المهدي خاتم الأوصياء


وإذا کان آخر الأنبياء، وخاتم المرسلين هو نبينا الأعظم محمد صلي الله عليه وآله الذي ختمت به رسالات الله، فإن خاتم الأوصياء هو الآخر سوف تختصر فيه غايات الرسالات الإلهية، لأن الله عز وجل خلق الکون علي سنّة التکامل والتسامي. فالأنبياء السابقون - مثلاً- لم يؤمن بهم إلا نزر يسير، وقلما وجد هؤلاء الأنبياء انتصاراً في حياتهم کما انتصر الله لرسـالته الخاتـمة علي يـد رسـولنا الأعظـم صلي الله عليه وآله.

وإذا کان فتح الله الذي تجلي علي يد النبي صلي الله عليه وآله أعظم فتح، فإن هذا يعني أن الرسالة سوف تتجلي في أفضل صورها، وأروع معانيها، وأصدق حقائقها علي يد خاتم الأوصياء سيدنا وإمامنا المنتظر عجل الله فرجه. وهذه الرحلة الشاقة للبشرية لابد أن تنتهي بيوم النصر، وهذه هي إرادة الله تعالي، فالخلق هو خلقه، والمملکة مملکته، والأرض قبضته، ولأن هذه الدنيا إنما خلقت ليرحم الله فيها العباد.