انتظار الفرج عبادة


القسم الثاني من الآية: قوله عزّوجلّ: «قُل انتظروا إنّا مُنتظرون». [1] .

176 - النعمانيّ بالإسناد عن البزنطيّ، قال: قلت للرضا عليه السلام: جُعلت فداک إنّ أصحابنا رَوَوا عن شهاب، عن جدّک عليه السلام أ نّه قال: أبي اللَّه تبارک وتعالي أن يُملّک أحداً ما ملّک رسول اللَّه صلي الله عليه وآله ثلاثاً وعشرين سنة، قال: إن کان أبو عبداللَّه عليه السلام قاله، جاء کما قال. فقلت له: جُعلت فِداک فأيّ شي ء تقول أنت؟ فقال: ما أحسن الصبر وانتظار الفرج، أما سمعتَ قول العبد الصالح «وارتَقِبوا إنّي معکم رقيب» [2] و «فانتظِروا إنّي مَعَکم مِن المُنتظِرين» [3] فعليکم بالصبر، فإنّه إنّما يجي ء الفرج علي اليأس، وقد کان الّذين من قبلکم أصبر منکم.

وقد قال أبو جعفر عليه السلام: هي واللَّه السنن القذّة بالقذّة، ومشکاة بمشکاة، ولابدّ أن يکون فيکم ما کان في الّذين من قبلکم، ولو کنتم علي أمر واحد، کنتم علي غير سُنة الّذين من قبلکم، ولو أنّ العلماء وجدوا من يُحدِّثونهم ويکتم سرّهم، لحدّثوا ولَبثُّوا الحکمة، ولکن قد ابتلاهم اللَّه عزّوجلّ بالإذاعة، وأنتم قوم تحبّونا بقلوبکم ويخالف ذلک فعلکم، واللَّه ما يستوي اختلاف أصحابک، ولهذا أسر علي صاحبکم ليُقال مختلفين.

ما لکم لا تملکون أنفسکم وتصبرون حتّي يجيئ اللَّه تبارک وتعالي بالذي تريدون؟ إنّ هذا الامر ليس يجي ء علي ما تريد الناس، إنّما هو أمر اللَّه تبارک وتعالي وقضاؤه بالصَبر، وإنّما يُعجل مَن يخاف الفوت.. الحديث. [4] .

177 - المظفر العلويّ، بإسناده عن محمّد الواسطيّ، عن أبي الحسن، عن آبائه عليهم السلام، أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه وآله قال: أفضل أعمال أمّتي انتظار الفَرَج من اللَّه عزّ وجل. [5] .

178 - وبالإسناد عن محمّد بن الفُضيل، عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن شي ء من الفرج، فقال: أليس انتظار الفَرج من الفرج؟ إنّ اللَّه عزّوجلّ يقول: «فانتظروا إنّي معکم من المنتظرين». [6] .

179 - وعن العيّاشيّ، بإسناده عن البزنطيّ، قال: قال الرضا عليه السلام: ما أحسن الصبر وانتظار الفرج، أما سمعت قول اللَّه تعالي: «فارتقبوا إنّي معکم رقيب» وقوله عزّوجلّ: «وانتظروا إنّي معکم من المنتظرين» فعليکم بالصبر فإنّه إنّما يجيي ءُ الفَرَج علي اليأس، فقد کان الّذين من قبلکم أصبر منکم. [7] .

180 - ابن عقدة، عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، أ نّه قال ذات يوم: ألا أخبرکم بما لا يقبل اللَّه عزّوجلّ من العباد عملاً إلّا به؟ فقلت: بلي، فقال: شهادة أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، والإقرار بما أمر اللَّه، والولاية لنا، والبراءة من أعدائنا، يعني أئمّة خاصّة والتسليم لهم، والورع والاجتهاد، والطمأنينة والانتظار للقائم، ثمّ قال: إنّ لنا دولة يجي ء اللَّه بها إذا شاء.

ثمّ قال: مَن سرّه أن يکون من أصحاب القائم، فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الاخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده، کان له من الأجر مثل أجر من أدرکه، فجدّوا وانتظروا هنيئاً لکم أيّتها العصابة المرحومة. [8] .

181 - الکلينيّ: بإسناده عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: جُعلت فداک متي الفرج؟ فقال: يا أبا بصير أنت ممّن يريد الدنيا؟ مَن عرف هذا الأمر فقد فرّج عنه بانتظاره. [9] .

182 - وبالاسناد عن ابن أسباط، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللَّه عليه السلام أ نّه قال: کفُّوا ألسنتکم والزموا بيوتکم، فإنّه يُصيبکم أمر تخصّون به أبداً، ولا يُصيب العامّة، ولا تزال الزيديّة وقاءً لکم. [10] .

183 - ابن عقدة بإسناده عن أبي المرهف، قال: قال أبو عبداللَّه عليه السلام: هلکت المحاضير، قلت: وما المحاضير؟ قال: المستعجلون، ونجا المقرّبون، وثبت الحصن علي أوتادها، کونوا أحلاس بيوتکم، فإنّ الفتنة علي مَن أثارها، وإنّهم لا يُريدونکم بحاجةٍ إلّا أتاهم اللَّه بشاغل لأمر يعرض لهم. [11] .

184 - ابن عقدة، بإسناده عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: أوصني فقال: أوصيک بتقوي اللَّه وان تلزم بيتک، وتقعد في دهماء هؤلاء الناس، وإيّاک والخوارج منّا، فإنّهم ليسوا علي شي ء ولا إلي شي ء.

واعلم أنّ لبني أميّة مُلکاً لا يستطيع الناس أن تردعه، وأنّ لأهل الحق دولة إذا جاءت، ولّاها اللَّه لمن يشاء منّا أهل البيت، مَن أدرکها منکم کان عندنا في السنام الأعلي، وإن قبضه اللَّه قبل ذلک خارَ له.

واعلم أنّه لا تقوم عصابة تدفع ضيماً أو تعزّ ديناً، إلّا صرعتهم البليّة، حتّي تقوم عصابة شهدوا بدراً مع رسول اللَّه، لا يواري قتيلهم، ولا يُرفع صريعهم، ولا يُداوي جريحهم، قلت: مَن هم؟ قال: الملائکة. [12] .

185 - عن أميرالمؤمنين عليه السلام أ نّه قال في حديث له: واللَّه لا ترون الّذي تنتظرون حتّي لا تدعون اللَّه إلّا اشارة بأيديکم، وإيماضاً بحواجبکم، وحتّي لا تملکون من الأرض إلّا مواضع أقدامکم، وحتّي لا يکون موضع سلاحکم علي ظهوررکم، فيومئذ لا ينصرني إلّا اللَّه بملائکته، ومن کتب علي قلبه الإيمان.

والّذي نفس عليّ بيده، لا تقوم عصابة تطلب لي أو لغيري حقاً، أو تدفع عنّا ضيماً إلّا صرعتهم البليّة، حتّي تقوم عصابة شهدت مع محمّد صلي الله عليه وآله بدراً، لا يؤدّي قتيلهم، ولا يداوي جريحهم، ولا ينعش صريعهم. [13] .

186 - ابن عقدة، بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام أنّه قال: قال لي أبي عليه السلام: لابدّلنا من آذربيجان لا يقوم لها شي ء، وإذا کان ذلک فکونوا أحلاس بيوتکم، والبدوا ما لبدنا، فإذا تحرّک متحرّکنا فاسعوا إليه ولو حَبواً، واللَّه لکأنّي أنظر إليه بين الرکن والمقام يُبايع الناس علي کتاب جديد، علي العرب شديد، وقال: ويل لطُغاة العرب من شرٍّ قد اقترب. [14] .

187 - محمّد بن همام، بإسناده يرفعه إلي أبان بن تغلب، عن أبي عبداللَّه عليه السلام أ نّه قال: يأتي علي الناس زمان يُصيبهم فيها سبطة، يأرز العلم فيها کما تأرز الحيّة في جحرها، فبيناهم کذلک إذ طلع عليهم نجم، قلت: فما السبطة؟ قال: الفترة، قلت: فکيف نصنع فيما بين ذلک؟ قال: کونوا علي ما أنتم عليه، حتّي يطلع اللَّه لکم نجمکم. [15] .

188 - النعمانيّ بإسناده عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام أ نّه سمعه يقول: لا تزالون تنتظرون حتّي تکونوا کالمعز المهزولة الّتي لا يُبالي الجازر أين يضع يده منها، ليس لکم شرف تشرفونه، ولا سند تسندون إليه اُمورکم. [16] .

189 - الکلينيّ بإسناده عن إبراهيم بن مهزم، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: ذکرنا عنده ملوک بني فلان، فقال: إنّما هلک الناس من استعجالهم لهذا الامر، إنّ اللَّه لا يعجل لعجلة العباد، إنّ لهذا الأمر غاية ينتهي إليها، فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة ولم يستأخروا. [17] .

190 - دعوات الراونديّ: قال انبيّ صلي الله عليه وآله: انتظار الفرج والصبر عبادة. [18] .

191 - في خبر الأعمش، قال الصادق عليه السلام: من دِين الائمّة الورع والعفّة والصلاح - إلي قوله: وانتظار الفرج بالصبر. [19] .

192 - بالأسانيد الثلاثة، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: أفضل أعمال أمّتي انتظار فرج اللَّه عزّوجلّ. [20] .

193 - وبالإسناد عن سعيد بن مسلم، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: من رضي عن اللَّه بالقليل من الرزق، رضي اللَّه عنه بالقليل من العمل، وانتظار الفرج عبادة. [21] .

194 - عن أبي حمزة الثماليّ، عن أبي خالد الکابليّ، عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: تمتدُّ الغَيبة بوليّ اللَّه، الثاني عشر من أوصياء رسول اللَّه صلي الله عليه وآله والأئمّة بعده، يا أبا خالد إنّ أهل زمان غيبته، القائلون بإمامته، المنتظرون لظهوره أفضل أهل کلّ زمان، لأنّ اللَّه تعالي ذکره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة، ما صارت به الغَيبة عندهم بمنزلة المُشاهَدة، وجعلهم في ذلک الزمان بمنزلة المجاهدين بين يَدي رسول اللَّه صلي الله عليه وآله بالسيف، اولئک المخلصون حقّاً، وشيعتنا صدقاً، والدعاة إلي دِين اللَّه سرّاً وجهراً. وقال عليه السلام: انتظار الفرج من أعظم الفرج. [22] .

195 - المفيد، بإسناده عن جابر قال: دخلنا علي أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام ونحن جماعة بعدما قضينا نُسْکنا فودّعناه، وقلنا له: أوْصِنا ياابن رسول اللَّه. فقال: ليُعِن قويُّکم ضعيفکم، وليعطف غنيّکم علي فقيرکم، ولينصح الرجل أخاه کنصحه لنفسه، واکتموا أسرارنا، ولا تحملوا الناس علي أعناقنا.

وانظروا أمرنا وما جاءکم عنا، فان وجدتموه في القرآن موافقاً فخذوا به، وإن لم تجدوه موافقاً فردّوه، وان اشتبه الأمر عليکم فقِفوا عنده، وردُّوه إلينا حتّي نشرح لکم من ذلک ما شرح لنا، فإذا کنتم کما أوصيناکم ولم تعدوا إلي غيره، فمات منکم ميّت قبل أن يخرج قائمنا، کان شهيداً، ومن أدرک قائمنا فقُتل معه، کان له أجر شهيدَين، ومن قَتل بين يديه عدوّاً لنا، کان له أجر عشرين شهيداً.

196 - وبالإسناد عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن الباقر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: أفضل العبادة انتظار الفرج.

197 - الأربعمائة: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح اللَّه، فإنّ أحبّ الأعمال إلي اللَّه عزّوجلّ انتظار الفرج. [23] .

وقال عليه السلام: مزاولة قلع الجبال أيسر من مزاولة مُلک مؤجل، واستعينوا باللَّه واصبروا، إنّ الأرض للَّه يُورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين، لا تعاجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا، ولا يطولنّ عليکم الأمد فتقسوا قلوبکم. [24] .

وقال عليه السلام: الآخذ بأمرنا معنا غداً في حظيرة القدس، والمنتظر لأمرنا کالمتشحّط بدمه في سبيل اللَّه. [25] .

198 - وبالإسناد عن حمّاد بن عمرو، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: يا عليّ، واعلم أنّ أعظم الناس يقيناً قوم يکونون في آخر الزمان، لم يلحقوا النبيّ وحُجب عنهم الحجّة، فآمَنوا بسوادٍ في بياض. [26] .

199 - الهمدانيّ، بإسناده عن عمرو بن ثابت قال: قال سيّد العابدين عليه السلام: مَن ثبت علي ولايتنا في غيبة قائمنا، أعطاه اللَّه أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر واُحد.

دعوات الراونديّ: مثله، وفيه: مَن مات علي موالاتنا. [27] .

200 - بالإسناد عن السنديّ، عن جدّه قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: ما تقول فيمن مات علي هذا الأمر منتظراً له؟ قال: هو بمنزلة مَن کان مع القائم في فسطاطه، ثمّ سکت هنيئة ثمّ قال: هو کمن کان مع رسول اللَّه عليه السلام. [28] .

201 - المحاسن: بإسناده عن علاء بن سيابة، قال: قال أبو عبداللَّه عليه السلام: مَن مات منکم علي هذا الأمر منتظراً له، کان کمن کان في فُسطاط القائم عليه السلام. [29] .

202 - وبالإسناد عن أبي الجارود، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله ذات يوم وعنده جماعة من أصحابه: «اللَّهم لقّني إخواني» مرّتَين، فقال مَن حوله من أصحابه: أما نحن إخوانک يا رسول اللَّه؟ فقال: لا، إنّکم أصحابي، وإخواني قوم في آخر الزمان آمنوا ولم يروني، لقد عرّفنيهم اللَّه بأسمائهم وأسماء آبائهم، من قبل أن يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمّهاتهم، لأحدهم أشدّ بقيّة علي دينه من خَرط القتاد في الليلة الظلماء، أو کالقابض علي جَمر الغضا، اولئک مصابيح الدجي، يُنجيهم اللَّه من کل فتنة غبراء مظلمة. [30] .

203 - المحاسن: بالإسناد عن عبدالحميد الواسطيّ، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أصلحک اللَّه، واللَّهِ لقد ترکنا أسواقنا انتظاراً لهذا الأمر، حتّي أوشک الرجل منا يسأل في يَدَيه. فقال: يا عبدالحميد، أتري مَن حبس نفسه علي اللَّه لا يجعل اللَّه له مخرجاً، بلي واللَّه ليجعلنّ اللَّه له مخرجاً، رحم اللَّه عبداً حبس نفسه علينا، رحم اللَّه عبداً أحيا أمرنا. قال: قلت: فإن مِتُّ قبل أن أدرک القائم؟ فقال: القائل منکم: إن ادرکت القائم من آل محمّد نصرتُه، کالمقارع معه بسيفه، والشهيد معه له شهادتان. [31] .

204 - المحاسن: بإسناده عن مالک بن أعين، قال: قال أبوعبداللَّه عليه السلام: إنّ الميّت علي هذا الأمر بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل اللَّه. [32] .

205 - المحاسن: بإسناده عن الفيض بن المختار قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: مَن مات منکم وهو منتظر لهذا الأمر، کمن هو مع القائم في فُسطاطه، قال: ثمّ مکث هنيئة ثمّ قال: لا بل کمن قارع معه بسيفه، ثمّ قال: لا واللَّهِ إلَّا کمن استشهد مع رسول اللَّه صلي الله عليه وآله. [33] .

206 - وبالإسناد عن الحسين بن أبي العلا، عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: لمّا دخل سلمان رضي الله عنه الکوفة، ونظر إليها، ذکر ما يکون من بَلائها، حتّي ذکر مُلک بني أميّة والّذين من بعدهم، ثمّ قال: فإذا کان ذلک فالزموا أحلاس بيوتکم حتّي يظهر الطاهر بن الطاهر المطهّر ذو الغَيبة الشريد الطريد. [34] .

207 - الفضل، بإسناده عن عبداللَّه بن سنان،عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: سيأتي قومٌ من بعدکم الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منکم، قالوا: يا رسول اللَّه نحن کنا معک ببدر واُحد وحُنين ونزل فينا القرآن، فقال: إنّکم لو تُحملّوا لِما حُمِّلوا، لم تصبروا صبرهم. [35] .

208 - المحاسن: بإسناده عن الحکم بن عيينة قال: لمّا قَتل أميرالمؤمنين عليه السلام الخوارج يوم النهروان، قام إليه رجل فقال: يا أميرالمؤمنين طوبي لنا إذ شهدنا معک هذا الموقف، وقتلنا معک هؤلاء الخوارج، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: والّذي فلق الحبة وبَرءَ النسمة، لقد شَهَدَنا في هذا الموقف اُناس لم يخلق اللَّه آباءهم ولا أجدادهم بعدُ، فقال الرجل: وکيف يشهدنا قومٌ لم يُخلَقوا؟ قال: بلي، قوم يکونون في آخرالزمان يشرکوننا فيما نحن فيه، ويُسلِّمون لنا، فاولئک شُرکاؤنا فيما کنّا فيه حقّاً حقّاً. [36] .

209 - المحاسن: عن السکونيّ، عن أبي عبداللَّه، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليهم قال: أفضل عبادة المؤمن انتظار الفرج. [37] .

210 - ابن عقدة، بإسناده عن الحارث بن المغيرة قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: يکون فترة لا يعرف المسلمون امامهم فيها؟ فقال: يقال ذلک، قلت: فکيف نصنع؟ قال: إذا کان ذلک، فتمسّکوا بالأمر الأوّل حتّي يَتبيّن لکم الآخر. [38] .

211 - وبهذا الاسناد عن منصور الصيقل، قال: قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إذا أصبحت وأمسيت يوماً لا تري فيه اماماً من آل محمّد، فأحبّ مَن کنت تحبّ وأبغض مَن کنت تبغض، ووالِ مَن کنت توالي، وانتظر الفرج صباحاً ومساءً. [39] .

212 - النعمانيّ، بإسناده في کتاب القرآن قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: يا أبا الحسن حقيق علي اللَّه أن يدخل أهل الضلال الجنّة، وإنّما عني بهذا المؤمنين الّذين قاموا في زمن الفتنة علي الائتمام بالإمام الخفيّ المکان، المستور عن الأعيان، فهم بإمامته مقرّون، وبعروته مستمسکون، ولخروجه منتظرون، موقنون غير شاکّين، صابرون مسلِّمون، وإنّما ضَلّوا عن مکان إمامهم وعن معرفة شخصه، يدلّ علي ذلک أنّ اللَّه تعالي إذا حجب عن عباده عين الشمس الّتي جعلها دليلاً علي أوقات الصلاة، فموسَّع عليهم تأخير الموقّت ليتبين لهم الوقت بظهورها، ويستيقنوا أ نّها قد زالت، فکذلک المنتظر لخروج الإمام عليه السلام، المتمسِّک بإمامته مُوَسَّع عليه جميع فرائض اللَّه الواجبة عليه، مقبولة منه بحدودها، غير خارج عن معني ما فرض عليه، فهو صابر محتسب لا تضرَّه غيبة إمامة. [40] .


پاورقي

[1] الانعام: 158.

[2] هود: 93.

[3] الأعراف: 71؛ يونس: 20؛ يونس: 102.

[4] بحارالأنوار 110:52.

[5] نفس المصدر 128:52.

[6] تفسير العيّاشيّ 159:2 ح 62؛ بحارالأنوار 128:52.

[7] تفسير العيّاشيّ 20:2 ح 52؛ بحارالأنوار 129:52.

[8] بحارالأنوار 140:52.

[9] نفس المصدر، 142.

[10] نفس المصدر 139.

[11] نفس المصدر 138.

[12] بحارالأنوار 136:52.

[13] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 133:2.

[14] الغَيبة للنعمانيّ 102؛ بحارالأنوار 135:52.

[15] الغَيبة للنعمانيّ 83-80؛ الکافي 340:1.

[16] الغَيبة للنعمانيّ 101؛ بحارالأنوار 110:52.

[17] الکافي 369:1؛ بحارالأنوار 118:53.

[18] بحارالأنوار 145:52.

[19] بحارالأنوار 122:52.

[20] نفس المصدر.

[21] نفس المصدر.

[22] کمال الدّين 319:1 ح 2.

[23] بحارالأنوار 152:52 ح 11.

[24] الخصال للصدوق 2 : 622-616 ح 10.

[25] بحارالأنوار 123:52.

[26] الکافي 405:1.

[27] بحارالأنوار 125:52.

[28] المحاسن للبرقي 174-172؛ بحارالأنوار 125:52.

[29] بحارالأنوار 125:52.

[30] نفس المصدر 123:52.

[31] نفس المصدر 126:52.

[32] بحارالأنوار 126:52.

[33] نفس المصدر 126:52.

[34] نفس المصدر 126:52.

[35] نفس المصدر 130:52.

[36] المحاسن للبرقي 262؛ بحارالأنوار 131:52.

[37] بحارالأنوار 131:52.

[38] نفس المصدر.

[39] الکافي 342:1؛ بحارالأنوار 132:52.

[40] بحارالأنوار 52 : 144-143.