بولس و الشريعة


علي امتداد عهد المسيح عليه السلام. کان يقول لا تظنوا أني جئت لألغي الشريعة أو الأنبياء. ما جئت لألغي بل لأکمل، [1] وعندما جاء بولس وقاد المسيرة ألغي الشريعة. قال کانت الشريعة هي مؤدبنا حتي مجئ المسيح لکي تبرر علي أساس الإيمان، ولکن بعد ما جاء الإيمان تحررنا من سلطة المؤدب، فإنکم جميعا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع، لأنکم جميع الذين تعمدتم في المسيح قد لبستم



[ صفحه 191]



المسيح، [2] وقال أثبت الله لنا محبته. إذ ونحن ما زلنا خاطئين مات المسيح عوضا عنا، وما دمنا الآن قد تبررنا بدمه. فکم بالأحري نخلص من الغضب الآتي، فإن کنا ونحن أعداء قد تصالحنا مع الله بموت ابنه.

فکم بالأحري نخلص بحياته ونحن مصلحون. [3] وقال يا إخواني.

فإنکم بواسطة جسد المسيح الذي مات. قد صرتم أمواتا بالنسبة للشريعة لکي تصيروا إلي آخر. إلي المسيح نفسه. [4] وقال إن المسيح حررنا بالفداء من لعنة الشريعة. إذ صار لعنة عوضا عنا. لأنه قد کتب:

ملعون کل من علق علي خشبة. [5] .

وعلي هذا الأساس الذي وضعه بولس. ألغيت الشريعة التي جاء أنبياء بني إسرائيل ليبينوها للناس. وليحذرونهم من المخالفة والانحراف الذي يترتب عليه لعنهم إلي يوم القيامة، وبولس ألغي الشريعة تحت عنوان: أن المسيح مات عن العصاة في الوقت المعين. وما دام قد مات عوضا عن الجميع وصار لعنة لأجلهم. فمعني ذلک أن الجميع قد ماتوا بالنسبة للشريعة. وعندما قام المسيح من بين الأموات صاروا إليه ولبسوا فيه. وما دام الأمر کذلک فلا فائدة ترجي من الشريعة. لأن الأحياء لا يعيشون بالشريعة وإنما بالذي مات عوضا عنهم ثم قام!! [6] ولم يکتفي بولس بإلغاء الشريعة. بل هدد العاملين بها. ولا ندري أي إيمان يکون بغير الکتب السماوية وتصديق الأنبياء. وهل عرفنا الإيمان إلا بالناموس الذي هو من أوامر الله.



[ صفحه 192]




پاورقي

[1] متي 5 / 17.

[2] غلا 3 / 23 - 29.

[3] روما 5 / 7 - 11.

[4] روما 7 / 4 - 5.

[5] غلا 3 / 13.

[6] أنظر: کور 5 / 16، غلا 3 / 23 - 29، روما 5 / 7 - 11.