سنة لابد منها


وهکذا فإن الرسول صلي الله عليه وآله يريد من خلال بياناته الشريفة في هذا الحديث أن يؤکد لنا أن سنة ظهور الإمام، وتحقق العدالة الإلهية، وامتلاء الأرض بالقسط والعدل. کلّ ذلک إنما يمثل سنة ثابتة لا يمکن أن تتغير، ولابد لها من أن تتحقق وتقع، وإن تطلّب ذلک واستوجب حدوث تغيير في طبيعة الکون؛ کأن يطول اليوم الأخير من الحياة الدنيا، ويمتد إلي اکثر مما هو مألوف، وهو الأربع والعشرون ساعة.

فالرسول صلي الله عليه وآله يريد التأکيد هنا بقوة وشدّة علي هذه الحقيقة الکبري، وعلي تحقق ذلک الأمل المنشود من قبل جميع الرسالات الإلهية، ومن قبل جميع الأمم والشعوب، فالله سبحانه وتعالي لابد من أن يظهر مهدي هذه الأمة، وإن استلزم هذا الظهور تغيير السنن الطبيعية في الکون، نظراً إلي أهمية هذا الظهور وإلي کونه يمثل السنة الکبري التي تفوق أهميتها سائر السنن في الکون.