کلام للشيخ الصدوق في معني الحديث


قال الشيخ الصدوق رحمه الله: حال النبيّ صلي الله عليه وآله قبل النبوّة حال قائمنا وصاحب زماننا عليه السلام في وقتنا هذا، وذلک أ نّه لم يعرف خبر النبيّ صلي الله عليه وآله في ذلک الوقت إلّا الأحبار والرهبان والّذين قد انتهي إليهم العلم به، فکان الإسلام غريباً فيهم، وکان الواحد منهم إذا سأل اللَّه تبارک وتعالي بتعجيل فرج نبيّه وإظهار أمره، سخر منه أهل الجهل والضلال وقالوا له: متي يخرج هذا النبيّ الّذي تزعمون أ نّه نبيّ السيف، و أنّ دعوته تبلغ المشرق والمغرب، وأ نّه ينقاد له ملوک الأرض کما يقول الجهّال في وقتنا هذا: متي يخرج هذا المهدي الّذي تزعمون أ نّه لابدّ من خروجه وظهوره، وينکره قوم ويقرّ به آخرون، وقد قال النبيّ صلي الله عليه وآله: إنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً کما بدء، فطوبي للغرباء، فقد عادَ الإسلام کما قال عليه السلام غريباً في هذا الزمان کما بدأ وسيقوي بظهور وليّ اللَّه وحجّته کما قوي بظهور نبي اللَّه ورسوله، وتقرّ بذلک أعين المنتظرين له والقائلين بإمامته کما قرّت أعين المنتظرين لرسول اللَّه صلي الله عليه وآله والعارفين به بعد ظهوره، وان اللَّه عزّوجلّ لينجز لأوليائه ما وعدهم، ويُعلي کلمته ويتمّ نوره ولو کره المشرکون. [1] .


پاورقي

[1] کمال الدّين 200:1.