سوره نور


الآية الاولي قوله تعالي: «اللَّهُ نُور السمواتِ و الأرض مَثَل نُوره کمِشکاةٍ فيها مِصباحٌ المصباحُ في زُجاجةٍ الزُّجاجةُ کأ نَّها کَوکَبٌ دُرّيٌّ يُوقَدُ من شَجَرةٍ مُبارَکةٍ زَيتُونَةٍ لا شَرقيّة و لا غَربيّة يَکاد زيتُها يُضي ءُ ولو لَم تَمسَسهُ نارٌ نُورٌ علي نُورٍ يَهدي اللَّه لنُوره مَن يشاء». [1] .

563 - روي عن جابر بن عبداللَّه الأنصاريّ، قال: دخلت إلي مسجد الکوفة وأمير المؤمنين صلوات اللَّه وسلامه عليه يکتب باصبعه ويتبسّم، فقلت له: ياأمير المؤمنين ما الّذي يُضحکک؟ فقال: عجبت لمن يقرأ هذه الآية ولم يعرفها حقّ معرفتها. فقلت له: وأيّ آية يا أميرالمؤمنين؟ فقال:

قوله تعالي: «اللَّه نور السموات والأرض مَثَلُ نوره کمِشکاة» المشکاة محمّدصلي الله عليه وآله، «فيها مِصباح» أنا المصباح، «في زُجاجة» الزجاجة الحسن والحسين، «کأنّها کَوکَب دُرّيّ» وهو عليّ بن الحسين، «يُوقَد مِن شجرة مبارکة» محمّد بن عليّ، «زَيتُونة» جعفر بن محمّد «لا شَرقيّة» موسي بن جعفر «ولا غَربيّة» عليّ بن موسي الرضا «يَکاد زيتها يُضي» محمّد بن عليّ «ولو لم تَمسَسه نار» عليّ بن محمّد، «نُورٌ علي نورٍ» الحسن بن عليّ «يَهدي اللَّه لنُوره مَن يشاء» القائم المهدي عليه السلام، «ويَضرِب اللَّهُ الأمثالَ للناس واللَّهُ بکلّ شَي ء عليم». [2] .

564 - الصدوق بإسناد متّصل إلي عيسي بن راشد، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في قوله «کمِشکاة فيها مصباح»، قال: المشکاة نور العِلم في صدر النبيّ صلي الله عليه وآله، «المِصباحُ في زُجاجة» والزجاجة صدر عليّ عليه السلام، صار علم انبيّ صلي الله عليه وآله إلي صدر عليّ عليه السلام، علّم انبيّ علياً صلوات اللَّه عليهما عِلمه «يوقَد مِن شَجَرة مُبارَکة» قال: نور «لا شرقيّة ولا غربيّة» لا يهوديّة ولا نصرانيّة «يَکاد زَيتُها يُضي ولو لم تَمسَسه نار»، قال: يکاد العالم من آل محمّد يتکلّم بالعلم قبل أن يُسئل «نُورٌ علي نور» يعني إماماً مؤيّداً بنور العلم والحکمة في إثر إمام من آل محمّد، وذلک من لدن آدم إلي أن تقوم الساعة. فهؤلاء الأوصياء الّذين جعلهم اللَّه خلفاءه في أرضه وحججه علي خلقه، لا تخلو الأرض في کلّ عصر من واحد منهم. [3] .

565 - روي النعمانيّ رحمه الله في کتابه في تفسير القرآن بإسناده عن إسماعيل بن جابر، قال:

سمعت أبا عبداللَّه جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام يقول في حديث طويل عن أنواع آيات القرآن روي فيه عليه السلام مجموعة أجوبة لأمير المؤمنين عليه السلام عن آيات القرآن وأحکامه، وسألوه صلوات اللَّه عليه عن أقسام النور في القرآن، فقال عليه السلام: النور: القرآن، والنور اسم من أسماء اللَّه تعالي، والنور التوراة، والنور ضوء القمر، والنور ضوء المؤمن وهو الموالاة الّتي يلبس بها نوراً يوم القيامة، والنور في مواضع من التوراة والإنجيل والقرآن حجّة اللَّه علي عباده، وهو المعصوم... فقال تعالي: «واتّبعوا النورَ الّذي اُنزل مَعه اُولئک هُمُ المُفلِحون» [4] فالنور في هذا الموضع هو القرآن، ومثله في سورة التغابن قوله تعالي: «فآمنوا باللَّه ورسوله والنور الّذي أنزلنا» [5] يعني سبحانه [بالنور] القرآن وجميع الأوصياء المعصومين من حملة کتاب اللَّه تعالي وخزّانه وتراجمته، الّذين نعتهم اللَّه في کتابه فقال: «وما يعلم تأويله إلّا اللَّه والراسخون في العلم يقولون آمنّا به کلٌّ مِن عند ربّنا» [6] فهم المنعوتون الّذين أنار اللَّه بهم البلاد، وهدي بهم العباد، قال اللَّه تعالي في سورة النور: «اللَّه نور السموات والأرض مَثَل نوره کمشکاة فيها مصباح المصباح في زُجاجة الزجاجة کأنّها کوکب دُرّيّ...» إلي آخر الآية، فالمشکاة رسول اللَّه صلي الله عليه وآله والمصباح الوصيّ والأوصياءعليهم السلام، والزجاجة فاطمة، والشجرة المبارکة رسول اللَّه صلي الله عليه وآله، والکوکب الدُرّيّ القائم المنتظرعليه السلام الّذي يملأ الأرض عدلاً. [7] .

الآية الثانية قوله سبحانه: «وأقسموا باللَّه جَهد أَيمانِهم لَئِن أمرتَهم لَيَخرُجنّ قُل لا تُقسِموا طاعةٌ مَعروفة إنّ اللَّه خَبيرٌ بما تَعمَلون». [8] .

566 - روي الشيخ الصدوق؛ بإسناده عن عبداللَّه بن عجلان، قال: ذکرنا خروج القائم عليه السلام عند أبي عبداللَّه عليه السلام، فقلت له: کيف لنا أن نعلم ذلک؟ فقال عليه السلام: يصبح أحدکم وتحت رأسه صحيفة عليها مکتوب: طاعة معروفة. [9] .

الآية الثالثة قوله تعالي: «وَعَد اللَّه الّذين آمَنوا منکم و عمِلوا الصالحات لَيَستَخلِفَنَّهم في الأرض کما استخلَف الّذين مِن قَبلِهم و لَيُمَکِّنَنَّ لهم دِينهم الّذي ارتَضي لهم و ليُبدِلَنَّهُم مِن بعد خَوفِهم أمناً يَعبُدونني لا يُشرِکون بي شَيئاً و مَن کَفَر بعد ذلک فاُولئک هُمُ الفاسقون». [10] .


پاورقي

[1] النور: 35.

[2] المحجّة 147.

[3] التوحيد 158 ح 4؛ تفسير نورالثّقلين 604:3 ح 174.

[4] الأعراف: 157.

[5] التغابن: 8.

[6] آل عمران: 7.

[7] تفسير النعمانيّ (المحکم و المتشابه) 4، و المتن في ص 20 و 21.

[8] النور: 53.

[9] کمال الدّين 654:2 ح 22؛ بحارالأنوار 305:52.

[10] النور: 55.