في علامات ظهور المهدي


المرويه عن ائمه اهل البيت (ع) و قد رواها اصحابنا رضوان الله عليهم باسانيدهم المتصله کالنعماني و الشيخ الطوسي في کتابي الغيبه و المفيد في الارشاد و غيرهم و نحن نوردها بحذف الاسانيد قصدا للاختصار او نذکر حاصل الروايه و نسردها مفصله مرتبه بحسب الامکان تسهيلا لتناولها و معرفتها ثم ان هذه العلامات منها بعيد مثل اختلاف بني العباس و زوال ملکهم و غير ذلک و منها قريب کخروج السفياني و طلوع الشمس من مغربها و غير ذلک و منها محتوم کما نص عليه في الروايات کالسفياني و اليماني و الصيحه من السماء و غير ذلک و منها غير محتوم قال المفيد بعد سرده لعلامات الظهور کما سياتي و من جمله هذه الاحداث محتومه و منها مشترطه اقول و لعل المراد بالمحتوم ما لا بد من وقوعه و لا يمکن ان يلحقه البداء الذي هو اظهار بعد اخفاء لا ظهور بعد خفاء و الذي هو نسخ في التکوين کما ان النسخ المعروف نسخ في التشريع و بغير المحتوم او المشترط ما يمکن ان يلحقه البداء و المحو و النسخ في التکوين يمحو الله ما يشاء فهو مشترط بعدم لحوق ذلک فاما المحتوم فقد اختلفت الروايات في تعداده زياده و نقيصه ففي بعضها خمس علامات محتومات قبل قيام القائم (ع) السفياني و اليماني و المنادي من السماء باسم المهدي و خسف في البيداء و قتل النفس الزکيه و في بعضها قال من المحتوم و عد المذکورات الا انه قال بدل اليماني و کف تطلع من السماء و عد معها القائم و في بعضها قال من المحتوم و عد المذکورات ايضا الا انه ذکر طلوع الشمس من مغربها و اختلاف بني العباس في الدوله بدل اليماني و الخسف و عد معها قيام القائم من آل محمد ص قال النعماني في غيبته هذه العلامات التي ذکرها الائمه (ع) مع کثرتها و اتصال الروايات بها و تواترها و اتفاقها موجبه ان لا يظهر القائم (ع) الا بعد مجيئها اذ کانوا قد اخبروا انه لا بد منها و هم الصادقون حتي انه قيل لهم نرجو ان يکون ما نومل من امر القائم و لا يکون قبله السفياني فقالوا بلي و الله انه لمن المحتوم الذي لا بد منه ثم حققوا کون العلامات الخمس اي اليماني و السفياني و النداء من السماء و خسف بالبيداء و قتل النفس الزکيه التي هم اعظم الدلائل علي ظهور الحق بعدها کما ابطلوا امر التوقيت و قالوا من روي لکم عنا توقيتا فلا تهابوا ان تکذبوه کائنا ما کان فانا لا نوقت و هذا من اعدل الشواهد علي بطلان امر کل من ادعي ذلک قبل مجي ء هذه العلامات انتهي. و قال المفيد في الارشاد قد جاءت الاثار بذکر علامات لزمان قيام القائم المهدي (ع) و حوادث تکون امام قيامه و آيات و دلالات فمنها خروج السفياني و قتل الحسني و اختلاف بني العباس في الملک



[ صفحه 72]



و کسوف الشمس في النصف من شهر رمضان و خسوف القمر في آخره علي خلاف العاده و خسف بالبيداء و خسف بالمشرق [1] و خسف بالمغرب [2] و رکود الشمس من عند الزوال الي وسط اوقات العصر و طلوعها من المغرب و قتل نفس زکيه يظهر الکوفه في سبعين من الصالحين و ذبح رجل هاشمي بين الرکن و المقام و هدم حائط مسجد الکوفه و اقبال رايات سود من قبل خراسان و خروج اليماني و ظهور المغربي بمصر و تملکه الشامات و نزول الترک الجزيره و نزول الروم الرمله و طلوع نجم بالمشرق يضي ء کما يضي ء القمر ثم ينعطف حتي يکاد يلتقي طرفاه و حمره تظهر في السماء و تنتشر في آفاقها و نار تظهر بالمشرق طولا و تبقي في الجو ثلاثه ايام او سبعه ايام و خلع العرب اعنتها [3] و تملکها البلاد و خروجها عن سلطان العجم و قتل اهل مصر اميرهم و خراب الشام و اختلاف ثلاث رايات فيه و دخول رايات قيس و العرب الي مصر و رايات کنده الي خراسان و ورود خيل من قبل المغرب حتي تربط بفناء الحيره و اقبال رايات سود من قبل المشرق نحوها و بشق في الفرات حتي يدخل الماء ازقه الکوفه و خروج ستين کذابا کلهم يدعي النبوه و خروج اثني عشر من آل ابي طالب کلهم يدعي الامامه لنفسه و احراق رجل عظيم القدر من شيعه بني العباس بين جلولاء و خانقين و عقد الجسر مما يلي الکرخ بمدينه بغداد و ارتفاع ريح سوداء بها في اول النهار و زلزله حتي ينخسف کثير منها و خوف يشمل اهل العراق و بغداد و موت ذريع و نقص من الاموال و الانفس و الثمرات و جراد يظهر في اوانه و في غير اوانه حتي ياتي علي الزرع و الغلات و قله ريع لما يزرعه الناس و اختلاف صنفين من العجم و سفک دماء کثيره فيما بينهم و خروج العبيد عن طاعه ساداتهم و قتلهم مواليهم و مسخ القوم من اهل البدع حتي يصيروا قرده و خنازير و غلبه العبيد علي بلاد السادات و نداء من السماء حتي يسمعه اهل الارض کل اهل لغه بلغتهم و وجه و صدر يظهران من السماء للناس في عين الشمس و اموات ينشرون من القبور حتي يرجعوا الي الدنيا فيتعارفون فيها و يتزاورون ثم يختم ذلک باربع و عشرين مطره تتصل فتحيي بها الارض بعد موتها و تعرف برکاتها و تزول بعد ذلک کل عاهه عن معتقدي الحق من شيعه المهدي فيعرفون عند ذلک ظهوره بمکه و يتوجهون نحوه لنصرته کما جاءت بذلک الاخبار قال ذکرناها علي حسب ما ثبت في الاصول و تضمنتها الاثار المنقوله و بالله نستعين و اياه نسال التوفيق ثم اورد المفيد ره عده احاديث مسنده في علامات الظهور ننقلها في تضاعيف ما ياتي ان شاء الله و عن کتاب العدد القويه قد ظهر من العلامات عده کثيره مثل خراب حائط مسجد الکوفه و قتل اهل مصر اميرهم و زوال ملک بني العباس علي يد رجل خرج عليهم من حيث بدا ملکهم و موت عبد الله آخر ملوک بني العباس و خراب الشامات و مد جسر مما يلي الکرخ ببغداد کل ذلک في مده يسيره و انشقاق الفرات و سيصل الماء ان شاء الله الي ازقه الکوفه اقول يمکن ان تکون هذه علامات بعيده و يمکن کون العلامه غير ما حصل بل شي ء يحصل فيما بعد و لنشرع في تفصيل تلک العلامات المستفاده من الروايات فنقول.


پاورقي

[1] هو الخسف ببغداد و البصره کما سياتي.

[2] هو الخسف بالشام کما سياتي.

[3] خلع العرب اعنتها کنايه عن خروجها عن الطاعه لغيرها تشبيها بالفرس الذي خلع عنانه فلا يکون له عنان يقاد به و يمسک و منه قولهم خلع فلان عذاره اي اصبح کالفرس المرسل الذي لا عذار في راسه يفعل ما يشاء و يذهب اين شاء و مقابله قولهم ملک فلان زمام الامر او مقاليده و غير ذلک.