المهدي کلمة من کلمات اللَّه


10 - روي الشّيخ الصدوق رحمه اللَّه بإسناده عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام، قال: سألته عن قول اللَّه عزّوجلّ: «و إذ ابتلي ابراهيمَ ربُّه بکلماتٍ فأتمَّهُنّ» ما هذه الکلمات؟ قال عليه السلام: هي الکلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب اللَّه عليه، وهو أ نّه قال: أسألکَ بحق محمدٍ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلا تبتَ عليَّ، فتابَ اللَّه عليه إنّه هو التوابُ الرحيم. فقلت له: يا ابن رسول اللَّه، فما يعني عزّوجلّ بقوله: «فَأتمَّهُنّ»؟ قال: يعني فأتمّهنّ إلي القائم اثني عشر إماماً، تسعة من ولد الحسين عليه السلام. قال المفضل: فقلت: يابن رسول اللَّه، فأخبرني عن قول اللَّه عزّوجلّ: «وجَعَلها کَلِمةً باقية في عَقِبه»؟ [1] قال: يعني بذلک الامامة جعلها اللَّه تعالي في عقب الحسين إلي يوم القيامة. قال: فقلت له: يا ابن رسول اللَّه، فکيف صارت الامامة في وُلد الحسين دون ولد الحسن عليهما السلام وهما جميعاً وَلَدا رسول اللَّه صلي الله عليه وآله وسبطاه وسيّدا شباب أهل الجنة؟ فقال عليه السلام: إنّ موسي وهارون کانا نبيّين مُرسلَين وأخوَين، فجعل اللَّه عزّوجلّ النبوّة في صُلب هارون دون صُلب موسي عليهما السلام، ولم يکن لأحدٍ أن يقول لِم فَعَل اللَّه ذلک؟ وإنّ الإمامة خلافة اللَّه عزّوجلّ في أرضه، وليس لأحدٍ أن يقول لِم جعله (جعلها) اللَّه في صُلب الحسين دون صُلب الحسن عليهما السلام، لأن اللَّه تبارک وتعالي هو الحکيم في أفعاله، لا يُسْأل عمّا يفعل وهم يُسئلون. [2] .

الآية الخامسة قوله تعالي: «واذْ قُلتُم يا موسي لَن نؤمِنَ لَکَ حتّي نَري اللَّه جَهرةً فأخذَتکُمُ الصاعقةُ وأنتم تَنظُرون». [3] .

11 - قال عليّ بن ابراهيم: قوله تعالي: «وإذْ قُلتم يا موسي لَن نُؤمِنَ لک حتّي نري اللَّه جَهرةً» الآية، فهم السبعون الّذين اختارهم موسي ليَسمَعوا کلام اللَّه، فلمّا سمعوا الکلام قالوا: لن نؤمن لک يا موسي حتّي نري اللَّه جهرةً، فبعثَ اللَّه عليهم صاعقةً فاحترقوا، ثمّ أحياهم اللَّه بعد ذلک وبعثهم أنبياء، فهذا دليل علي الرجعة في أمّة محمّد صلي الله عليه وآله، فإنّه قال صلي الله عليه وآله: لم يکن في بني اسرائيل شي ء، إلّا وفي أمّتي مثله. [4] .

الآية السادسة قوله تعالي: «وإذ استَسقي موسي لِقَومه فقُلنا اضرب بعصَاک الحَجَرَ فانفَجَرَت منه اثنتا عشرة عَيناً قد عَلِم کُلُّ أُناس مَشربَهم کُلوا واشربوا مِن رِزق اللَّه ولا تَعَثوا في الأرض مُفسِدين». [5] .


پاورقي

[1] الزخرف: 28.

[2] کمال الدّين 2 : 358 ح 57؛ معاني الأخبار 126 ح 1؛ بحارالأنوار 11 : 177؛ و 24 : 177.

[3] البقرة: 55.

[4] تفسير القمّي 1 : 47.

[5] البقرة: 60.