وقوع الغيبة بالاوصياء و الحجج من بعد موسي الي زمان المسيح


روي الصدوق في اکمال الدين باسناده عن اهل البيت (ع) ان يوشع بن نون (ع) قام بالامر بعد موسي صابرا من الطواغيت علي البلاء حتي مضي منهم ثلاثه فقوي بعدهم امره فخرج عليه رجلان من منافقي قوم موسي بصفراء بنت شعيب امراه موسي (ع) في مائه الف فغلبهم يوشع فقتل منهم مقتله عظيمه و هزم الباقين و اسر صفراء و استتر الائمه بعد يوشع الي زمان داود (ع) اربعمائه سنه و کانوا احد عشر حتي انتهي الامر الي آخرهم فغاب عنهم ثم ظهر فبشرهم بداود (ع) و اخبرهم ان داود يطهر الارض من جالوت و جنوده و کانوا يعلمون انه قد ولد و بلغ اشده و يرونه و لا يعلمون انه هو و لما فصل طالوت بالجنود خرج اخوه داود و ابوهم و تخلف داود و استهان به اخوته و قالوا ما يصنع في هذا الوجه فاقام يرعي غنم ابيه و اشتدت الحرب و اصاب الناس جهد فرجع ابو داود و قال له احمل الي اخوتک طعاما يتقوون به و کان داود (ع) قصيرا قليل الشعر فمر بحجر فناداه خذني و اقتل بي جالوت فاني انما خلقت لقتله فاخذه و وضعه في مخلاته التي تکون فيها حجارته التي يرمي بها غنمه و ادخل علي طالوت فقال يا فتي ما عندک من القوه قال کان الاسد يعدو علي الشاه فاخذ براسه و اقلب لحييه عنها فاخذها من فيه و کان الله اوحي الي طالوت انه لا يقتل جالوت الا من لبس درعک فملاها فدعا بدرعه فلبسها داود فاستوت عليه فقال داود اروني جالوت فلما رآه اخذ الحجر فرماه به فصک به بين عينيه فدمغه و تنکس من دابته و ملکه الناس و انزل الله عليه الزبور و علمه صنعه الحديد فلينه له و امر الجبال و الطير ان تسبح معه و اعطاه صوتا لم يسمع بمثله حسنا و اعطي قوه في العباده و اقام في بني اسرائيل نبيا و هکذا يکون سبيل القائم (ع) له علم اذا حان وقت خروجه انتشر ذلک العلم من نفسه و انطقه الله عز و جل فناداه اخرج يا ولي الله فاقتل اعداء الله و له سيف مغمد اذا حان وقت خروجه اقتلع ذلک السيف من غمده و انطقه الله عز و جل فناداه السيف اخرج يا ولي الله فلا يحل لک ان تقعد عن اعداء الله فيخرج و يقتل اعداء الله حيث ثقفهم و يقيم حدود الله و يحکم باحکام الله عز و جل ثم ان داود استخلف سليمان (ع) و اوصي سليمان الي آصف بن برخيا ثم غيبه الله غيبه طال امدها ثم ظهر لهم ثم غاب عنهم ما شاء الله و تسلط عليهم بختنصر و بقي دانيال اسيرا في يده تسعين سنه ثم جعله في جب و اشتدت البلوي علي شيعته المنتظرين لظهوره و شک اکثرهم في الدين لطول الامد ثم اخرجه بختنصر لرويا رآها فظهر من مکان مستترا من بني اسرائيل ثم توفي دانيال و افضي الامر بعده الي عزيز فکانوا ياخذون عنه معالم دينهم فغيب الله عنهم شخصه مائه عام ثم بعثه و غابت الحجج بعده و اشتدت البلوي علي بني اسرائيل حتي ولد يحيي بن زکريا فظهر و له سبع سنين و وعدهم الفرج بقيام المسيح بعد نيف و عشرين سنه فلما ولد المسيح (ع) اخفي الله ولادته و غيب شخصه لان امه انتبذت به مکانا قصيا فلما ظهر عيسي اشتدت البلوي و الطلب علي بني اسرائيل حتي کان من امر المسيح ما اخبر الله به و استتر شمعون و اصحابه حتي افضي بهم الاستتار الي جزيره من جزائر البحر.