النجاة من النار هدف المؤمنين الأعلي


وعلي هذا فإن الهدف الأسمي، والتطلع المهم للإنسان المؤمن يتمثلان في النجاة من النار. وهکذا الحال بالنسبة إلي المجاهدين فهم يسعون لتحقيق هذا الهدف، ولکن بطريق اقصر، وقول الله تعالي: «يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا هَلْ أَدُلُّکُمْ» يدّل علي ذلک، لأن الخطاب موجّه إلي المؤمنين لا إلي المسلمين أو عامّة الناس، ولأن الحديث موجّه إلي المؤمنين فقد أصبح يمتلک مستوي رفيعاً يتمثل في مخاطبة الإنسان الذي يبحث عن النجاة. أما الإنسان الذي لا يعرف معني لجهنم، ولا يؤمن بالآخرة، ولا يفکر في الخلاص من نار جهنم، فالحديث لا يمسه بشيء.

وهنا قد يتبادر إلي الذهن أن الحديث موجّه إلي المؤمنين، فلماذا يؤکد النداء الإلهي مرة أخري علي قضية الإيمان؟ وللجواب علي هذا السؤال نقول: أن هذا التأکيد ربما يکون توجيهاً إلي الدرجات العلي من الإيمان.