حرکة المتحرکين


في ظل هذا النظام يطلق للأفراد المقلدين حرية الإبتکار في الحرکة عن طريق تشکيل تنظيمات وأندية وإتحادات وجمعيات ذات أشکال مختلفة وأهداف ومقاصد متباينة، لا تتناقض فيما بينها وإن تعددت. هذه التنظيمات العلنية تنتشر في جسد المجتمع وتمتد الي الحواري في کل مکان لتجذب اليها رجل الشارع. ففي وجود هذه الأشکال التحرکية لا يستطيع الفرد العادي أن يفلت من الإرتباط بالقيادة العامة للحرکة، فلا يتعثر جهده خارجها. فهذا فرد أعجبته جمعية لتحفيظ القرآن شکلها أتباع



[ صفحه 216]



هذا المجتهد أو ذاک فانضم إليها، وآخر جذبته جمعية ثقافية، وثالث انضم لمنبر سياسي، ورابع الي تنظيم يهتم بحقوق الإنسان، وخامس الي نقابة عمالية أو تجارية، وکل هؤلاء نجد جهودهم تنصب في النهاية في إطار المرجعية العامة، فلا يفلت من التنظيم العام أحد، لأن أي جماعة يختارها المرء للعمل وفق إمکاناته وقدراته ومواهبه ستوصله في النهاية الي نفس الطريق الذي يسلکه غيره، لأن الحرکة يسيطر عليها قيادة واحدة.

هکذا نجد أن هذه الأطروحة تحقق ما يلي:

1 - وحدة القيادة.

2 - سير الحرکة وفق الخط السليم وفي إشراف المرجع الأعلي.

3 - إذابة کل التنظيمات التي علي الساحة في داخل تنظيم واحد.

4 - إختفاء ظاهرة أمراء الحواري ومفتيي الشقق.

5 - تأسيس دولة داخل الدولة ونظام في قلب النظام.



[ صفحه 217]



6 - توفير الإستقلال الإقتصادي للعلماء، وبالتالي تشجيعهم علي مواجهة الظلم والظالمين.

7 - ضمان عدم تأثير أي ضربة توجهها السلطة للمتحرکين خشية من رد فعل القيادة.

8 - غالباً ما تشل هذه الأطروحة قدرة النظام علي التنکيل بالعاملين، لأن القيادة إذا أصدرت أمرها - وهو عند المقلدين له احترامه وينبغي أن يطاع - أمکنها أن تنزل الي الشارع مليونين من المقلدين وهو کابوس مخيف بالنسبة للنظام، أي نظام.

9 - تحويل الحرکة الي حرکة قوية لها قدرة علي التصدي للأمور، والتعامل مع النظام نداً لند.

10 - حل مشکلة القيادة، وتنظيم درجاتها لأن التنظيمات المنتشرة في جسد المجتمع ستنتج قيادات حرکية متنوعة، منها ما يصلح للصف الثاني ومنها ما ينفع للصف الثالث والرابع عند اقتضاء الضرورة، فتتحول الي مستودع ضخم يدفع الي المجتمع بملايين الأتباع المقلدين، وآلاف القادة، ومئات أساليب التحرک.



[ صفحه 218]



وهناک کثير وکثير من الاهداف التي يمکن أن تحققها هذه الأطروحة، أمسکنا عنه خشية الإطالة.

وإن کان لي من قول بعد ذلک، فهو أني علي يقين من معارضة طائفة التجار لها، لأنها ستمنع اتجارهم بالدين وبناء الأبهمة الذاتية والأوضاع الإجتماعية الشخصية.

ومع هذا فکلي أمل في أن يستجيب لها المخلصون الذين يشعرون بالأزمة التي تعاني منها الحرکة الإسلامية، ويبحثون لها عن حل يخرجها وأصحابها من المستنقع الذي طال رقادها فيه.