سوره رحمن


الآية الاولي قوله تعالي: «يُعرَف المُجرِمون بسيماهم فيُؤخَذ بالنَّواصي والأقدام». [1] .

939 - روي الشيخ المفيد بإسناده عن معاوية بن عمّار الدهني، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قول اللَّه تعالي: «يُعرَف المُجرِمون بسيماهم فيُؤخَذ بالنَّواصي والأقدام» فقال: يامعاوية ما يقولون في هذا؟

قلت: يزعمون إنّ اللَّه تبارک وتعالي يعرف المجرمين بسيماهم في القيامة، فيأمر بهم فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم فيُلقَون في النار.

فقال لي: وکيف يحتاج الجبّار تبارک وتعالي إلي معرفة الخلق بسيماهم وهو خَلَقَهم؟

قلت: فما ذاک، جُعلت فداک؟

فقال: ذلک لو قام قائمنا أعطاه اللَّه السيماء، فيأمر بالکافر فيؤخذ بالنواصي والأقدام ثمّ يُخبَط بالسيف خبطاً. [2] .

940 - وروي المفيد بإسناده عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وبحقيقة النفاق. [3] .

941 - وروي المفيد أيضاً بإسناده عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إنّ اللَّه أخذ ميثاق شيعتنا من صلب آدم فنحن نعرف بذلک حبّ المحبّ وإن أظهر خلاف ذلک بلسانه، ونعرف بُغض المبغض وإن أظهر حبَّنا أهل البيت. [4] .

942 - وروي النعمانيّ بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قوله تعالي: «يُعرَف المُجرِمون بِسيماهم» قال: اللَّه يعرفهم ولکن اُنزلت في القائم عليه السلام، يعرفهم بسيماهم فيخبطهم بالسيف هو وأصحابه خبطاً. [5] .

الآية الثانية قوله تعالي: «وأَصحابُ الشِّمالِ ما أَصحابُ الشِّمال - في سَمُوم و حَميم». [6] .

943 - روي النعمانيّ رحمه الله بإسناده عن کعب الأحبار أ نّه قال: إذا کان يوم القيامة حُشر الخلق علي أربعة أصناف: صنف رکبان، وصنف علي أقدامهم يمشون، وصنف مکبّون، وصنف علي وجوههم، صُمّ بُکم عُمي فهم لا يعقلون، ولا يُکلّمون، ولا يؤذن لهم فيعتذرون، اُولئک الّذين تلفح وجوههم النار وهم فيها کالحون.

فقيل له: ياکعب من هؤلاء الّذين يحشرون علي وجوههم وهذه الحالة حالهم؟

فقال کعب: اُولئک کانوا في الضلال والارتداد والنکث، فبئس ما قدّمت لهم أنفسهم إذا لقوا اللَّه بحرب خليفتهم، ووصي نبيّهم، وعالمهم وفاضلهم وحامل اللواء، ووليّ الحوض، والمرتجي والرجا دون هذا العالم، وهو العلم الّذي لا يجهل، والحجّة الّتي مَن زال عنها عطب، وفي النار هوي.

ذاک عليّ وربّ الکعبة أعلمهم علماً، وأقدمهم سلماً، وأوفرهم حلماً.

عجب کعب ممّن قدّم علي عليّ غيره، ومن يشکّ في القائم المهدي الّذي يبدّل الأرض غير الأرض، وبه عيسي ابن مريم يحتجّ علي نصاري الروم والصين، إنّ القائم المهدي مِن نسل عليّ أشبه الناس بعيسي ابن مريم خلقاً وخُلقاً وسيماءً وهيئة، يعطيه اللَّه جلّ وعزّ ما أعطي الأنبياء، ويزيده ويفضّله.

إنّ القائم من ولد عليّ له غَيبة کغيبة يوسف، ورجعة کرجعة عيسي ابن مريم، ثمّ يظهر بعد غيبته مع طلوع النجم الأحمر وخراب الزوراء - وهي الريّ - وخسف المزوّرة - وهي بغداد - وخروج السفيانيّ، وحرب ولد العبّاس مع فتيان أرمنيّة وآذربيجان.

تلک حرب يقتل فيها اُلوف واُلوف، کلّ يقبض علي سيفه محلّي تخفق عليه رايات سود، تلک حرب يستبشر فيها الموت الأحمر والطاعون الأکبر. [7] .


پاورقي

[1] الرحمن: 41.

[2] الإختصاص للمفيد 304.

[3] الإختصاص 278.

[4] الإختصاص 278.

[5] الغَيبة للنعمانيّ 127.

[6] الواقعة: 41.

[7] الغَيبة للنعمانيّ 74؛ بحارالأنوار 225:52.