سبب التأليف


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي أشرف الخلق أجمعين (محمد) المصطفي وعلي عترته الطاهرين.

سيما خاتمهم.

وقائمهم

أمل الشعوب

ورجاء المستضعفين

آخر أهداف الأنبياء والمرسلين

وبشارة الرسالات السماوية کلها

المنتظر

الموعود

الإمام المهدي

صلوات الله وسلامه عليه.

سبب التأليف

ولسبب تأليف هذا الکتاب - أو بالأحري تقديم تأليفه علي سائر مجلدات هذه الموسوعة - قصة طريفة نترک الإمام الشهيد (قدس سره) يتحدث بها هو بنفسه لبعض زملائه، قال (قدس سره) وهو يتکلم عن ذلک:

(عندما کنت في سجون البعثيين في العراق، وتحت التعذيب الوحشي القاسي توسلت ذات مرة بمولاي وسيدي صاحب الزمان الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) أن يتولي نجاتي من هذه المظالم، وعاهدت الإمام (عليه السلام) لقاء ذلک أن أقوم بتأليف کتاب يجمع ما روي عنه (عليه السلام) من زيارات، وأدعية، ورسائل، وسائر کلماته الشريفة..

وراحت الأيام والليالي، ومضت الشهور تلو الشهور علي إقامتي في السجون المختلفة في بغداد، وبعقوبة حتي خلّصي الله تعالي (بدعاء صاحب الأمر عليه السلام) وفرّج عني وخرجت من سجون البعثيين ولله الحمد..

وبعد فترة من الزمن جاءني أحد أقربائي ليقول لي:

رأيت في عالم الرؤيا نورانياً مهيباً قال لي: قل للسيد حسن الشيرازي حان الوقت لأن يفي بعهده لصاحب الأمر (عليه السلام) في تأليف الکتاب وکان الشخص ذاک لا يدري عن عهدي، لأني لم أکن قد حدّثت به بعد.

فعزمت علي ذلک وصرت أجمع المصادر المحتاج إليها لمثل تأليف هذا الکتاب.

ثم جاءني بعد مدة شخص آخر وقال لي مثل ما قال الأول - من غير ترابط بينهما ولا صحبة ولا سابقة إطلاقاً.

(رأيت في الحلم - في عالم الرؤيا - أن صاحب الأمر (عليه السلام) يطالبک بعهدک معه عن الکتاب...).

واشتد عزمي وبدأت في تأليف هذا الکتاب (کلمة الإمام المهدي عليه السلام).

قال الإمام الشهيد (قدس سره):

وبعد ما أنجزت القسم المهم من الکتاب رأيت ما يلي في عالم الرؤيا:

رأيت شخصاً مهيباً، طويل القامة، جميل المحيا، له هيبة الأنبياء، وجلال الصديقين، ووقار الخاشعين، لابساً حلة بيضاء قد توجّه إليّ، - فظننته صاحب الأمر الإمام المهدي (عليه السلام) - وقمت إجلالاً له، وتقدمت أنا إليه، فلما اقتربنا أخذت بيده لأقبلها، فبدرني هو وقبّل يدي.

فلما قبل يدي علمت أنه ليس الإمام المهدي (عليه السلام).

فسألته عن نفسه وقلت له: من أنت؟

فقال: أنا من قبل وليّ الله.

وأحسست في عالم الرؤيا أن الرجل رسول من قبل الإمام المهدي (عليه السلام) جاء إلي شاکراً لتأليف هذا الکتاب.

قال الإمام الشهيد (قدس سره): ولأول مرة أري رؤيا مثل هذه عن واحد من تأليفاتي.. وأسأل الله تعالي أن يقرنه برضاه، ويرضي عني مولاي وسيدي صاحب الأمر الإمام المهدي المنتظر صلوات الله عليه، الذي هو طريقي إلي مرضاة الله تعالي.

قال الراوي للقصة: کان الإمام الشهيد (قدس سره) يحدثنا بهذه القصة ونحن بجوار قبر رسول الله (صلّي الله عليه وآله) بالمدينة المنورة، في طريقنا إلي الحج في العام الماضي..

ونحن إذ نقوم بإحياء هذا التراث القيم وإنجاز هذه الأمنيّة للإمام الشهيد الشيرازي (قدس الله سره) لطبع (کلمة الإمام المهدي عليه السلام) ونشرها علي الأفق الثقافي في العالم.

نأمل ونسأل الله تعالي الأمور التالية:

أولاً: أن يعجل في فرج صاحب هذه الکلمة الإمام المهدي (عليه السلام) ليطهر الأرض من کل ظلم، وينشر في الناس راية العدل الکامل والشامل.

ثانياً: أن ينتقم لهذا الدم الزاکي، ولسائر الدماء الزکية التي أراقتها هذه الزمرة الظالمة الحاکمة في العراق اليوم، وينقذ الإسلام والمسلمين من شرورهم ومفاسدهم ومذابحهم...

ثالثاً: أن يوفقنا الله تعالي لتکميل باقي کتب هذه الموسوعة الضخمة (موسوعة الکلمة) لتخرج إلي النور ويستفيد منها العالم بأسره في کل زمان وکل مکان.

والله هو الولي لذلک کله وهو حسبنا

الناشرون

إهداء

إلي أمي التي أعطتني کل شيء ولم أعطها شيئاً.. أقدم ثواب کتابة هذا الکتاب في ذکري وفاتها الأولي

ابنک حسن