تمهيد


عرفنا، في البحثين الاول والثاني من الفصل الاول، انه قد ثبت بالتواتر وهو يفيد العلم لدي المسلمين من اهل السنة والشيعة ان الرسول (ص) قد بشر بالامام المهدي واسمه «محمد» وانه سيخرج في آخر الزمان فيملا الارض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا، وان المسيح سينزل فيصلي خلفه وانه سينصر بالملائکة ويکون جبرائيل عن يمينه وميکائيل عن شماله.

ووقفنا، في هذين البحثين، علي ما وراء ذلک مما اختلفوا فيه من مسائل تتصل به کاسم ابيه، وجده الاعلي، وتاريخ مولده، ومقامه من الرسول (ص). وانتهت بنا الادلة والمناقشات الي ان المهدي المنتظر (ع) هذا ليس الا الامام الثاني عشر من اهل البيت محمد بن الحسن العسکري (ع)، وهو آخر اوصياء الرسول (ص)وخلفائه بالمعني الاخص، وهؤلاء هم امتداده في العصمة العلمية والعملية طبقا لما يفيده اتساق الادلة في ما بينها من جهة، وفي ما بينها وبين القاعدة العقائدية في التوحيد من جهة اخري، وخلود الرسالة وشمولها من جهة ثالثة، ثم تطابقها مع الواقع التاريخي لهؤلاء الائمة: دعوي وعلما وعملا وآثارا من جهة رابعة. وقد اثبت اهل الکشف من الصوفية من جهتهم ذلک کما شرحناه في البحث الثالث من هذا الفصل.