دعاء الانصراف


السيد علي بن طاووس (قدس سره) في (مصباح الزائر) ص236 قال - بعد نقله زيارات وأدعية لصاحب الأمر (عليه السلام) -:

فإذا أردت الانصراف من حرمه الشريف [يعني: مدينة سامراء] فعد إلي السرداب المنيف، وصل فيه ما شئت، ثم قم مستقبلاً والقبلة وقل:....

وقل: اللهم ادفع عن وليک وخليفتک وحجتک علي خلقک ولسانک المعبر عنک، والناطق بحکمتک، وعينک الناظرة بإذنک، وشاهدک علي عبادک، الجحجاح المشاهد، العائذ بک العائد عنک، وأعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت وأنشأت وصورت، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته، بحفظک الذي لا يضيع من حفظته به، واحفظه في رسولک وآبائه السادة، أئمتک ودعائم دينک.

واجعله في وديعتک التي لا تضيع، وفي جودک الذي لا يخفر، وفي منعک وعزک الذي لا يقهر، وآمنه بأمانک الوثيق الذي لا يخذل من آمنته به، واجعله في کنفک الذي لا يرام من کان فيه، وانصره بنصرک العزيز، وأيده بجندک الغالب، وقوه بقوتک، وأردفه بملائکتک، ووال من والاه، وعاد من عاداه، وألبسه درعک الحصينة، وحفه بالملائکة حفاً، اللهم أشعب به الصدع، وارتق به الفتق، وأمت به الجور، وأظهر به العدل، وزين بطول بقائه الأرض، وأيده بالنصر، وانصره بالرعب، وقو ناصريه، ودمدم علي من نصب عليه، ودمر علي من غشه، واقتل به جبابرة الکفر، وعمده ودعائمه، واقصم به رؤوس الضلالة، وشارعة البدع، ومميتة السنة، ومقوية الباطل، وذلل به الجبارين، وأبر به الکافرين، وجميع الملحدين، في مشارق الأرض ومغاربها وبرها وبحرها وسهلها وجبلها، حتي لا تدع منهم دياراً، ولا تبقي لهم آثاراً، اللهم طهر به بلادک، واشف منه (صدور) عبادک، وأعز به المؤمنين، وأحي به سنن المرسلين، ودارس حکم النبيين، وجدّد به ما امتحي من دينک، وبدل من حکمک حتي تعيد به وعلي يديه جديداً غضاً محضاً صحيحاً، لا عوج فيه ولا بدعة معه، وحتي تنير بعدله ظلم الجور، وتطفئ به نيران الکفر، وتوضح به معاقد الحق، ومجهول العدل، فإنه عبدک الذي استخلصته لنفسک، واصطفيته علي غيبک، وعصمته من الذنوب، وبرأته من العيوب، وطهرته من الرجس، وسلمته من الدنس.

اللهم فإنّا نشهد يوم القيامة، ويوم حلول الطامة، أنه لم يذنب ذنباً ولا أتي حوباً، ولم يرتکب معصية، ولم يضيع لک طاعة، ولم يهتک لک حرمة ولم يبدل لک فريضة، ولم يغير لک شريعة، وأنه الهادي المهتدي، الطاهر النقي التقي، الرضي المرضي الزکي، اللهم أعطه في نفسه وأهله وذريته وأمته، وجميع رعيته، ما تقر به عينه، وتسر به نفسک، وتجمع له ملک الممالک قريبها وبعيدها، وعزيزها وذليلها، حتي يجري حکمه علي کل حکم، ويغلب بحقه علي کل باطل.

اللهم أسلک بنا علي يديه منهاج الهدي، والمحجة العظمي، والطريقة الوسطي التي يرجع إليها الغالي، ويلحق بها التالي، وقونا علي طاعته، وثبتنا علي متابعته، وامنن علينا بمبايعته، واجعلنا في حزبه القوامين لأمره، الصابرين معه، الطالبين رضاه بمناصحته، حتي تحشرنا يوم القيامة في أنصاره وأعوانه، ومقوية سلطانه، واجعل ذلک خالصاً من کل شک وشبهة، ورياء وسمعة، حتي لا نعتمد به غيرک، ولا نطلب به إلا وجهک، وحتي تحلنا محله، وتجعلنا في الجنة معه، وأعذنا من السأمة والکسل والفترة، واجعلنا ممن تنتصر به لدينک، وتعز به نصر وليک، ولا تستبدل بنا غيرنا فإن استبدالک بنا غيرنا عليک يسير، وهو علينا کبير.

اللهم نور به کل ظلمة، وهد برکنه کل بدعة، واهدم بعزه کل ضلالة، واقصم به کل جبار، واخمد بسيفه کل نار، وأهلک بعدله جور کل جائر، وأجر حکمه علي کل حاکم، وأذل بسلطانه کل سلطان، اللهم أذل کل من ناواه، وأهلک کل من عاداه، وامکر بمن کاده، واستأصل من جحد حقه، واستهان بأمره، وسعي في إطفاء نوره، وأراد إخماد ذکره.

اللهم صل علي محمد المصطفي وعلي المرتضي وفاطمة الزهراء [وخديجة الکبري] والحسن الرضي والحسين المصفي وجميع الأوصياء مصابيح الدجي وأعلام الهدي ومنار التقي والعروة الوثقي والحبل المتين والصراط المستقيم. وصل علي وليک وولاة عهدک والأئمة من ولده، ومد في أعمارهم، وزد في آجالهم، وبلغهم أقصي آمالهم ديناً ودنياً وآخرة، إنک علي کل شيء قدير [1] .


پاورقي

[1] قال السيد (رحمه الله): ثم ادع الله کثيراً وانصرف مسعوداً إن شاء الله تعالي.