قنوت


مهج الدعوات، علي بن موسي بن محمد الطاووس، طبع طهران انتشارات سنائي ص68 - 69.

اللهم مالک الملک، تؤتي الملک من تشاء، وتنزع الملک ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدک الخير، إنک علي کل شيء قدير. يا ماجد يا جواد، يا ذا الجلال والإکرام، يا بطاش يا ذا البطش الشديد، يا فعالاً لما يريد، يا ذا القوة المتين، يا رءوف يا رحيم، يا حي حين لا حي أسألک باسمک المخزون المکنون الحي القيوم، الذي استأثرت به في علم الغيب عندک لم يطلع عليه أحد من خلقک، وأسألک باسمک الذي تصور به خلقک في الأرحام، کيف تشاء وبه تسوق إليهم أرزاقهم في أطباق الظلمات من بين العروق والعظام، وأسألک باسمک الذي ألفت به بين قلوب أوليائک، وألفت بين الثلج والنار لا هذا يذيب هذا ولا هذا يطفئ هذا، وأسألک باسمک الذي کونت به طعم المياه، وأسألک باسمک الذي أجريت به المياه في عروق النبات، بين أطباق الثري، وسقت الماء إلي عروق الأشجار، بين الصخرة الصماء، وأسألک باسمک الذي کونت به طعم الثمار وألوانها وأسألک باسمک الذي به تبدئ وتعيد، وأسألک باسمک الفرد الواحد المتفرد بالوحدانية، المتوحد بالصمدانية، وأسألک باسمک الذي فجرت به الماء من الصخرة الصماء، وسقته من حيث شئت، وأسألک باسمک الذي خلقت به خلقک، ورزقتهم کيف شئت؟ وکيف شاءوا؟ يا من لا تغيره الأيام والليالي، وأدعک بما دعاک إبراهيم خليلک حين ناداک فأنجيته وجعلت النار عليه برداً وسلاماً، وأدعوک بما دعاک به موسي کليمک حين ناداک ففلقت له البحر فأنجيته وبني إسرائيل، وأغرقت فرعون وقومه في اليم، وأدعوک بما دعاک به عيسي روحک حين ناداک فنجيته من أعدائه وإليک رفعته، وأدعوک بما دعاک حبيبک وصفيک ونبيک محمد صلي الله عليه وآله فاستجبت له، ومن الأحزاب نجيته، وعلي أعدائک نصرته، وأسألک باسمک الذي إذا دعيت به أجبت، يا من له الخلق والأمر، يا من أحاط بکل شيء علماً، يا من أحصي کل شيء عدداً، يا من لا تغيره الأيام والليالي، ولا تتشابه عليه الأصوات، ولا تخفي عليه اللغات، ولا يبرمه إلحاح الملحين، أسألک أن تصل علي محمد وآل محمد، خيرتک من خلقک، فصل عليهم بأفضل صلواتک، وصل علي جميع النبيين والمرسلين، الذين بلغوا عنک الهدي وعقدوا لک المواثيق بالطاعة، وصل علي عبادک الصالحين، يا من لا يخلف الميعاد أنجز لي ما وعدتني واجمع لي أصحابي وصبرهم وانصرني علي أعدائک وأعداء رسولک ولا تخيب دعوتي، فإني عبدک وابن عبدک، ابن أمتک أسير بين يديک، سيدي أنت الذي مننت علي بهذا المقام، وتفضلت به علي، دون کثير من خلقک، أسألک أن تصلي علي محمد وآل محمد، وأن تنجز لي ما وعدتني إنک أنت صادق، ولا تخلف الميعاد، وأنت علي کل شيء قدير.

قنوت [1] .

اللهم صلي علي محمد وآل محمد، وأکرم أوليائک بإنجاز وعدک، وبلغهم درک ما يأملونه من نصرک، واکفف عنهم بأس من نصب الخلاف عليک، وتمرد بمنعک علي رکوب مخالفتک، واستعان برفدک علي فل حدک، وقصد لکيدک بأيدک، ووسعته حلماً لتأخذه علي جهرة، وتستأصله علي غرة، فإنک اللهم قلت- وقولک الحق-: (حتي إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً کأن لم تغن بالأمس کذلک نفضل الآيات لقوم يتفکرون). وقلت: (فلما آسفونا انتقمنا منهم) وأن الغاية عندنا قد تناهت، وإنّا لغضبک غاضبون، وإنّا علي نصر الحق متعاصبون، وإلي ورود أمرک مشتاقون، ولإنجاز وعدک مرتقبون، ولحلول وعيدک بأعدائک متوقعون. اللهم فأذن بذلک، وافتح طرقاته، وسهل خروجه، ووطئ مسالکه، واشرع شرائعه، وأيد جنوده وأعوانه، وبادر بأسک القوم الظالمين، وابسط سيف نقمتک علي أعدائک المعاندين، وخذ بالثأر إنک جواد مکار.


پاورقي

[1] مهج الدعوات، علي بن موسي بن محمد الطاووس، طبع طهران، انتشارات سنائي ص67 - 68.