وجه الانتفاع بالامام المهدي في غيبته


بلال نعيم

غياب الإمام المهدي (ع)وهو آخر الحجج الإلهية عن الأنظار، کان وفق سنّة غير قابلة للتبديل أو التعديل، قوام هذه السنة أمران: الأول هو ضرورة بقاء الحجة علي الأرض لأنه لا يمکن تصور خلوِّ المعمورة من الحجة، والثاني هو استحالة بقاء الحجة الأخيرة ظاهرةً ومشهورةً بين الناس بسبب الظلم الطاغي والسائد والذي سوف يؤدي إلي قتل هذه الحجة. وبالتوفيق بين ضرورة بقاء المعصوم الماسک لأطراف عالم الممکنات والشاهد علي الإنسان في حرکته وبين استحالة البقاء ظاهراً کان لا بد من أن يغيب الإمام عن الأنظار لکن مع بقائه في هذه الدنيا، أي أن الإمام لم يمت ولم يرفع إلي السماء وهو ما زال حياً يعيش بيننا، يتفقد أمورنا ويرعي أحوالنا ويسدد خطانا ويحتضن مسيرتنا ويصوب المسار، وهو موجود بکل ما للکلمة من معني، إمامٌ عابدٌ يقوم بالتکاليف الفردية الملزم بها، ويحضّر للتکليف الإلهي البشري الاجتماعي السياسي النهضوي التغييري علي مستوي رعاية وتسديد وتوجيه المحبين والموالين باتجاه امتلاک المواصفات التي تخولهم مؤازرته والمشارکة في نهضته العالمية.