سوره زمر


الآية الاولي قوله تعالي: «فَبشِّر عِبادِ الّذين يَستَمِعُونَ القَوْلَ فيتّبعون أحسَنَهُ». [1] .

789 - روي ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب قدس سره بإسناده عن أبي عبيدة الحذاء، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الإستطاعة وقول الناس، فقال: وتلا هذه الآية: «ولا يَزالون مُختَلِفين إلّا مَن رَحِم ربُّک و لذلک خَلَقَهم» - يابا عبيدة الناس مختلفون في إصابة القول وکلّهم هالک، قال: قلت: «إلّا مَن رَحِمَ ربُّک» قال: هم شيعتنا ولرحمته خلقهم، وهو قوله: «ولذلک خَلَقَهم» يقول: لطاعة الإمام، والرحمة الّتي يقول: «ورَحمَتي وَسِعَت کُلَّ شَي ء» هو شيعتنا، قال: «فسأکتُبها للّذين يَتَّقون» يعني ولاية غير الإمام، ثمّ قال: «يَجِدُونه مَکتُوباً عِندَهم في التوراةِ والإنجيل» [2] يعني انبيّ والوصي والقائم يأمرهم بالمعروف إذا قام وينهاهم عن المنکر والمنکر، من أنکر فضل الإمام وجحده.

«ويُحِلّ لهم الطَّيّبات» أخذ العلم من أهله، «ويُحرِّم عليهم الخَبائثَ» قول من خالف «ويَضع عنهم إصرَهُم» وهي الذنوب الّتي کانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام «والأغلالَ» الّتي کانوا يقولون ممّا لم يکونوا أمروا به من ترک فضل الإمام وضع عنهم إصرهم، والإصر الذنب وهي الآصار.

ثمّ نسبهم فقال للذين آمنوا بالإمام «وعَزَّروه و نَصَرُوه و اتَّبَعوا النورَ الّذي اُنزِل معه اُولئک هُمُ المُفلِحون» [3] يعني الّذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها، والجبت والطاغوت فلان وفلان وفلان، والعبادة طاعة الناس لهم، ثمّ قال: «وأَنيبوا إلي ربِّکم وأَسلِمُوا له».

ثمّ جزاهم فقال: «لهُمُ البُشري في الحَياةِ الدُّنيا وفي الآخرةِ» والإمام يبشّرهم بقيام القائم وظهوره وقتل أعدائهم وبالنجاة في الآخرة، والورود علي محمّد صلي الله عليه وآله وآله الصادقين علي الحوض. [4] .

الآية الثانية قوله تعالي: «وأشرقتِ الأرضُ بِنورِ ربِّها و وُضِعَ الکِتابُ وجِي ء بالنَّبيينَ و الشُهداءِ و قُضِيَ بينَهم بالحقِّ و هُمْ لا يُظلَمُون». [5] .

790 - عليّ بن إبراهيم رحمه الله بإسناده عن صباح المدايني، قال: حدّثنا المفضّل ابن عمر أ نّه سمع أبا عبداللَّه عليه السلام يقول في قوله: «وأشرَقَتِ الأرضُ بنُورِ ربّها» قال: ربّ الأرض يعني إمام الأرض، قلت: فإذا خرج يکون ماذا؟ قال: إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون بنور الإمام. [6] .

791 - أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ بإسناده عن المفضّل بن عمر الجعفي، قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: إنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربّها واستغني العباد عن ضوء الشمس وصار الليل والنهار واحداً، وذهبت الظلمة، وعاش الرجل في زمانه ألف سنة، يولد له في کلّ سنة غلام لا يولد له جارية، يکسوه الثوب فيطول عليه کلّما طال، ويکون (يتلوَّن) عليه أيّ لون شاء. [7] .

الآية الثالثة قوله تعالي: «وقالوا الحمدُ للَّهِ الّذي صَدَقَنا وَعدَه و أَورَثَنا الأرضَ نَتَبوَّأُ مِن الجَنَّةِ حَيثُ نشاءُ فَنِعمَ أَجرُ العامِلِين». [8] .

792 - روي العلّامة المجلسي بإسناده عن المفضّل بن عمر، قال: سألت سيّدي الصادق عليه السلام: هل للمأمور المنتظر المهدي عليه السلام من وقت مؤقّت يعلم الناس؟ فقال: حاش للَّه أن يوقّت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا - والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة - إلي أن قال: قال المفضّل: ياسيّدي فمن أين يظهر وکيف يظهر؟ قال: يامفضّل يظهر وحده، ويأتي البيت وحده، ويلج الکعبة وحده، ويجنّ عليه الليل وحده، فإذا نامت العيون وغسق الليل، نزل إليه جبرئيل وميکائيل عليهما السلام، والملائکة صفوفاً، فيقول له جبرئيل: ياسيّدي قولک مقبول، وأمرک جائز، فيمسح عليه السلام يده علي وجهه ويقول: «الحمدُ للَّه الّذي صَدَقَنا وَعدَه و أَورَثَنا الأرضَ نتبوّأ مِن الجنّةِ حيثُ نَشاءُ فنِعمَ أجرُ العامِلِين». ويقف بين الرکن والمقام...الخ الحديث. [9] .


پاورقي

[1] الزمر: 17.

[2] الأعراف: 157.

[3] الأعراف: 157.

[4] الکافي 429:1 ح 83؛ بحارالأنوار 353:24.

[5] الزمر: 69.

[6] تفسير القمّيّ 253:2.

[7] دلائل الإمامة 241 و 260؛ روضة الواعظين 264:2.

[8] الزمر: 74.

[9] بحارالأنوار 7:53.