المهدي أمان لأهل السماء و الأرض


772 - روي الشيخ الخزّاز بإسناده عن عليّ بن أبي حمزة، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: حدّثني جبرئيل عن ربّ العزّة جلّ جلاله أ نّه قال: من علم أن لا إله إلّا أنا وحدي، وأنّ محمّداً عبدي ورسولي، وأنّ عليّ بن أبي طالب خليفتي، وأنّ الأئمّة من ولده حُججي، أُدخله الجنّة برحمتي، ونجّيته من النار بعفوي، وأبحت له جواري، وأوجبت له کرامتي، وأتممت عليه نعمتي، وجعلته من خاصّتي وخالصتي، إن ناداني لبّيته، وإن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وإن سکت ابتدأته، وإن أساء رحمته، وإن فرّ منّي دعوته، وإن رجع إليّ قبلته، وإن قرع بابي فتحته. ومن لم يشهد أن لا إله إلّا أنا وحدي، أو شهد بذلک ولم يشهد أنّ محمّداً عبدي ورسولي، أو شهد بذلک ولم يشهد أنّ عليّ بن أبي طالب خليفتي، أو شهد بذلک ولم يشهد أنّ الأئمّة من ولده حُججي، فقد جحد نعمتي، وصغّر عظمتي، وکفر بآياتي وکتبي، إن قصدني حجبتُه، وإن سألني حرمته، وإن ناداني لم أسمع نداءه، وإن دعاني لم أستجب دعاءه، وإن رجاني خيّبته، وذلک جزاؤه منّي وما أنا بظلّام للعبيد.

فقام جابر بن عبداللَّه الأنصاريّ، فقال: يارسول اللَّه ومن الأئمّة من ولد عليّ بن أبي طالب؟ قال: الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، ثمّ سيّد العابدين في زمانه عليّ بن الحسين، ثمّ الباقر محمّد بن عليّ وستدرکه ياجابر، فإذا أدرکتَه فاقرئه منّي السلام، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد، ثمّ الکاظم موسي بن جعفر، ثمّ الرضا عليّ بن موسي، ثمّ التقي محمّد بن عليّ، ثمّ النقي عليّ بن محمّد، ثمّ الزکيّ الحسن بن عليّ، ثمّ إبنه القائم بالحقّ مهدي اُمّتي الّذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما مُلئت جوراً وظلماً، هؤلاء ياجابر خلفائي وأوصيائي وأولادي وعِترتي، من أطاعهم فقد أطاعني، ومن عصاهم فقد عصاني، ومن أنکرهم أو أنکر واحداً منهم فقد أنکرني، بهم يمسک اللَّه عزّوجلّ السماء أن تقع علي الأرض إلّا بإذنه، وبهم يحفظ اللَّه الأرض أن تميد بأهلها. [1] .

773 - روي الشيخ الصدوق أعلي اللَّه مقامه بإسناده عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قال الرضا عليه السلام: نحن حجج اللَّه في خلقه، وخلفاؤه في عباده واُمناؤه علي سرّه، ونحن کلمة التقوي، والعروة الوثقي، ونحن شهداء اللَّه وأعلامه في بريّته، بنا يمسک اللَّه السموات والأرض أن تزولا، وبنا ينزّل الغيث وينشر الرحمة، ولا تخلو الأرض من قائم منّا ظاهرٍ أو خاف، ولو خلت يوماً بغير حجّة، لماجت بأهلها کما يموج البحر بأهله. [2] .

774 - روي الصدوق رضوان اللَّه عليه بإسناده عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: ذِکر اللَّه عزّوجلّ عبادة، وذِکري عبادة، وذِکر عليّ عبادة، وذِکر الأئمّة من ولده عبادة، والّذي بعثني بالنبوّة وجعلني خير البريّة إنّ وصيي لأفضل الأوصياء، وإنّه لحجّة اللَّه علي عباده وخليفته علي خلقه، ومن ولده الأئمّة الهداة بعدي، بهم يحبس اللَّه العذاب عن أهل الأرض، وبهم يمسک السماء أن تقع علي الأرض إلّا بإذنه، وبهم يمسک الجبال أن تميد بهم، وبهم يسقي خلقه الغيث، وبهم يخرج النبات، اُولئک أولياء اللَّه حقّاً وخلفائي صدقاً، عدّتهم عدّة الشهور وهي إثنا عشر شهراً، وعدّتهم عدّة نقباء موسي بن عمران، ثمّ تلا صلي الله عليه وآله هذه الآية: «والسماءِ ذاتِ البُروجِ» [3] ثمّ قال: أتقدّر يابن عبّاس أنّ اللَّه يقسم بالسماء ذات البروج ويعني به السماء وبروجها؟ قلت: يارسول اللَّه فما ذاک؟ قال: أمّا السماء فأنا، وأمّا البروج فالأئمّة بعدي، أوّلهم عليّ وآخرهم المهدي، صلوات اللَّه عليهم أجمعين. [4] .


پاورقي

[1] کفاية الأثر 19؛ بحارالأنوار 251:36.

[2] کمال الدّين 202:1 ح 6.

[3] البروج: 1.

[4] بحارالأنوار 34:36.