الصراع بين الإيمان و الجاهلية يبلغ أوجه


إن الإنسان المؤمن يقاتل في سبيل الله؛ فالصراع أصبح صراعاً من جانب المؤمنين في سبيل الله دون إعارة أية أهمية إلي الاعتبارات الأخري، ومن جهة أخري فإن الجاهلية عبّأت اليوم طاقاتها من أجل الإبقاء علي الطاغوت أيّاً کان، وهذه ميزة أخري لا تتحقق إلا قبيل ظهور الإمام المنتظر عجل الله فرجه؛ فالأرض قد ملئت ظلماً وجوراً، وهذه الأرض يجب أن تملأ بحول الله وقوته بالقسط والعدل والسلام من قبل وليّ الله الأعظم، وهذه حقيقة ثابتة لابد أن تتحقق.

وهکذا؛ فإن الحرب اليوم أصبحت علي جبهتين واسعتين؛ جبهة الحق، وجبهة الباطل. وبعبارة أخري؛ صراع بين المؤمنين المجاهدين في سبيل الله والمستضعفين، وبين الکفار المقاتلين في سبيل الطاغوت.

فالذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله جلّ وعلا، وبتعبير آخر؛ من أجل القيم، لا من أجل أرض، أو ذات، أو أيّة قيمة مادية أخري، بل من أجل الإنسان المستضعف أني کان.

وهناک في المقابل جبهة الجاهليّة التي تحارب من أجل الطاغوت. وقد دخلنا الآن مرحلة جديدة. فلو أردنا أن نقرّب ظهور الإمام الحجة عجل الله فرجه فعلينا أن نعمل من أجل إنقاذ البشرية من هذه الحروب، والويلات والمآسي، ولابد أن نصبح جنوداً وعاملين مخلصين في جبهة وليّ الأمر.

ونحن الآن علينا أن نسجل أسماءنا في قائمة أصحاب وأنصار وجنود الإمام المهدي عجل الله فرجه، وذلک من خلال تغيير الذات، والتجرد من الأنانيات، والتحوّل إلي إنسان يعمل في سبيل الله سبحانه، ويقاتل من أجله في أية أرض، ومن أجل أي إنسان مستضعف.

إن المسافة بيننا وبين ما نريد أن نصل إليه طويلة وشاسعة، ونحن نحتاج من أجل تحقيق أهدافنا إلي العمل الجاد الدؤوب، والاجتهاد والحيوية، وتزکية أنفسنا، وطرد الأطر الضيقة منها، وأن نجاهد من أجل ان نجعل نوايانا في جهادنا خالصة بشکل کامل لوجه الله الکريم.. ومن خلال هذه الخطوات الضرورية سنستطيع حينئذ أن نمهّد لظهور الإمام المنتظر عجل الله فرجه، ونکون من جنوده.