هل انتفت الحاجة إلي الإمامة؟


وبعد أن أدي الرسول صلي الله عليه وآله، والأئمة المعصومون عليهم السلام ما کلّفوا به، وحُمّلوه من أمانة الرسالة، والإمامة ثم مضوا إلي بارئهم الواحد بعد الآخر، تري هل تنتفي الحاجة حينئذ للإمامة التي بها يستتبّ العدل، وتصان الکرامات، ويزول الظلم، أم أن البشرية بلغت في مستواها العقلي والفکري مبلغ القمة التي هي عند الأئمة فلم تعد بحاجة إلي الإمامة، أم أن الحاجة إلي العدالة قد انتفت أساساً؟

أقول: إن ما يشهد لـه التاريخ أن البشرية تبقي دائماً بحاجة إلي من يأخذ بزمامها في الحياة، ويحکّم فيها العدالة، ولو کانت هذه الحاجة تنعدم بمرور الزمان لکان يکفي البشرية منذ خلقها الله تعالي وحتي يوم القيامة نبيّ واحد.