نزول عيسي


834 - روي الإمام أحمد بإسناده عن أبي يحيي مولي ابن عقيل الأنصاريّ، قال: قال ابن عبّاس قال: لقد علمت آيةً من القرآن ما سألني عنها رجل قطّ، فما أدري أعلمها الناس فلم يسألوا عنها، أم لم يفطنوا لها فيسألوا عنها، ثمّ طفق يحدّثنا، فلمّا قام تلاومنا أن لا نکون سألناه عنها، فقلت: أنا لها إذا راح غداً، فلمّا راح الغد قلت: ياابن عبّاس، ذکرت أمس أنّ آية من القرآن لم يسألک عنها رجل قطّ، فلا تدري أعلمها الناس فلم يسألوا عنها أم لم يفطنوا لها، فقلت أخبرني عنها، وعن اللاتي قرأت قبلها. قال: نعم، إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه وآله قال لقريش: يامعشر قريش، إنّه ليس أحد يُعبَد مِن دون اللَّه فيه خير، وقد علمت قريش أنّ النصاري تعبد عيسي ابن مريم وما تقول في محمّد، فقالوا: يامحمّد، ألست تزعم أنّ عيسي کان نبيّاً وعبداً من عباد اللَّه صالحاً، فلئن کنت صادقاً فإنّ آلهتهم لکما تقولون. قال: فأنزل اللَّه عزّوجلّ: «ولمّا ضُرِب ابنُ مَريَمَ مَثَلاً إذا قومُک منه يَصِدُّون» [1] ، قال: قلت: ما يَصِدّون؟ قال: يضجّون «وإنّه لعِلم للسَّاعَة» قال: هو خروج عيسي ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة. [2] .

835 - مقاتل بن سليمان: هو المهدي عليه السلام يکون في آخر الزمان، وبعد خروجه يکون قيام الساعة وأماراتها. [3] .

836 - روي ابن عبّاس والضحّاک وغيره في الآية انّها آية الساعة، وقال: يعني نزول عيسي ابن مريم قبل يوم القيامة. [4] .

837 - روي العلّامة القندوزيّ، قال: قال مقاتل بن سليمان ومن تبعه من المفسّرين في قوله تعالي: «وإنّه لعِلم للسَّاعة» انّها نزلت في المهدي عليه السلام. [5] .

838 - روي العلّامة السيوطيّ في ذيل تفسير الآية قال: وأخرج الفريابيّ وسعيد بن منصور ومسعد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبرانيّ من طرق عن ابن عبّاس رضي اللَّه عنهما في قوله: «وإنّه لعِلم للسَّاعة» قال: خروج عيسي قبل يوم القيامة. [6] .

839 - روي العلّامة ابن الصباغ المالکيّ في الفصل الثاني عشر قال فيه: وأمّا بقاء المهدي فقد جاء في الکتاب والسنّة، أمّا الکتاب فقد قال سعيد بن جبير في تفسير قوله تعالي: «لِيُظهِرَه علي الدِّين کُلِّه و لو کَرِه المُشرِکون» [7] قال: هو المهدي من ولد فاطمةعليها السلام، وأمّا من قال إنّه عيسي فلا تنافي بين القولَين، إذ هو مساعد للمهدي علي ما تقدّم، وقد قال مقاتل بن سليمان ومن تابعه من المفسّرين في قوله تعالي: «وإنّه لعِلم للسَّاعة» قال: هو المهدي يکون في آخر الزمان وبعد خروجه يکون امارات ودلالات للساعة وقيامها، انتهي واللَّه تعالي أعلم بذلک. [8] .

840 - ورواه العلّامة الشبلنجيّ، قال: وقد قال مقاتل بن سليمان ومن تابعه من المفسّرين في تفسير قوله تعالي: «وإنّه لعِلم للسَّاعة» قال: هو المهدي يکون في آخر الزمان وبعد خروجه تکون امارات الساعة وقيامها. [9] .

841 - روي العلّامة القندوزيّ الحنفيّ عن زرارة بن أعين، قال: سألت الباقر عليه السلام عن هذه الآية قال: هي ساعة القائم عليه السلام تأتيهم بغتةً. [10] .

کلام العلّامة أحمد بن حجر الهيثميّ المکّيّ في قوله تعالي: «وإنّه لعِلم للسَّاعة»، قال: قال مقاتل بن سليمان ومن تبعه من المفسّرين أنّ هذه الآية نزلت في المهدي، وستأتي الأحاديث المصرّحة بأنّه من أهل البيت النبويّ، وحينئذ ففي الآية دلالة علي البرکة في نسل فاطمة وعليّ رضي اللَّه عنهما، وأنّ اللَّه ليخرج منهما طيّباً وأن يجعل نسلهما مفاتيح الحکمة ومعادن الستر. وسرّ ذلک أ نّه صلي الله عليه وآله أعاذها وذرّيتها من الشيطان الرجيم. ودعا لعليّ بمثل ذلک وشرح ذلک يعلم بسياق الأحاديث الدالّة عليه.

وأخرج النسائيّ بسند صحيح: أنّ نفراً من الأنصار قالوا لعليّ رضي الله عنه لو کانت عندک فاطمة، فدخل علي النبيّ صلي الله عليه وآله يعني ليخطبها، فسلّم عليه، فقال له: ما حاجة ابن أبي طالب؟ فقال: فذکرت فاطمة، فقال صلي الله عليه وآله: مرحباً وأهلاً (ثمّ ذکر قصّة زواجهماعليهما السلام، ثمّ قال:) فلمّا حضر عليّ تبسّم صلي الله عليه وآله وقال له: إنّ اللَّه أمرني أن اُزوّجک فاطمة علي أربعمائة مثقال فضّة، أرضيت بذلک فقال: قد رضيتها يارسول اللَّه، ثمّ خرّ ساجداً للَّه شکراً، فلمّا رفع رأسه قال له صلي الله عليه وآله: بارک اللَّه لکما وبارک فيکما وأعزّ جدّکما وأخرج منکم الکثير الطيّب. قال أنس: واللَّه لقد أخرج اللَّه منهما الکثير الطيّب. وأخرج أکثره أبو الخير القزوينيّ الحاکميّ.

ثمّ قال: وأخرج أحمد وأبوحاتم نحوه وقد ظهرت برکة دعائه صلي الله عليه وآله في نسلهما فکان منه من مضي ومن يأتي، ولو لم يکن في الآتين إلّا الإمام المهدي لکفي.

842 - وأخرج الطبرانيّ مرفوعاً: يلتفت المهدي وقد نزل عيسي ابن مريم عليه السلام کأ نّما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي تقدّم فصلّ بالناس، فيقول عيسي إنّما اُقيمت الصلاة لک، فيصلّي خلف رجل من ولدي الحديث؛ وفي صحيح ابن حبان في إمامة المهدي نحوه.

843 - وصحّ مرفوعاً: ينزل عيسي ابن مريم فيقول أميرهم المهدي: تعال صلّ بنا، فيقول: لا إنّ بعضکم أئمّة علي بعض تکرمة اللَّه هذه الاُمّة. [11] .

الآية الثالثة قوله تعالي: «فَاختَلَف الأحزابُ مِن بَينهم فوَيلٌ للّذين ظَلَموا مِن عَذابِ يَومٍ أَليم». [12] .

844 - روي العيّاشيّ رحمه الله بسنده عن جابر الجعفيّ، عن أبي جعفر عليه السلام يقول: الزم الأرض لا تحرّکن يدک ولا رجلک أبداً حتّي تري علامات أذکرها لک في سنة، وتري منادياً ينادي بدمشق، وخسف بقرية من قراها، ويسقط طائفة ما مسجدها، فإذا رأيت الترک جازوها، فأقبلت الترک حتّي نزلت الجزيرة، وأقبلت الروم حتّي نزلت الرملة، وهي سنة اختلاف في کلّ أرض من أرض العرب.

وإنّ أهل الشام يختلفون عند ذلک ثلاث رايات: الأصهب والأبقع والسفيانيّ، مع بني ذنب الحمار مضر، ومع السفيانيّ أخواله من کلب، فيظهر السفيانيّ ومن معه علي بني ذنب الحمار، حتّي يقتلوا قتلاً لم يقتله شي ء قطّ.

ويحضر رجل بدمشق، فيقتل هو ومن معه قتلاً لم يقتله شي ء قطّ، وهو من بني ذنب الحمار، وهي الآية الّتي يقول اللَّه تبارک وتعالي: «فَاختَلَف الأحزابُ مِن بَينِهم فوَيلٌ للّذين کَفَروا مِن مَشهد يوم عظيم». [13] .

قوله تعالي: «هل يَنظُرون إلّا الساعةَ أن تأتيهم بَغتةً و هُم لا يَشعُرون». [14] .

845 - روي العلّامة البحرانيّ قدس سره في «المحجّة» عن محمّد بن العبّاس بإسناده عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللَّه عزّوجلّ: «هَل يَنظُرون إلّا الساعةَ أن تَأتِيَهُم بَغتةً» قال هي ساعة القائم عليه السلام تأتيهم بغتة. [15] .


پاورقي

[1] الزخرف: 57.

[2] مسند أحمد 317:1.

[3] البيان في أخبار صاحب الزمان 528 ب 25.

[4] تفسير مجاهد 583:2 (عن معجم أحاديث الإمام المهدي(ع)).

[5] ينابيع المودّة 470.

[6] تفسير الدرّ المنثور 20:2.

[7] التوبة: 33.

[8] الفصول المهمّة 300.

[9] نورالأبصار 383.

[10] ينابيع المودّة 428 ب 71.

[11] الصواعق المحرقة 169-162 الآية الثانية عشرة.

[12] الزخرف: 65.

[13] تفسير العيّاشيّ 64:1 ح 117.

[14] الزخرف: 66.

[15] المحجّة 201.