يا معشر الخلائق


العلامة المجلسي (قدس سره) في بحار الأنوار: ج53 ص9، في رواية المفضل بن عمر عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في حديث طويل جاء فيه: وسيدنا القائم مسند ظهره إلي الکعبة ويقول:...

يا معشر الخلائق ألا من أراد أن يظهر إلي آدم وشيت فها أنا ذا آدم وشيت.

ألا ومن أراد أن ينظر إلي إبراهيم وإسماعيل فها أنا ذا إبراهيم وإسماعيل.

ألا ومن أراد أن ينظر إلي موسي ويوشع فها أنا ذا موسي ويوشع.

ألا ومن أراد أن ينظر إلي عيسي وشمعون فها أنا ذا عيسي وشمعون.

ألا ومن أراد أن ينظر إلي محمد وأمير المؤمنين (صلوات الله عليهما) فها أنا ذا محمد (صلي الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام).

ألا ومن أراد أن ينظر إلي الأئمة من ولد الحسين (عليهم السلام) فها أنا ذا الأئمة (عليهم السلام) [1] .

أجيبوا إلي مسألتي فإني أنبئکم بما نبئتم وما لم تنبئوا به [2] .

ومن کان يقرأ الکتاب والصحف فليسمع مني [3] .


پاورقي

[1] المقصود بذلک کله: أنه خلاصة تعاليم السماء کلها المنزلة علي کل الأنبياء والمودعة عند کل الأوصياء، فمن أراد أن ينظر إلي آدم، ونوح، وموسي، وعيسي ومحمد (صلي الله عليهم) وغيرهم من الأنبياء في تعاليمهم وأخلاقهم وسيرتهم وسلوکهم فلينظر إليه فإنه الجامع لجميعها، وکذلک بالنسبة للأئمة المعصومين (عليهم السلام).

أو لعل المقصود بذلک، أنا الذي بشر به الأنبياء والأوصياء کلهم، وقد قال تعالي: (ليظهره علي الدين کله) سورة التوبة آية 33، سورة الفتح آية 28، سورة الصف آية 9.

[2] هذا الکلام أشارة إلي أن الإمام المهدي (عليه السلام) يأتي بأحکام جديد أخري هي مودعة عنده الآن بوصية من رسول الله (صلي الله عليه وآله) فيخبر بها وينشرها بين الناس، وقد تواردت الأحاديث الشريفة بذلک.

[3] ثم جاء قي الحديث بعد ذلک ما يلي: (ثم يبتدئ (يعني: الإمام المهدي (عليه السلام)) بالصحف التي أنزلها الله علي آدم وشيت (عليهما السلام) وتقول أمة آدم وشيت هبة الله: هذه والله هي الصحف حقاً ولقد أرانا، لم نکن نعلمه فيها وما کان خفي علينا، وما کان أسقط فيها وبدل وحرف.

ثم يقرأ صحف نوح وصحف إبراهيم (عليهما السلام) والتوراة والإنجيل والزبور، فيقول أهل التوراة والإنجيل والزبور: هذه والله صحف نوح وإبراهيم (عليهما السلام) حقاً، وما أسقط منهما وبدل وحرف منهما، هذه والله التوراة الجامعة والزبور التام والإنجيل الکامل، وإنها أضعاف ما قرأنا منها.

ثم يتلو القرآن کامل غير منقوص الحديث.

وهنا ملاحظتان:

1- إن صحف آدم وشيت وإبراهيم وزبور داوود (عليهم السلام) لا يوجد اليوم منها عين ولا أثر سوي ما نقل عنها الرسول (صلي الله عليه وآله) وأهل بيته الکرام (عليهم السلام) اللذين عندهم - بإذن الله تعالي - علم کل شيء.

2- تلاوة القرآن کاملاً (الظاهر) أن المراد به - کما تنص عليه أحاديث شريفة - الکمال والتفسير والتأويل الذين سجلهما أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) عند نزول الوحي علي رسوله الله (صلّي الله عليه وآله) وإلا فتنزيل القرآن الحکيم مصون عن التحريف والتبديل کما عليه المحققون من علماء الإسلام.