دولة القائم دولة اللَّه


100 - العيّاشيّ: عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالي: «وتلک الأيّام نداولها بين الناس» قال: مازال منذ خلق اللَّه آدم دولة للَّه ودولة لابليس، فأين دولة اللَّه، إنّما هو قائم واحد. [1] .

الآية الثانية عشرة قوله عزّوجلّ: «وليُمحِّص اللَّهُ الّذين آمَنوا و يَمْحَق الکافِرِين». [2] .

101 - روي عن سعيد بن جبير رحمه الله، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: عليّ بن أبي طالب عليه السلام إمام أمّتي وخليفتي عليهم بعدي، ومن ولده القائم المنتظر الّذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً کما مُلئت جوراً وظلماً، والّذي بعثني بالحقّ بشيراً، إنّ الثابتين علي القول في زمان غيبته لَأعزّ من الکبريت الأحمر.

فقام إليه جابر بن عبداللَّه الانصاريّ فقال: يا رسول اللَّه وللقائم من ولدک غيبة؟ فقال: اي و ربّي: «وليُمحِّص اللَّه الّذين آمنوا ويَمحَقَ الکافرين» يا جابر إنّ هذا الامر من أمر اللَّه وسرّ من سر اللَّه، مطويّ عن عباده، فإيّاک و الشکّ في أمر اللَّه فهو کفر. [3] .

102 - عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه قال: حدّثني أبو محمّد الحسن بن أحمد المکتّب قال: کنت بمدينة السلام في السنة الّتي توفّي فيها الشيخ أبو الحسن عليّ بن محمّد السمريّ قدّس اللَّه روحه، فحضرته قبل وفاته بإيّام، فأخرج إلي الناس توقيعاً نسخته:

يا عليّ بن محمّد السمريّ أعظم اللَّه أجر إخوانک فيک، فإنک ميّت ما بينک وبين ستة ايام، فاجمَع أمرک ولا تُوصِ إلي أحد فيقوم مقامک بعد وفاتک، فقد وقعت الغَيبة التامة، فلا ظهور إلّا بعد إذن اللَّه تعالي ذِکره، وذلک بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جَوراً، وسيأتي شيعتي مَن يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعي المشاهدة قبل خروج السفياني فهو کذّاب مُفتَر، ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم.

قال: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده، فلمّا کان اليوم السادس عُدنا إليه وهو يجود بنفسه، فقيل له: من وصيّک من بعدک؟ فقال: للَّه أمر هو بالغه، و قضي، فهذا آخر کلام سمع منه رضي اللَّه عنه وأرضاه. [4] .

103 - روي الطوسيّ مرسلاً عن جابر الجعفيّ قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: متي يکون فرجکم؟ فقال: هيهات هيهات يکون فرجنا حتّي تُغربَلوا ثمّ تغربلوا ثمّ تغربلوا، يقولها ثلاثاً، حتّي يذهب اللَّه تعالي الکدر ويُبقي الصفو. [5] .

104 - روي النعمانيّ بإسناده عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام يقول: واللَّه لتُميّزن، واللَّه لتُمحصّن، واللَّه لتُغربلنّ کما يُغربل الزوان من القمح. [6] .

105 - روي ثقة الإسلام الکُلينيّ بإسناده عن محمّد بن منصور الصيقل، عن أبيه قال: کنت أنا والحارث بن المغيرةوجماعة من أصحابنا جلوساً وأبو عبداللَّه عليه السلام يسمع کلامنا، فقال لنا: في أيّ شي ء أنتم؟ هيهات هيهات، لا واللَّه لا يکون ما تمدّون إليه أعينکم حتّي تُغربلوا، لا واللَّه لا يکون ما تمدّون إليه اعينکم حتّي تُمحَّصوا، لا واللَّه لا يکون ما تمدّون إليه أعينکم حتّي تميّزوا، لا واللَّه ما يکون ما تمدّون إليه أعينکم إلّا بعد إياس، لا واللَّه لا يکون ما تمدّون إليه أعينکم حتّي يشقي مَن يشقي ويَسعد مَن يَسعد. [7] .

الآية الثالثة عشرة قوله تعالي: «أم حَسِبتم أن تَدخُلوا الجَنَّة و لَمّا يَعلمِ اللَّهُ الّذين جاهَدوا منکم و يَعلمَ الصابِرين». [8] .

106 - الحِميريّ، عن الرضا عليه السلام قال: وکان جعفر عليه السلام يقول: واللَّهِ لا يکون الّذي تمدّون إليه أعناقکم حتّي تميّزوا وتمحّصوا، ثمّ يذهب من کلّ عشرة شي ء، ولا يبقي منکم إلّا الأندر، ثمّ تلا هذه الآية: «أم حَسِبتم أن تَدخُلوا الجنّةَ ولمّا يعلم اللَّه الّذين جاهدوا منکم ويعلم الصابرين». [9] .

الآية الرابعة عشرة قوله تعالي: «وما مُحمّدٌ إلّا رَسولٌ قد خَلَت مِن قبله الرُّسُل أفإن مات أو قُتل انقلبتم علي أعقابکم ومَن ينقلب علي عَقِبَيه فلَن يضرّ اللَّه شيئاً وسيَجزي اللَّه الشاکرين». [10] .

107 - روي العيّاشيّ عن زرارة قال: کرهت أن اسأل أبا جعفر عليه السلام في الرجعة، فأقبلت مسألة لطيفة أبلغ منها حاجتي، فقلت: جُعلت فداک أخبِرني عمّن قُتل مات؟ فقال عليه السلام: لا، الموت موت والقتل قتل. قال: فقلت له: ما أحد يُقتَل إلّا مات. قال فقال: يا زرارة قول اللَّه أصدق من قولک، قد فرّق بينهما في القرآن: «أفإن مات أو قُتل» وقال: «ولئن مُتُّم أو قُتلتم لإلي اللَّه تُحشرون» ليس کما قلت يا زرارة، الموت موت، والقتل قتل، وقد قال اللَّه: «إنّ اللَّه اشتري مِن المؤمنين أنفُسَهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة» الآية. قال: فقلت له: إنّ اللَّه يقول: «کلُّ نفسٍ ذائقة الموت» افرأيت مَن قُتل لم يمت؟ قال: فقال: ليس مَن قتل بالسيف کمن مات علي فراشه، إنّ مَن قُتل لابد أن يرجع إلي الدنيا حتّي يذوق الموت. [11] .

الآية الخامسة عشرة قوله تعالي: «يا أيّها الّذين آمَنوا اصبروا وصابِروا ورابِطوا واتَّقوا اللَّه لعلّکم تُفلِحون». [12] .


پاورقي

[1] تفسير العيّاشيّ 199:1 ح 145؛ بحارالأنوار 54:51.

[2] آل عمران: 141.

[3] فرائد السمطَين 335:2 ح 559؛ بحارالأنوار 73:51.

[4] بحارالأنوار 361:51.

[5] الغَيبة للطوسيّ 206؛ بحارالأنوار 113:52.

[6] الغيبة للنعمانيّ 205 ح 8؛ بحارالأنوار 114:52.

[7] الکافي 370:1 ب 141 ح 6؛ بحارالأنوار 111:52.

[8] آل عمران: 142.

[9] قرب الإسناد 162؛ بحارالأنوار 113:52.

[10] آل عمران: 144.

[11] تفسير العيّاشيّ 112:2 ح 139؛ بحارالأنوار 65:53.

[12] آل عمران: 200.