتوا العِلم» قال: نحن وإيّانا عني. [9] .

687 - وعنه، بإسناده عن هارون بن حمزة، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: سمعتُه يقول: «بل هو آياتٌ بيّنات في صُدُور الّذين اُوتوا العِلم» قال: هم الأئمّةعليهم السلام خاصّة، وما يعقلها إلّا العالمون، فزعم أنّ من عرف الامام والآيات يعقل ذلک. [10] .

688 - عليّ بن ابراهيم في قوله تعالي: «وما يَجَحد بآياتِنا» يعني ما يجحد بأمير المؤمنين والأئمّةعليهم السلام «إلّا الظالِمون». [11] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار 116:52.

[2] الإرشاد للمفيد 360.

[3] العنکبوت: 10.

[4] تفسير القمّيّ 149:2.

[5] العنکبوت: 49.

[6] تأويل الآيات الظاهرة 432:1 ح 13؛ بحارالأنوار 189:23.

[7] تأويل الآيات الظاهرة 432:1 ح 14.

[8] تفسير البرهان 255:3 ح 7.

[9] نفس المصدر 255:3 ح 9.

[10] نفس المصدر 255:3 ح 12.

[11] تفسير القمّيّ 151:2.