بازگشت

انتظار فرج عبادت است ومقام كساني كه در زمان غيبت مؤمن به حضرتند ومنتظر اويند


بسم الله الرحمن الرحيم
جناب الاخوة - واحد برگزارى مراسم نيمه شعبان - مسجد آيت الله انگجى - تبريز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وتقبل الله أعمالكم وولايتكم لبقية الله في أرضه ، وحجته على عباده الإمام المهدي الموعود المنتظر أرواحنا فداه وعجل الله تعالى فرجه الشريف .
وبعد فقد تلقيت سؤالكم الكريم عن علامات ظهور مولانا صاحب الزمان روحي له الفداء ، وهل أنها تحققت وقرب ظهوره الشريف ، أو ما زالت المسافة بعيدة بيننا وبين عصر ظهوره ، عجل الله فرجه الشريف ؟ .
وأجمل إجابتي بالنقاط التالية :
أولا : نحن مأمورون بنص القرآن الكريم وأحاديث النبي والأئمة صلوات الله عليهم بأن نتعامل مع الأمور الموعودة من الله تعالى على أنها أمور قريبة وإن ظهر لنا أنها بعيدة ، مثل يوم القيامة ، و نصر الله تعالى لرسله والمؤمنين في الحياة الدنيا ، واستخلاف المؤمنين في الأرض ، وغيرها . .
قال عز وجل " إنهم يرونه بعيدا ، ونراه قريبا " المعارج - 70
وقال تعالى " ألا إن نصر الله قريب " التوبة - 214
ويترتب على هذا حرمة مامن شأنه التيئيس واستبعاد وقت تحقق هذه الوعود الإلهية القطعية ، وحسن توقع حصولها وتحققها في أي لحظة .
أما لماذا أمرنا الله عز وجل بتوقع وعوده مع أن بعضها قد يكون بعد مئات السنين ، فهذا شغله عز وجل وليس شغلنا ، وليس من حقنا أن نحلل بأن ذلك مختص بعوام الناس وذوي الثقافة البسيطة ، أما العلماء والمثقفون مثلا فلا يشملهم هذا الأمر لان مستوى وعيهم أعلى ، وأمثال ذلك من التعليلات ، لأن الامر الإلهي بذلك مطلق وعام لا يقبل هذه الاستثناءات ، سواء كان أمرا موضوعيا بالانتظار والترقب أو أمرا طريقيا لمصالح أخرى كما يقولون .
ثانيا : من يراجع مجموع الروايات الواردة في علامات ظهور صاحب الزمان أرواحنا فداه ، من مصادرنا الشيعية ومصادر غيرنا ، ويتأمل فيها يخرج بنتيجة قطعية هي : أن العلامات البعيدة التي تتحدث عنها الروايات قد تحققت جميعها ، وأن العصر الموعود للظهور قد بدأ ، ولم يبق الا علامات سنة الظهور ، وهي مجموعة أمور أهمها : اليماني والخراساني والسفياني ، في شهر رجب من سنة الظهور ، ونار المشرق ، ثم النداء السماوي ، وغيره من العلامات المتصلة بالظهور .
إن الأحاديث الشريف تصف مسيرة للأمة الاسلامية والعالم تصل إلى مرحلة معينة يحدث فيها الظهور ، وقد تحققت مراحل هذه المسيرة وتطوراتها ، ولم يبق الا أحداث سنة الظهور الموعودة ، ونفس أحداث الظهور المقدس .
ثالثا : يقول بعض الناس إن الأرضية الاجتماعية في العالم لإقامة دولة العدل الإلهي العالمية ، وقبول الناس لقيادة الإمام المهدي عليه السلام ، لم تتحقق بعد . . ولذلك لا يمكننا أن نقول بأن عصر ظهوره عليه السلام قد بدأ في عصرنا ، يتصور بعضهم أن الأرضية اللازمة لظهوره عليه السلام هي شمول الكفر والفسق لكل العالم ، حتى لا يبقى مصلون في المدينة الكبيرة مثلا الا بعدد أصابع اليد ! !
ويتصور بعضهم أن الأرضية اللازمة لظهوره عليه السلام هي أن يثبت للمجتمعات البشرية فشل الأنظمة الوضعية ويتعبون من نتائجها ، وتتوجه الجماهير الناس إلى حل يأتيها من الدين ، وتلتف حول أطروحة الإمام المهدي عليه السلام وقيادته .
ولكن متى كانت سنة الله تعالى في إرسال الأنبياء أو في بقية أوصيائهم متوقفة على تحقق الأرضية بالمعنى الأول أو بالمعنى الثاني .
هذه سيرة الأنبياء أولو العزم وحال مجتمعاتهم التي بعثوا فيها ، ولا نرى فيها هذه الشروط التي يفترضونها ! !
وإذا رجعنا إلى الروايات الشريفة ، نراها تتحدث عن خطين في حالة المجتمع ، خط الانحراف والكفر والفسق الذي يبلغ أوجه قبل ظهور صاحب الزمان أرواحنا فداه ، وخط الايمان والوعي والثبات الذي يقوى ويزداد كلما قرب ظهوره حتى يلهج الناس بذكره ، وحتى يكون له منهم محبون وأنصار وأصحاب مخصوصون . وهما أمران متحققان في عصرنا وقبله ، ونراهما يقويان باستمرار . . نسأله تعالى بعنايات وليه وحجته أن يقوى خط المؤمنين ويؤيدهم ويعجل فرجهم .
رابعا : من العلامات الجديدة في اعتقادي على قرب ظهوره صلوات الله عليه ، هذا التوجه العالمي نحو التشيع : فنحن نلاحظ عند مسلمي العالم وفي مختلف بلادهم جاذبية خاصة فكرية وروحية للتشيع تدفعهم إلى أن يبحثوا عنه ويدخلوا فيه أفرادا ومئات وألوفا ، وأكثرهم من المثقفين الواعين .
كان اهتمام الشعوب المسلمة عند انتصار الثورة الاسلامية في إيران اهتماما سياسيا ، يريدون معرفة السر الذي صنع الحدث . . أما الآن فقد صار اهتماما عقائديا وروحيا والحمد لله . .
وهذا يعني أن ثمار الأفئدة من العالم الاسلامي أخذت تهوي إلى أهل البيت عليهم السلام وتنضوي تحت لواء الإمام المهدي عليه السلام ، تصديقا لقول جده أمير المؤمنين عليه السلام ( والله لتعطفن علينا الدنيا بعد شماس ، عطف الضروس على ولدها ) وهذا بذاته عامل مساعد في حركة ظهوره العالمية عجل الله تعالى فرجه . . ختاما أرجو لكم التوفيق باحتفالكم بمولد نور الأنوار الإلهية ، وموضع الأسرار اللدنية ، وعقل العلوم ومعدنها ، ومهوى القلوب ومأمنها ، وثمرة النبوات المذخورة ، وشمس العدالة المستورة ، من عيسى والخضر وزيراه ، وجبرئيل وميكائيل رفيقاه . .
صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين . .
وجعلني وإياكم من مواليه المخلصين المقبولين . .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
غرة ربيع الثاني - 1415 علي الكوراني

***


***