ما يأخذه الإنسان المؤمن


أن کلّ ما ذکر في الآية السابقة کان متعلّقاً بما يعطيه الإنســــان

المؤمن، إما بالنسبة إلي ما يأخـذه فهو ما يبيّنــه الله جــل وعـلا في القسم الثاني من الآية الکريمة، والذي نذکره من خـلال النقـاط التاليـة:

1- غفران الذنوب «يَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ»؛ وهو أهم هدف يسعي المؤمنون لتحقيقه، ذلک لأننا جميعاً مذنبون في حق أنفسنا، ولو غفلنا عن هذه الذنوب فإن عقاب الله لا يضل ولا ينسي، ولا يغادر صغيرة ولا کبيرة إلا أحصاها، وباعتبار أننا جميعاً مذنبون، فلابد أن نبحث عن طريقة للنجاة تتمثل في الجهـاد مـن النـوع الثاني -کما أشـرنا إليه- والذي يقضي ان يکون الإنسان مجنداً لله، ومتطوعاً ومخلصاً في سبيله.

2- دخول الجنة؛ «وَيُدْخِلْکُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الاَنْهَارُ وَمَسَاکِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِکَ الْفَوْزُ الْعَظِيم»ُ.

والقرآن الکريم يقرر أن الإنسان ليس بإمکانه إدراک معني الجنات، ولکنها -باختصار- هي الفوز العظيم، فهي ليست بساتين عادية، أو سقوفاً من فضة، وبيوتاً من ذهب، لأن جميع هذه المظاهر أمور بسيطة لا أهمية لها، والمهم في کل ذلک أنها الفوز العظيم الذي يحققه الإنسان متمثلاً في نيل رضوان الله.

3- النصر المـؤزر « وَأُخْرَي تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيب»؛ وهذه من النتائج المهمة التي يبذل الإنسان المؤمن جهوده من أجل تحقيقها، حيث يشرع في الجهاد، ويصمم علي مقارعة أعداء الله.