المهدي ممن نزلت فيه آية المودة


811 - روي العلّامة البيّاضيّ قال: وأسند الثعلبيّ في تفسير: «قُل لا أسألُکم عَلَيه أَجراً إلّا المَوَدَّة في القُربي» إلي أنس قول انبيّ صلي الله عليه وآله: نحن ولد عبدالمطّلب سادة أهل الجنّة، وذکر نفسه وخمسة سمّاهم من أهل بيته. [1] .

812 - وروي محمّد بن يعقوب بإسناده عن عبداللَّه بن عجلان، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالي: «قُل لا أسألُکم عَلَيه أَجراً إلّا المَوَدَّة في القُربي» قال: هم الأئمّةعليهم السلام. [2] .

813 - روي محمّد بن العبّاس بإسناده عن الحسن بن زيد، عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام، قال: خطب الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام حين قُتل عليّ عليه السلام ثمّ قال: وأنا من أهل بيت من افترض اللَّه مودّتهم علي کلّ مسلم، حيث يقول: «قُل لا أسألُکم عَلَيه أَجراً إلّا المَوَدَّة في القُربي و مَن يَقتَرِف حَسَنَةً نَزِد له فيها حُسناً» فاقتراف الحسنة مودّتنا أهل البيت. [3] .

814 - وعنه بإسناده عن عبدالملک بن عمير، عن الحسين بن عليّ صلوات اللَّه عليهما في قوله عزّوجلّ: «قُل لا أسألُکم عَلَيه أَجراً إلّا المَوَدَّة في القُربي» قال: وأمّا القرابة الّتي أمراللَّه بصلتها، وعظّم مِن حقّها، وجعل الخير فيها، قرابتنا أهل البيت الّذي أوجب اللَّه حقّنا علي کلّ مسلم. [4] .

815 - روي أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ بإسناده عن عبداللَّه بن عجلان، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللَّه: «قُل لا أسألُکم عليه أَجراً إلّا المَوَدَّة في القُربي» قال: هم الأئمّة الّذين لا يأکلون الصدقة ولا تحلّ لهم. [5] .

816 - قال: وروي زاذان عن عليّ عليه السلام، قال: فينا نزل آية، لا يحفظ مودّتنا إلّا کلّ مؤمن، ثمّ قرأ هذه الآية. [6] .

817 - ومن صحيح البخاريّ في الجزء السادس في تفسير الآية، روي بإسناده عن عبدالملک بن ميسرة، قال: سمعت طاوساً، عن ابن عبّاس أ نّه سأل عن قوله «إلّا المَوَدَّة في القُربي» قال سعيد بن جبير:

قربي آل محمّد صلوات اللَّه عليهم. [7] .

818 - روي الثعلبيّ بإسناده عن أبي الديلم، قال: لمّا جي ء بعليّ بن الحسين صلوات اللَّه عليه أسيراً قائماً علي درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال: الحمدللَّه الّذي قتلکم واستأصل شأفتکم وقطع قرن الفتنة!

فقال له عليّ بن الحسين صلوات اللَّه عليه: أقرأت القرآن؟ قال: قال: نعم، قال: أقرأت آل حم؟ قال:

قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم، قال: قرأت: «قُل لا أسألُکم عليه أَجراً إلّا المَوَدَّةَ في القُربي» قال: لأنتم هم؟ قال: نعم. [8] .

819 - روي مسلم في صحيحه في الجزء الخامس في تفسير قوله تعالي: «قُل لا أسألُکم عليه أَجراً إلّا المَوَدَّة في القُربي» قال: وسئل ابن عبّاس عن هذه الآية، فقال: قربي آل محمّدصلي الله عليه وآله. [9] .

820 - روي موفّق بن أحمد الخوارزميّ، عن مقاتل والکعبيّ: لمّا نزلت هذه الآية «قل لا أسألُکم عليه أَجراً إلّا المَوَدَّة في القُربي» قالوا: هل رأيتم أعجب من هذا، يسفّه أحلامنا ويشتم آلهتنا ويري قتلنا ويطمع أن نحبّه؟! فنزل: «قُل ما سألتُکم مِن أَجرٍ فَهُوَ» [10] أي ليس لي من ذلک أجر، لأنّ منفعة المودّة تعود إليکم، وهو ثواب اللَّه تعالي ورضاه. [11] .

قوله تعالي: «ومَن يَقتَرِف حَسَنَةً نَزِد له فيها حُسناً». [12] .

821 - روي ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب رحمه الله بإسناده عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللَّه تبارک وتعالي: «ومَن يَقتَرِف حَسَنَةً نَزِد له فيها حُسناً» قال: الإقتراف التسليم لنا والصدق علينا وأن لا يکذب علينا. [13] .

822 - روي سعد بن عبداللَّه بإسناده عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفرعليه السلام في الآية، قال: الاقتراف للحسنة هو التسليم لنا والصدق علينا. [14] .

823 - روي الشيخ في أماليه بإسناده، عن الحسن عليه السلام في خطبة له، قال: فيما أنزل اللَّه علي محمّد صلي الله عليه وآله: «قُل لا أسألُکم عليه أَجراً إلّا المَوَدّة في القُربي ومَن يَقترِف حَسَنة» واقتراف الحسنة مودّتنا. [15] .

الآية السادسة قوله تعالي: «أَم يَقولُون افتَري علي اللَّه کَذِباً فإن يَشَأ اللَّه يَختِم علي قَلبِک و يَمحُ اللَّه الباطلَ و يُحقّ الحَقَّ بِکَلِمَاته». [16] .

824 - روي العلّامة البحرانيّ قدس سره بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللَّه عزّوجلّ: «ومَن يَقترِف حَسَنةً نَزِد له فيها حُسناً» قال: من توالي الأوصياء من آل محمّد واتّبع آثارهم، فذاک يزيده ولاية من مضي من النبيّين والمؤمنين الأوّلين حتّي ولايتهم إلي آدم عليه السلام، وهو قول اللَّه عزّوجلّ: «مَن جاءَ بالحَسَنة فله خَيرٌ منها» [17] يدخله الجنّة وهو قول اللَّه عزّوجلّ: «قل ما سألتُکم مِن أجرٍ فَهُوَ لکم» [18] يقول: أجر المودّة الّذي لم أسألکم غيره فهو لکم تهتدون به وتنجون من عذاب يوم القيامة، وقل لأعداء اللَّه أولياء الشيطان أهل التکذيب والإنکار «قُل ما أسألُکم عليه مِن أجرٍ وما أَنَا من المُتکلِّفين» [19] يقول متکلّفاً أن أسألکم ما لستم بأهله، فقال المنافقون عند ذلک بعضهم لبعض: أما يکفي محمّداً أن يکون قهرنا عشرين سنة حتّي يريد أن يحمل أهل بيته علي رقابنا، ولئن قتل محمّد أو مات لننزعنّها من أهل بيته لا نعيدها فيهم أبداً، وأراد اللَّه عزّ ذکره أن يعلم نبيّه صلي الله عليه وآله الّذي أخفوا في صدورهم وأسرّوا به، فقال في کتابه عزّوجلّ: «أم يَقُولُون افتَري علي اللَّه کَذِباً فإن يَشَأ اللَّه يَختِم علي قَلبِک» يقول: لو شئت حبست عنک الوحي فلم تکلّم بفضل أهل بيتک ولا بمودّتهم، وقد قال اللَّه عزّوجلّ: «و يَمحُ اللَّه الباطل ويُحقّ الحقّ بکلماته» [20] يقول الحقّ لأهل بيتک الولاية انّه عليم بذات الصدور، ويقول: بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتک والظلم بعدک وهو قول اللَّه عزّوجلّ: «وأَسَرُّو النَّجوي الّذينَ ظَلَمُوا هَل هذا إلّا بَشَر مثلُکم أفتَأتُون السِّحرَ و أنتم تُبصِرون» [21] ... الخ الحديث. [22] .

825 - روي القمّي بإسناده عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: في قول اللَّه عزّوجلّ: «قُل لا أسألُکم عليه أجراً إلّا المَوَدَّةَ في القُربي» يعني في أهل بيته، قال: جاءت الأنصار إلي رسول اللَّه صلي الله عليه وآله فقالوا: انّا قد آوينا ونصرنا، فخذ طائفة من أموالنا استعن بها علي ما أنابک، فأنزل اللَّه: «قُل لا أسألُکم عليه أجراً - يعني علي النبوّة - إلّا المَوَدّة في القُربي» أي في أهل بيته، ثمّ قال: ألا تري أنّ الرجل يکون له صديق وفي ذلک شي ء علي أهل بيته فلم يسلم صدره، فأراد اللَّه أن لا يکون في نفس رسول اللَّه صلي الله عليه وآله شي ء علي اُمّته ففرض عليهم المودّة، فإن أخذوا أخذوا مفروضاً، وان ترکوا ترکوا مفروضاً، قال: فانصرفوا من عنده وبعضهم يقول: أعرضنا عليه أموالنا فقال: قاتلوا عن أهل بيتي من بعدي، وقال: طائفة ما قال هذا رسول اللَّه من اللَّه وجحدوا وقالوا کما حکي اللَّه تعالي: «أم يقولون افتَري علي اللَّه کَذِباً» فقال اللَّه «فإن يَشَأ اللَّهُ يَختِم علي قَلبِک» قال: لو افتريت؛ ويمحو اللَّه الباطل يعني يبطله «ويُحِقّ الحقَّ بکلماته» يعني بالأئمّة والقائم من آل محمّد «إنّه عليمٌ بذات الصُّدور». [23] .

الآية السابعة قوله تعالي: «ولَمَنِ انتَصَر بَعدَ ظُلمِهِ فاُولئک ما عَلَيهم مِن سَبيل». [24] .

826 - روي محمّد بن العبّاس رحمه الله بإسناده عن جابر الجعفيّ، عن أبي جعفرعليه السلام في قوله عزّوجلّ: «وَلَمَنِ انتَصَر بَعدَ ظُلمِهِ فاُولئک ما عَلَيهم مِن سَبيل» قال: ذلک القائم عليه السلام إذا قام انتصر من بني اُميّة ومن المکذّبين والنصاب. [25] .

الآية الثامنة قوله تعالي: «وتَرَاهم يُعرَضُون عَلَيها خَاشِعِين مَن الذُّلّ يَنظُرون مِن طَرْفٍ خَفِيّ». [26] .

827 - روي محمّد بن العبّاس رحمه الله بإسناده عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفرعليه السلام، قال: قوله عزّوجلّ:«خاشعين من الذلّ ينظرون من طرف خفي» يعني إلي القائم عليه السلام. [27] .

828 - وروي عليّ بن إبراهيم بإسناده عن أبي حمزة الثماليّ، عن أبي جعفرعليه السلام، قال: سمعته يقول: «ولَمَن انتَصَر بَعدَ ظُلمِه» يعني القائم وأصحابه «فاُولئک ما عَلَيهم مِن سَبيل» والقائم إذا قام انتصر من بني اُميّة ومن المکذّبين والنصّاب هو وأصحابه، وهو قول اللَّه تبارک وتعالي: «إنّما السَّبيلُ علي الّذين يَظلِمون الناسَ ويَبغُون في الأرضِ بغير الحقّ اُولئک لهم عَذابٌ أليم». [28] .


پاورقي

[1] الصراط المستقيم 242:2.

[2] تفسير البرهان 121:4 ح 1.

[3] تأويل الآيات الظاهرة 545:2 ح 8.

[4] نفس المصدر 545:2 ح 9.

[5] تفسير البرهان 124:4 ح 13.

[6] نفس المصدر 125:4 ح 22.

[7] صحيح البخاري 37:6.

[8] عنه: العمدة 51 ف 9 ح 46.

[9] عنه: العمدة 49 ف 9 ح 40.

[10] سبأ: 47.

[11] المناقب للخوارزميّ 275 ح 255.

[12] الشوري: 23.

[13] تفسير البرهان 122:4 ح 7.

[14] نفس المصدر 122:4 ح 7.

[15] أمالي الطوسي 270-269 خ 501.

[16] الشوري: 24.

[17] القصص: 84.

[18] سبأ: 47.

[19] ص: 86.

[20] الشوري: 24.

[21] الأنبياء: 3.

[22] تفسير البرهان:122:4 ح 5.

[23] تفسير القمّيّ 275:2؛ بحارالأنوار 237:23.

[24] الشوري: 41.

[25] تأويل الآيات الظاهرة 2: 550-549 ح 18.

[26] الشوري: 45.

[27] تأويل الآيات الظاهرة 550:2 ح 20.

[28] تفسير البرهان 129:4 ح 4.