ما رواه علي بن عيسي في کتاب کشف الغمة


132- و قال علي بن عيسي في کشف الغمة و انا اذکر قصتين قرب عهدهما من زماني و حدثني بها جماعة من ثقات اخواني، کان في البلاد الحلة شخص يقال له اسمعيل بن الحسن الهرقلي حکي لي ولده شمس الدين قال: حکي لي والدي انه خرج فيه و هو شاب علي فخذه الايسر توثة مقدار قبضة الانسان، و کانت في کل ربيع تنشقق و يخرج منها دم و قيح و يقطعه ألمها عن کثير من اشغاله، فاحضر اطباء الحلة و أراهم الموضع فقالوا: هذه التوثة فوق العرق الاکحل، و علاجها خطر و متي قطعت خيف ان ينقطع العرق فيموت، و أراها اطباء بغداد فقالوا کذلک الي أن قال: ثم مضيت الي دجلة فاغتسلت و لبست ثوبا نظيفا و صعدت أريد المشهد، فرأيت اربعة فرسان شابين و شيخا بيده رمح و آخر متقلدا بسيف عليه فرجية ملونة، فسلموا علي والدي ورد عليهماالسلام فقال له صاحب الفرجية: انت غدا تروح الي أهلک؟ فقال له: نعم فال تقدم حتي أبصر ما يوجعک، فتقدمت اليه فجعل يلمس جانبي من کتفي الي أن أصابت يده التوثة فعصرها فأوجعني -ثم قال لي الشيخ. أفلحت يا اسمعيل فعجبت من معرفته باسمي فقال لي: هذا الامام فتقدمت اليه فتقدم خطوات و التفت الي و قال لي: اذا وصلت الي بغداد فلابد أن يطلبک أبوجعفر يعني الخليفة المستنصر؛ فاذا حضرت عنده و اعطاک شيئا فلا تأخذه، و قل لولدنا الرضي يعني علي بن موسي بن طاوس يکتب لک الي علي بن عوض، فاني ارسل اليه يعطيک الذي تريد، ثم سار و اصحابه فکشفت رجلي فلم أرلذلک المرض اثرا، ثم ذکرانه أراها الاطباء الذين عجزوا عن



[ صفحه 699]



علاجها فقال أحدهم: هذا عمل المسيح ثم ذکر ان جميع ما أخبر به وقع کما قال عليه السلام.

اقول: قد اختصرت الحکاية و هي طويلة.

133- قال علي بن عيسي و حکي لي السيد باقي بن عطوة ان أباه کان آدر و کان زيدي المذهب و کان ينکر علي بنيه الميل الي مذهب الامامية و يقول: لا أصدقکم و لا أقول بمذهبکم حتي يجي ء صاحبکم يعني المهدي عليه السلام فيبرئني من هذا المرض و تکرر منه هذا القول، فبينما نحن مجتمعون عنده وقت العشاء الاخرة اذا ابونا يصيح و يستغيث بنا فأتيناه سراعا فقال: الحقوا صاحبکم فالساعة خرج من عندي، فخرجنا فلم نر أحدا فعندنا اليه و سألناه فقال: انه دخل الي شخص و قال لي: يا عطوة فقلت من أنت؟ قال: انا صاحبک بنيک قد جئت لا برئک مما بک، ثم مد يده و عصر قروني و مضي، و مددت يدي فلم أرلها اثرا.

قال علي بن عيسي و الاخبار في هذا الباب کثيرة.

اقول: و قد تواتر عنه عليه السلام مثل هذا في زماننا و ما قبله، و ما يظهر من بعض الروايات مما يوهم استحالة ذلک غير صريح مع احتمال حمله علي الاغلبية أو علي من يدعي انه مع المشاهدة عرفه او عرفه نفسه، بخلاف ما لو عرفه اياه غيره أو ظهر له منه اعجاز، و لا يخفي ما في سدهم (ع) لذلک الباب من المصلحة و دفع المفسدة.