سوره بقره


الآية الاولي قوله تعالي: «الم - ذلک الکتابُ لا رَيبَ فيه هُدَيً للمتَّقينَ - الّذينَ يُؤمِنونَ بالغَيبِ ويُقيمون الصلوةَ وممَا رزقناهم يُنفقون». [1] .

1 - الشّيخ الصدوق رحمه الله بإسناده عن يحيي بن أبي القاسم، قال: سألت الصادق عليه السلام عن قول اللَّه عزّوجلّ: «الم ذلک الکتابُ لا ريبَ فيه هُدًي للمتَّقينَ الّذينَ يُؤمِنونَ بالغَيبِ» فقال: المتّقون شيعة عليّ عليه السلام، والغيب فهو الحجّة الغائب، وشاهد ذلک قوله تعالي: «ويقولون لَولا أُنزِل عليه آية من ربِّه فقُل إنّما الغَيبُ للَّه فانتظروا إنّي معکم من المنتَظِرين. [2]  [3] .

2 - و روي الشّيخ الصدوق عن غير واحد من أصحابنا، عن داود بن کُثير الرقيّ، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قول اللَّه عزّوجلّ: «الّذينَ يُؤمِنونَ بالغَيب» قال: مَن آمن اَقَرّ بقَيام القائم أ نّه حقّ. [4] .

3 - و روي الشّيخ الصدوق أيضاً بإسناده عن جابر بن عبداللَّه الأنصاريّ، عن رسول اللَّه صلي الله عليه وآله في حديث يذکر فيه الأئمّةالاثني عشر ومنهم القائم عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: طُوبي للصابرين في غَيبته، طوبي للمقيمين علي محبّتهم، اولئک مَن وَصَفهم اللَّه في کتابه فقال: «وَالّذينَ يُؤمِنونَ بالغَيب» ثمّ قال: «أولئک حِزبُ اللَّه ألا إنّ حزبَ اللَّه هُمُ المفلحون. [5]  [6] .

4 - وقال أيضاً: حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسي؛ قال: بإسناده عن يحيي بن أبي القاسم قال: سألت الصادق جعفر بن محمّدعليهما السلام عن قول اللَّه عزّوجلّ: «الم ذلک الکتابُ لا رَيبَ فيه هُديً للمتّقين - الّذين يُؤمنون بالغَيب» فقال: المتّقون شيعة عليّ عليه السلام والغيب فهو الحجّة الغائب، وشاهد ذلک قول اللَّه عزّوجلّ «ويقولون لولا أُنزل عليه آيةٌ من ربّه فقل إنّما الغيبُ للَّه فانتظروا إنّي معکم من المنتظرين» [7] فأخبر عزّوجلّ أ نّ الآية هي الغيب، والغيب هو الحجّة، وتصديق ذلک قول اللَّه عزّوجلّ: «وجعلنا ابنَ مريمَ واُمَّه آية» [8] يعني حجّةً. [9] .

5 - وقال؛: حدّثنا أبي؛ قال: حدّثنا سعد بن عبداللَّه بإسناده عن عليّ ابن رباب، عن أبي عبداللَّه عليه السلام أ نّه قال: في قول اللَّه عزّوجلّ: «يومَ يأتي بعضُ آياتِ ربّک لا ينفعُ نَفساً إيمانُها لم تکن آمنَت مِن قَبل» [10] فقال: الآيات هم الأئمّة، والآية المنتظرة هو القائم عليه السلام، فيومئذ لا ينفع نفساً إيمانُها لم تکن آمنت من قبل قيامه بالسيف، وإن آمنت بمن تقدّمه من آبائه عليهم السلام. [11] .

6 - وروي الحافظ رجب البرسيّ عن عمّار، عن أميرالمؤمنين عليه السلام في کتاب الواحدة، في حديث طويل قد بيّن فيه مناقب نفسه القدسيّة، وجاء فيه قوله: «الّذين يؤمنون بالغَيب» قال: الغيب: هو الرجعة ويوم القيامة ويوم القائم، وهي أيّام آل محمّد، وإليها الاشارة بقوله: «وذَکِّرهم بأيّامِ اللَّه» فالرجعة لهم، ويوم القيامة لهم، ويوم القائم لهم، وحکمه إليهم، ومعوّل للمؤمنين فيه عليهم. [12] .


پاورقي

[1] البقرة: 3-1.

[2] يونس: 20.

[3] کمال الدّين و تمام النعمة 340:2؛ بحار الأنوار 52:51 و 124.

[4] نفس المصدر.

[5] المجادلة: 22.

[6] المحجّة فيما نزل في القائم(ع) 17، نقلاً عن الشيخ الصدوق.

[7] يونس: 20.

[8] المؤمنون: 50.

[9] کمال الدّين و تمام النعمة 1 : 17 و 18.

[10] الأنعام: 53.

[11] کمال الدّين 18:1.

[12] مشارق أنوار اليقين للحافظ البرسي 159.