باب ما جاء عن الحسن ما يوافق هذه الأخبار و نصه علي أخيه الحس


حدثنا علي بن محمد قال حدثنا محمد بن عمر القاضي الجعابي قال حدثني أحمد بن واقد عن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الحميد عن أبي ضمرة عن عباية عن الأصبغ قال سمعت الحسن بن علي يقول الأئمة بعد رسول الله ص اثنا عشر تسعة من صلب أخي الحسين و منهم مهدي هذه الأمة



[ صفحه 224]



حدثنا الحسين بن علي رحمه الله قال حدثنا هارون بن موسي قال حدثنا محمد بن همام قال حدثني جعفر بن مالک الفزاري قال حدثني الحصين علي بن فرات بن أحنف عن جابر بن يزيد الجعفي عن محمد بن علي الباقر عن علي بن الحسين زين العابدين قال قال الحسن بن علي ع الأئمة عدد نقباء بني إسرائيل و منا مهدي هذه الأمة.

حدثني محمد بن الحسن بن الحسين بن أيوب قال حدثنا محمد بن الحسين البزوفري عن أحمد بن محمد الهمداني عن القاسم بن محمد بن حماد عن غياث بن إبراهيم قال حدثني إسماعيل بن أبي زياد قال أخبرني يونس بن أرقم عن أبان بن أبي عياش قال حدثني سليمان القصري قال سألت الحسن بن علي ع عن الأئمة قال عدد شهور الحول.

حدثنا محمد بن علي رضي الله عنه قال حدثني المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال حدثنا جبرئيل بن أحمد عن موسي جعفر البغدادي قال حدثني الحسين بن محمد الصيرفي عن



[ صفحه 225]



حنان بن سدير عن أبيه سدير بن حکيم عن أبيه عن أبي سعيد عقيصا قال لما صالح الحسن ع معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم علي بيعته فقال ع ويحکم ما تدرون ما علمت و الله الذي علمت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت أ لا تعلمون أني إمامکم و مفترض الطاعة عليکم و أحد سيدي شباب أهل الجنة بنص رسول الله ص علي قالوا بلي قال أ و ما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة و أقام الجدار و قتل الغلام کان ذلک سخطا لموسي بن عمران إن قد خفي عليه وجه الحکمة في ذلک و کان ذلک عند الله تعالي ذکره حکمة و صوابا.

أ ما علمتم أنه ما منا أحد إلا و يقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي خلفه عيسي ع فإن الله عز و جل يخفي ولادته و يغيب شخصه لئلا يکون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج



[ صفحه 226]



ذلک التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الإماء يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة ذلک ليعلم أن الله علي کل شيء قدير.

حدثني محمد بن وهبان البصري قال حدثني داود بن الهيثم بن إسحاق النحوي قال حدثني جدي إسحاق بن البهلول بن حسان قال حدثني طلحة بن زيد الرقي عن الزبير بن عطا عن عمير بن هاني العيسي عن جنادة بن أبي أميد قال دخلت علي الحسن بن علي ع في مرضه الذي توفي فيه و بين يديه طشت يقذف فيه الدم و يخرج کبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية فقلت يا مولاي ما لک لا تعالج نفسک فقال يا عبد الله بما ذا أعالج الموت قلت إنا لله و إنا إليه راجعون.



[ صفحه 227]



ثم التفت إلي و قال و الله إنه لعهد عهده إلينا رسول الله ص أن هذا الأمر يملکه اثنا عشر إماما من ولد علي ع و فاطمة ع ما منا إلا مسموم أو مقتول ثم رفعت الطشت و اتکأ ص فقلت عظني يا ابن رسول الله قال نعم استعد لسفرک و حصل زادک قبل حلول أجلک و اعلم أنه تطلب الدنيا و الموت يطلبک و لا کمل يومک الذي له باب علي لومک الذي أنت فيه.

و اعلم أنک لا تکسب من المال شيئا فوق قوتک إلا کنت فيه خازنا لغيرک و اعلم أن في حلالها حسابا و حرامها عقابا و في الشبهات عتاب فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة خذ منها ما يکفيک فإن کان ذلک حلالا کنت قد زهدت فيها و إن کان حراما لم تکن قد أخذت من الميتة و إن کان العتاب فإن العقاب يسير و اعمل لدنياک



[ صفحه 228]



کأنک تعيش أبدا و اعمل لآخرتک کأنک تموت غدا و إذا أردت عزا بلا عشيرة و هيبة بلا سلطان فاخرج من ذل معصية الله إلي عز طاعة الله عز و جل و إذا نازعتک إلي صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا صحبته زانک و إذا خدمته صانک و إذا أردت منه معونة فاتک و إن قلت صدق قولک و إن صلت شد صولک و إن مددت يدک بفضل جدها و إن بدت منک ثلمة سدها و إن رأي منک حسنة عدها و إن سألته أعطاک و إن سکت عنه ابتدأک و إن نزلت بک أحد الملمات أسألک من لا يأتيک منه البوائق و لا يختلف عليک منه الطوالق و لا يخذلک عند الحقائق و إن تنازعتما منفسا آثرک.

قال ثم انقطع نفسه و اصفر لونه حتي خشت عليه و دخل



[ صفحه 229]



الحسين ص و الأسود بن أبي الأسود فانکب عليه حتي قبل رأسه و بين عينيه ثم قعد عنده و تسارا جميعا فقال أبو الأسود إن الله إن الحسن قد نعيت إليه نفسه و قد أوصي إلي الحسين ع و توفي ص في يوم الخميس في آخر صفر سنة خمسين من الهجرة و له سبعة و أربعون سنة.



[ صفحه 230]