آثار وجود الإمام المنتظر


ولوجود إمامنا المنتظر آثار عظيمة ومتنوعة، ربما نجهل الکثير منها، ولعل أعظم هذه الآثار ولاية الفقهاء علي الناس وطاعتهم لهم، والتي هي ليست طاعة ذاتية باعتبار أن الفقهاء ومراجع الأمة نواب عن الإمام الحجة المنتظر، فولاية الفقهاء علي الناس هي شعاع من أشعة ولاية الأنبياء وقبس من نورهم عليهم السلام. فلنحاول أن نبحث في هذا القبس من خلال بعض المفردات، ومن ضمنها وأهمها مفردة الاستقامة والثبات علي الطريق. ومثل هذه الاستقامة لا يمکن الوصول إليها إلا من خلال اتباع وتولي هؤلاء الفقهاء والمراجع الذين يمثلون خط الولاية للأئمة والأنبياء والرسل أجمعين، علي أن تمثيلهم هذا لخط الولاية لاينفي ضلال أکثر الناس عنهم وعدم اتباعهم لهم لجهلهم بهم، والتمرد علي مذهبهم الصحيح، ولا غرابة في هذا الأمر إذا لاحظنا التصريح به في محکم القرآن الکريم حيث يقول الله سبحانه: «وَمَآ أَکْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ » ويقول: «وَأَکْثَرُهُمْ لِلْحَقِ کَارِهُونَ». فعدم إيمان الناس بالله جل جلاله لا يعني انتفاء الوجود الإلهي وصحة الإلحاد، وعدم اتباعهم للحق لايعني أن الحق مرفوض، بل إن الإنسان يميل في أعماق ضميره، إلي الحق، ولکنه عندما يصطدم بالمصلحة الذاتية يکرهه ويفرّ منه.

ونحن عندما نبحث عملياً عن السر في بقاء ديننا، وتوجّهنا إلي الخط الصحيح، والصراط المستقيم، ومعرفة الله تعالي معرفة صحيحة خالية من أية شائبة، نجد أن خط العلماء هو الخط الذي أنعم الله تعالي به علينا؛ فهم الذين علّمونا معالم ديننا، ونقلوا إلينا هدي الأئمة وبصائرهم التي هي بصائر القرآن، وهدي الله سبحانه، ولذلک فإن الذين يهجرون خط العلماء، ويبتعدون عنه سواء کانوا أفراداً أم جماعة، فإنهم بترکهم وابتعادهم هذين سوف يضلون ضلالاً بعيداً.