ابن حجر الهيثمي


قال في کتابه الصواعق المحرقة : الاية الثانية عشرة قوله تعالي: وانه لعلم للساعة ، قال مقاتل ابن سليمان ومن تبعه من المفسرين ان هذه الاية نزلت في المهدي، وستأتي الاحاديث المصرحة بأنه من اهل البيت النبوي، وحينئذ ففي الاية دلالة علي البرکة في نسل فاطمة وعلي - رضي الله عنهما -، وان الله ليخرج منهما کثيرا طيبا، وان يجعل نسلهما مفاتيح الحکمة ومعادن الرحمة، وسر ذلک ان النبي - صلي الله عليه وسلم - اعاذها وذريتها من الشيطان الرجيم، ودعا لعلي بمثل ذلک، وشرح ذلک کله يعلم بسياق الاحاديث الدالة عليه (المصدر ج 1 ص 420)

اقول: ويمکن الجمع بين تفسيره الاية بالمهدي وتفسيرها بعيسي - عليهما السلام - بأن عيسي ينزل في زمن المهدي ويعاونه، وتظهر آيات الحق والساعة علي يديهما معا.

وقال ابن حجر بعد ان اورد جملة من احاديث المهدي، معلقا علي حديث لا مهدي الا عيسي بن مريم : ثم تأويل لا مهدي الا عيسي انما هو علي تقدير ثبوته، والا فقد قال الحاکم: انما اوردته تعجبا لامحتجا به. وقال البيهقي: تفرد به محمد بن خالد، وقال الحاکم انه مجهول، واختلف عنه في اسناده، وصرح النسائي بأنه منکر، وجرم غيره من الحفاظ بأن الاحاديث التي قبله، اي الناصة علي ان المهدي من ولد فاطمة، اصح اسنادا (ج 1 ص 433) ثم ذکر جملة اخري من احاديث المهدي - عليه السلام -.