المهدي يوحي إليه کما أوحي إلي مريم


435 - وعن أبي الجارود، قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: جُعلت فداک أخبرني عن صاحب هذا الأمر قال: يُمسي من اخوف الناس ويُصبح من آمن الناس، يُوحي إليه هذا الأمر ليله ونهاره، قال: قلت يوحي إليه يا أبا جعفر؟ قال: يا أبا جارود، إنّه ليس وحي النبوّة، ولکنّه يوحي إليه کوحيه إلي مريم بنت عمران، وإلي أمّ موسي، وإلي النحل، يا ابا الجارود، إنّ قائم آل محمّد لأَکرم عند اللَّه من مريم بنت عمران وأمّ موسي والنحل! [1] .

436 - وعن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته متي يقوم قائمکم؟ قال: يا أبا الجارود لا تدرکون، فقلت: أهل زمانه؟ فقال: ولن تدرک أهل زمانه، يقوم قائمنا بالحقّ بعد أياس من الشيعة، يدعو الناس ثلاثاً فلا يجيبه أحد، فإذا کان اليوم الرابع تعلّق بأستار الکعبة فقال: ياربِّ انصرني، ودعوته لا تسقط، فيقول تبارک وتعالي للملائکة الّذين نصروا رسول اللَّه صلي الله عليه وآله يوم بدر ولم يحطّوا سروجهم ولم يضعوا أسلحتهم، فيبايعونه، ثمّ يبايعه من الناس ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، يسير إلي المدينة فيسير الناس حتّي يرضي اللَّه عزّوجلّ، فيقتل الفاً وخمسائة قرشيّ ليس فيهم إلّا فرخ زنية! ثمّ يدخل المسجد فينقض الحائط حتّي يضعه إلي الأرض، ثمّ يخرج الأزرق وزريق لعنهما اللَّه غضيّن طريّين يکلّمهما فيُجيبانه، فيرتاب عند ذلک المبطلون، فيقولون، يکلّم الموتي، فيقتل منهم خمسمائة مرتاب في جوف المسجد، ثمّ يحرقهما بالحطب الّذي جمعاه ليُحرقا به عليّاً وفاطمة والحسن والحسين، وذلک الحطب عندنا نتوارثه! ويهدم قصر المدينة، ويسير إلي الکوفة فيخرج منها ستّة عشر ألفاً من البتريّة شاکين في السلاح، قرّاء القرآن، فقهاء في الدّين، قد قرحوا جباههم وسمّروا ساماتهم، وعمّهم النفاق، وکلّهم يقولون، يا ابن فاطمة ارجع لا حاجة لنا فيک، فيضع السيف فيهم علي ظهر عشيّة الاثنين من العصر إلي العشاء، فيقتلهم أسرع من جزر جزورفلا يفوت منهم رجل، ولا يصاب من أصحابه أحد، دماؤهم قربان إلي اللَّه، ثمّ يدخل الکوفة فيقتل مقاتليها حتّي يرضي اللَّه.

قال: فلم أعقل المعني، فمکثت قليلاً ثمّ قلت: جُعلت فداک وما يدريه - جعلت فداک - متي يرضي اللَّه عزّوجلّ؟ قال: يا أبا الجارود، إنّ اللَّه أوحي إلي أمّ موسي، وهو خير من أم موسي، وأوحي اللَّه إلي النحل، وهو خير من النحل! فعقلت المذهب؟ فقال لي: أعقلت المذهب؟ قلت: نعم.

فقال: إنّ القائم ليملک ثلاثمائة وتسع سنين کما لبث أصحاب الکهف في کهفهم، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً کما مُلئت ظلماً وجوراً، ويفتح اللَّه عليه شرق الأرض وغربها، يقتل الناس حتّي لا يري إلّا دين محمّد صلي الله عليه وآله، يسير بسيرة سليمان بن داود، يدعو الشمس والقمر فيُجيبانه، وتطوي له الأرض، فيوحي اللَّه إليه فيعمل بأمر اللَّه. [2] .


پاورقي

[1] إثبات الهداة 585:3 ح 798؛ بحارالأنوار 389:52.

[2] دلائل الإمامة 241؛ بحارالأنوار 291:52.