والعاقبة للمتقين


وکما مضت سنة الله في الأولين فکذلک تمضي سنته في الآخرين، حيث ان عاقبة هذا الصراع سيکون وراثة المؤمنين للأرض. وقد بينت آيات الذکر تلک الحقيقة ببلاغة نافذة، حيث قال سبحانه:

«وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً

وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ» (القصص / 5)

ان الآيات القرآنية تأتي في سياق حديث خاص، الا انها تبين حقائق عامة ومطلقة. وقد جاءت هذه الآية في سياق الحديث عن بني اسرائيل وحتمية انتصارهم علي الکفار من قوم فرعون، إلا انها عامة کسائر آيات الذکر.

وقال ربنا سبحانه عن عيسي بن مريم - سلام الله عليه -:

«وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ» (الزخرف / 61)

حيث فسرت الآية بظهور النبي عيسي بن مريم وصلاته خلف الامام المهدي - عليه السلام -.

وقال سبحانه:

«وَلَقَدْ کَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّکْرِ أَنَّ الاَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ» (الانبياء / 105)

وکلما ورث الأرض طائفة من عباد الله الصالحين تحققت هذه السنة بصورة جزئية، الي ان يرث الأرض کلها عباد الله الصالحون فتکون مصداقا لهذه الآية الکريمة.