سوره قمر


الآية الاولي قوله تعالي: «اقتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انشَقَّ القَمَرُ». [1] .

935 - روي الشيخ الصدوق رحمه الله بإسناده عن أبي الحسن عليّ بن موسي بن أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن عبداللَّه بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: وجدت في کتاب أبي رضي الله عنه بإسناده عن عليّ بن إبراهيم بن مهزيار في حديث طويل في تشرّفه بخدمة صاحب الزمان عليه السلام في غيبته، جاء فيه قوله عليه السلام:

يابن مهزيار کيف خلّفت اخوانک في العراق؟

قلت: في ضنک عيش وهناة، قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان.

فقال: قاتلهم اللَّه أ نّي يؤفکون، کأ نّي بالقوم قد قُتلوا في ديارهم وأخذهم أمر ربّهم ليلاً ونهاراً.

فقلت: متي يکون ذلک يابن رسول اللَّه؟

قال: إذا حيل بينکم وبين سبيل الکعبة بأقوام لا خلاق لهم واللَّه ورسوله منهم براء، وظهرت الحمرة في السماء ثلاثاً، فيها أعمدة کأعمدة اللجين تتلألأ نوراً، ويخرج السروسي من أرمنية وآذربيجان يريد وراء الري الجبل الأسود المتلاحم بالجبل الأحمر، لزيق جبل طالقان، فيکون بينه وبين المروزيّ وقعة صيلمانيّة يشيب فيها الصغير، ويهرم منها الکبير، ويظهر القتل بينهما، فعندها توقّعوا خروجه إلي الزوراء، فلا يلبث بها حتّي يوافي باهات، ثمّ يوافي واسط العراق، فيقيم بها سنة أو دونها، ثمّ يخرج إلي کوفان، فيکون بينهم وقعة من النجف إلي الحيرة إلي الغريّ، وقعة شديدة تذهل منها العقول، فعندها يکون بوار الفئتَين، وعلي اللَّه حصاد الباقين.

ثمّ تلا قوله تعالي: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم... اَتاها أمرُنا لَيلاً أو نَهاراً فجَعَلنَاها حَصِيداً کَأن لَم تَغنَ بالأمسِ». [2] .

فقلت: سيّدي ياابن رسول اللَّه، ما الأمر؟

قال: نحن أمر اللَّه وجنوده.

قلت: سيّدي ياابن رسول اللَّه، حان الوقت؟

قال: «اقتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انشَقَّ القَمَرُ». [3] .

936 - وروي عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسير قوله تعالي: «إقتَرَبتِ السَّاعَةُ» قال: خروج القائم عليه السلام. [4] .

937 - وفي رواية المفضّل بن عمر عن الصادق عليه السلام، قال: سألت سيّدي أبا عبداللَّه الصادق عليه السلام: هل للمأمول المنتظر المهدي عليه السلام وقت مؤقّت تعلمه الناس؟

فقال: حاش للَّه أن يوقّت له وقتاً.

قال: قلت مولاي ولِمَ ذلک؟

قال: لأ نّه الساعة الّتي قال اللَّه تعالي: «ويسأَلُونَکَ عن السَّاعةِ أيّانَ مُرساها قُل إنّما عِلمُها عِندَ رَبّي لا يُجلِّيها لِوَقتِها إلّا هو ثَقُلت في السَّموات والأرض لا تَأتيکم إلّا بَغتَةً يَسأَلونک کأ نّکَ حَفِيّ عَنها قُل إنّما عِلمُها عِندَاللَّه و لکنَّ أکثَر النَّاس لا يَعلَمون». [5] .

قوله: «وعِندَه عِلمُ السّاعة» ولم يقل انّها عند أحد دونه.

وقوله: «وما يُدرِيکَ لعلّ السّاعةَ قَريب - يَستعجِل بها الّذين لا يُؤمِنون بها والّذين آمَنوا مُشفِقون مِنها و يَعلمون أَنّها الحَقّ ألا إنّ الّذين يُمارُون في السّاعة لَفِي ضَلال بَعيد».

قلت: يامولاي ما معني يمارون؟

قال: يقولون: متي ولد؟ ومن رآه؟ وأين هو؟ ومتي يظهر؟ کلّ ذلک استعجالاً لأمره وشکّاً في قضائه وقدرته، اُولئک الّذين خسروا أنفسهم في الدنيا والآخرة، وإنّ للکافرين لشرّ مآب - الحديث -. [6] .

الآية الثانية قوله تعالي: «وإن يَرَوا آيةً يُعرِضوا ويَقُولوا سِحرٌ مُستمر». [7] .

938 - روي النعمانيّ بإسناده عن عبداللَّه بن سنان، قال: کنت عند أبي عبداللَّه عليه السلام فسمعت رجلاً من همدان يقول: إنّ هؤلاء العامّة يعيّرونا ويقولون لنا: انّکم تزعمون أنّ منادياً ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر.

وکان عليه السلام متّکياً فغضب وجلس، ثمّ قال: لا ترووه عنّي وارووه عن أبي ولا حرج عليکم في ذلک، أشهد أ نّي قد سمعت أبي عليه السلام يقول: واللَّهِ إنّ ذلک في کتاب اللَّه عزّوجلّ لبيّن، حيث يقول: «إن نَشَأ ننزّل عليهم مِن السماءِ آيةً فظلّت أعناقُهم لها خاضِعين» [8] فلايبقي في الأرض يومئذ أحد إلّا خضع وذلّت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء: «ألا إنّ الحقّ في عليّ بن أبي طالب وشيعته».

قال: فإذا کان من الغد، صعد إبليس في الهواء حتّي يتواري عن أهل الأرض ثمّ ينادي: ألا إنّ الحقّ في عثمان بن عفّان وشيعته فإنّه قتل مظلوماً، فاطلبوا بدمه، قال عليه السلام: فيثبّت اللَّه الّذين آمنوا بالقول الثابت علي الحقّ وهو النداء الأوّل ويرتاب الّذين في قلوبهم مرض والمرض واللَّه عداوتنا، فعند ذلک يتبرّأون منّا ويتناولونا ويقولون إنّ المنادي الأوّل سحر من سحر أهل هذا البيت. ثمّ تلا أبو عبداللَّه عليه السلام قول اللَّه عزّوجلّ: «وإن يَرَوا آية يُعرِضوا و يَقُولوا سِحرٌ مُستمر». [9] .


پاورقي

[1] القمر: 1.

[2] يونس: 24.

[3] کمال الدّين 465:2 ح 23.

[4] تفسير القمّيّ 340:2 بحارالأنوار 351:17.

[5] الأعراف: 187.

[6] المحجّة 205-204؛ بحارالأنوار 2:53.

[7] القمر: 2.

[8] الشعراء: 4.

[9] الغَيبة للنعمانيّ 261-260 ح 19.