ما رواه مولانا محمد باقر المجلسي في کتاب بحارالانوار


152- وروي مولانا محمد الباقر المجلسي في کتاب بحارالانوار نقلا من کتاب السلطان المفرج عن أهل الايمان للسيد علي بن عبدالحميد عند ذکر من راي القائم عليه السلام قال: فمن ذلک ما اشتهر و ذاع و هو قصة أبي راجح الحمامي حکي ذلک جماعة من الاعيان منهم محمد بن قارون قال: کان الحاکم بالحلة شخصا يقال له مرجان، فرفع اليه ان أباراجح يسب الصحابة، فاحضره و أمر بضربه فضرب ضربا شديدا مهلکا علي جميع بدنه و سقطت ثناياه و سقط الي الارض و عاين الهلاک و نقله أهله و لم يشک أحد أنه



[ صفحه 705]



يموت من ليلته، فلما کان من الغد غدا عليه الناس فاذا هو قائم يصلي علي أتم حاله و قد عادت ثناياه التي سقطت و اند ملت جراحاته، فلم يبق لها أثر فتعجبوا و سألوه عن حاله، فقال: اني لما عاينت الموت استغثت الي سيدي صاحب الزمان عليه السلام فلما جن علي الليل اذا بالدار قد امتلات نورا و اذا بمولاي صاحب الزمان عليه السلام قد أمر يده علي وجهي و قال لي اخرج و کد علي عيالک فقد عافاک الله فأصبحت کما ترون.

153- و من ذلک ما حدثني به محمد بن قارون قال: کان ابن الخطيب من أهل الايمان و غلام له يقال له عثمان بالضد من ذلک، و کانا دائما يتجادلان فقال ابن الخطيب يوما لعثمان: انا اکتب علي يدي من أتولاه و هم علي و الحسن و الحسين، و اکتب انت من تتولاه أبوبکر و عمر و عثمان، ثم تشديدي و يدک فايهما احترقت يده بالنار کان علي الباطل و من سلمت يده کان علي الحق فنکل عثمان و أبي أن يفعل فلما رأت ام عثمان ذلک لعنت الحضور و شتمتهم، فعميت في الحال و شاع خبرها و احضروا لها الاطباء فلم يقدروا لها علي شي ء فقال لها نسوة مؤمنات: ان الذي أعماک صاحب الزمان عليه السلام فان تشيعت و توليت و ترأت ضمنا لک العافية علي الله، فلما کان ليلة الجمعة ادخلنها القبة الشريفة في مقام صاحب الزمان عليه السلام و بتن معها، فلما کان ربع الليل خرجت عليهن و هي صحيحة العينين، فسررن فقلن لها: کيف ذلک؟ فقالت: احسست بيد قد وضعت علي يدي و قائل يقول: اخرجي فقد عافاک الله فانکشف العمي عني و أمتلاءت القبة نورا، و رأيت الرجل فقلت: من أنت يا سيدي؟ فقال: محمد بن الحسن ثم غاب عني و کان ذلک سنة)744(.

154- و من ذلک ما أخبرني به عبدالرحمن العماني قال: اني کنت اسمع بالحلة ان جعفر الزهدري کان به فالج فعالجه بکل علاج فلم يبرأ، فقيل له: الا تبيت تحت القبة المعروفة بقبة صاحب الزمان عليه السلام؟ ففعل و ان صاحب الزمان عليه السلام اقامه و أزال عنه الفالج و لم يبق له أثر.

155- و من ذلک ما أخبرني به من أثق به ان الدار التي انا ساکنها الآن سنة)789(کانت لرجل من أهل الخير و الصلاح يدعي حسين الدلال، و کان له عيال فأصابه فالج فمکث مدة لا يقدر علي القيام فلما کان ليلة بعد ربع الليل اذا الدار



[ صفحه 706]



و السطح قد امتلئا نورا، فقالوا: ما الخبر؟ ان الامام جاءني و قال: قم يا حسين فأخذ بيدي و أقامني و ذهب ما بي و ها أنا صحيح علي أتم ما ينبغي.

156- و من ذلک ما حدثني به محمد بن قارون ان رجلا کان يقال له ابوالنجم من أهل الصلاح، و کان له زوجة خيرة فاصاب الرجل و زوجته العمي و بقيا علي ذلک مدة مديدة، فلما کان في بعض الليل أحست المرأة بيد تمر علي وجهها، و قائل يقول: قد ذهب الله عنک بالعمي فقومي الي زوجک فلا تقصري في خدمته؛ ففتحت عينيها و اذا الدار قد امتلات نورا و علمت انه القائم عليه السلام.

157- و من ذلک ما نقله بعض أصحابنا الصالحين عن محي الدين الاربلي قال: کنت مسافرا الي مصر، فصاحبني انسان من عنزة فتذاکرنا وقعة صفين، فقال لي الرجل: لو کنت في ايام صفين لرويت سيفي من علي و أصحابه؛ فقلت: لو کنت في أيام صفين لرويت سيفي من معاوية و أصحابه، فاعترکنا عرکة عظيمة و اضطربنا، فما احسست بنفسي الامرميا لما بي فبينما أنا کذلک و اذا انسان يوقظني بطرف رمحه ففتحت عيني فنزل الي و مسح الضربة فتلايمت؟ ثم قال: البث هاهنا فغاب قليلا ثم عاد و معه رأس مخاصمي مقطوعا و قال: هذا رأس عدوک، فقلت: من انت؟ فقال: فلان بن فلان يعني صاحب الامر عليه السلام.

158- و من ذلک ما صحت لي روايته عن علي بن موسي بن جعفر بن طاوس الحسين في کتاب ربيع الالباب عن حسن بن محمد بن القاسم عن رجل قال: فررنا في نحو ثلاثمائة فارس اودونها، فبقينا ثلثة ايام بلازاد و اشتد بنا الجوع، فقال بعضنا لبعض: دعونا نرمي السهم علي بعض الخيل نأکلها فرمينا السهم فوقع علي فرسي فرکضتها الي رابية فاذا جارية فقلت: من انت؟ قالت: انا لرجل علوي في هذا الوادي، فاخبرتهم فمضينا، فاذا بخيمة فطلع الينا رجل فقلنا: العطش فنادي الجارية فجاءت بقدحين فشربنا عن اقصانا من القدحين و ما نقص القدحان، فلما روينا قلنا له: الجوع فأخرج زادا و وضع يده فيه، و قال: يخرج منکم عشرة عشرة، فاکلنا فو الله ما تغير و لا نقص.

اقول: قد اختصرت هذه الحکايات و کانت طويلة مذکورة في کتاب بحارالانوار و قال بعد نقلها: هذا آخر ما أخرجناه من کتاب السطان المفرج عن



[ صفحه 707]



اهل الايمان.

159- و نقل مؤلف البحار عن الفضل بن يحيي بن علي الطيبي الکوفي في رسالة البحر الابيض و الجزيرة الخضراء بسنده عن زين الدين علي بن فاضل المازندراني المجاور بالغري في حديث طويل جدا انه دخل بلدا من بلاد العرب فورد عليهم مراکب من بلاد الامام عليه السلام و فيهم شيخ، فقال لي: ما اسمک و أظن ان اسمک علي؟ قلت: صدقت فقال: ما اسم أبيک و يوشک أن يکون فاضلا؟ فقلت: أيها الشيخ ما أعرفک لي و بابي؟ فقال: اعلم انه قد تقدم الي وصفک و أصلک و معرفة اسمک و شخصک و هيئتک و اسم ابيک و انا اصبحک معي الي الجزيرة الخضراء فسررت بذلک و حملني معه في البحر، فلما کان في السادس عشر من مسيرنا رأيت في البحر ماء ابيض فسألته عنه؟ فقال: هذا هو البحر الابيض و تلک الجزيرة الخضراء، و هذا الماء حولها و بحکمة الله مراکب أعدائنا اذا دخلته غرقت ببرکة مولانا صاحب العصر عليه السلام، ثم دخلنا الجزيرة الخضراء فدخلنا المسجد فاذا انا بالسيد شمس الدين محمد، و ذکرانه من أولاد الامام عليه السلام الي ان قال: فقلت له: هل رأيت الامام عليه السلام؟ قال: لا و لکن حدثني أبي انه سمع حديثا و لم يرشخصه و ان جدي سمع حديثه و رأي شخصه، ثم ذکرانه خرج معه من البلد فوجدا شيخا فسأله عنه فقال: انتظر الي هذا الجبل ان في وسطه لمکانا حسنا و فيه عين و عندها قبة، و هذا الرجل مع رفيق له خادمان لتلک القبة و انا أمضي الي هناک في کل صباح جمعة و ازور الامام عليه السلام فيها، و اصلي رکعتين و أجد هناک ورقة مکتوب فيها ما احتاج اليه من المحاکمة بين المؤمنين، فما تضمنته الورقة أعمل به و ذکر انه سأل ان يروه الامام عليه السلام فقالوا: ليس الي ذلک سبيل، و قال: قد تقدم الي کلام بعودک الي وطنک و لا يمکنني و اياک المخالفة و الرسالة طويلة جدا قد أوردها بتمامها مؤلف بحارالانوار، اقتصرت منها علي محل الحاجة و هو ما تضمن معجزا للمهدي عليه السلام و کذا ما قبلها و ما بعدها من الحکايات و الاحاديث، ميلا الي الاختصار ثم قال مؤلف البحار: و لنلحق لتلک الحکاية بعض الحکايات التي سمعتها عمن قرب من زماننا.

160- فمنها ما أخبرني به جماعة عن أمير علام و ذکر حکاية عن ملا أحمد الاردبيلي انه قصد زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام ليلة فانفتح له الباب بغير مفتاح، و انه



[ صفحه 708]



ناجي أميرالمؤمنين عليه السلام في مسائل فسمع صوتا من القرآن ايت مسجد الکوفة و سل القائم عليه السلام فانه امام زمانک، قال: فأتيته عند المحراب و سألته عنها.

161- و منها ما أخبرني به والدي (ره) قال: کان في زماننا رجل صالح يقال له امير اسحق الاستر ابادي، و کان قد حج اربعين حجة ماشيا، و اشتهر بين الناس انه تطوي له الارض فسألته عن سبب ذلک، فقال: اني کنت في بعض السنين مع الحاج فوصلنا الي موضع بينه و بين مکة سبعة منازل أو تسعة، فتأخرت عن القافلة لبعضة الاسباب، حتي غابت عني و ضللت عن الطريق و تحيرت و غلبني العطش حتي يئست من الحيوة، فناديت: يا صالح يا أباصالح ارشدونا الي الطريق رحمکم الله فترائي لي في منتهي البادية شبح، ثم حضر عندي فرأيته شابا حسن الوجه راکبا علي جمل و معه اداوة، فسلمت عليه فرد علي السلام و قال: أنت عطشان؟ قلت: نعم، فأعطاني الاداوة فشربت ثم قال: تريد ان تلحق القافلة؟ قلت: نعم، فاردفني خلفه و توجه نحو مکة فما مضي الا زمان يسير فاذا انا بالابطح، فقال لي: انزل فنزلت فغاب عني، فعرفت انه القائم عليه السلام، فلما کان بعد سبعة ايام أتت القافلة فرأوني في مکة.

162- و منها ما اخبرني به جماعة عن جماعة عن السيد الفاضل ميرزا محمد الاستر آبادي قال: کنت ذات ليلة أطوف حول بيت الله الحرام اذ أتاني شاب حسن الوجه فاخذ في الطواف فلما قرب مني اعطاني طاقة ورد أحمر في غير اوانه، فاخذته و شممته ثم غاب عني فلم أره.

163- و منها ما أخبرني به جماعة من الثقات من اهل الغري علي مشرفه السلام ان رجلا من أهل قاشان اتي الي الغري فاعتل علة شديدة حتي يبست رجلاه فخلفه رفقاؤه عند رجل من الصلحاء في بعض حجرات المدرسة المحيطة بالروضة المقدسة؛ و ذهبوا الي الحج فقال للرجل في بعض الايام: اني قد ضاق صدري من هذا المکان فاذهب بي و اطرحني في مکان فذهب بي الي مقام القائم عليه السلام خارج النجف، و ذهب فبقيت وحدي مغموما و اذا انا بشاب صبيح الوجه دخل و سلم علي و ذهب و صلي عند المحراب رکعات (رکعتين خ ل)، فلما فرغ سألني عن حالي؟ فلت اني ابتليت ببلية ضقت بها لا يشفيني الله فاسلم منها و لا يذهب بي فاستريح، فقال: لا



[ صفحه 709]



تحزن سيعطيک کليهما و ذهب، و قمت فنظرت في نفسي فاذا ليس بي شي ء فعلمت انه کان القائم صلوات الله عليه فخرجت و نظرت في الصحراء فلم أر أحدا؛ قالوا: فکان هذا سليما حتي أتي الحاج و رفقاؤه، فلما رآهم و کان معهم قليلا مرض ومات، فصح ما أخبره عليه السلام من وقوع الامرين معا.

164- و منها ما أخبرني به بعض الافاضل و الثقات عمن يثق به قال: لما کانت بلدة البحرين تحت ولاية الا فرنج جعلوا و اليها رجلا من المسلمين، و کان من النواصب و له وزير أشد نصبا منه، فلما کان في بعض الايام دخل علي الوالي و في يده رمانة فأعطاها الوالي فاذا فيها: لا اله الا الله محمد رسول الله ابوبکر و عمر و عثمان و علي خلفاء رسول الله، فتأمل الوالي فرأي الکتابة من أصل الرمانة و تعجب من ذلک و قال: هذه آية بينة علي ابطال مذهب الرافضة، فارسل الي العلماء و الافاضل و السادات من أهل البحرين و أحضرهم و أراهم الرمانة و أخبرهم بما رأي فيهم ان لم يجيبوا بجواب شاف من القتل و الاسر، و أخذ الاموال او أخذ الجزية، فتحيروا و خافوا فقالوا امهلنا ايها الامير ثلثة أيام لعلنا نأتيک بجواب ترتضيه و الا فاحکم فينا ما شئت فأمهلهم فخرجوا و اجتمعوا فاتفق رأيهم ان يختاروا من زهاد البحرين و صلحائهم عشرة؛ ففعلوا ثم اختاروا من العشرة ثلثة فقالوا لاحدهم: اخرج الليلة الي الصحراء و اعبدالله فيها و استغث بامام زماننا لعله يبين المخرج من هذه الداهية؛ فخرج و بات متعبدا داعيا باکيا يدعو و يستغيث حتي أصبح و لم يرشيئا، فبعثوا في الليلة الثانية منهم فرجع کصاحبه و لم يأت بخبر فازداد قلقهم و جزعهم فاخرجوا الثالث فخرج الليلة الثالثة فدعا و بکي و توسل الي الله و استغاث بصاحب الزمان عليه السلام فلما کان آخر الليل اذا هو برجل يخاطبه و يقول: انا صاحب الامر فاذکر حاجتک، فقال: ان کنت هو فأنت علم قصتي، فقال صلوات الله عليه: نعم خرجت لما دهمکم من أمر الرمانة و ما کتب عليها و ما وعدکم الامير به، ثم قال: ان الوزير لعنه الله في داره شجرة رمان، فلما حملت تلک الشجرة صنع شيئا من الطين علي هيئة الرمانة، و جعلها نصفين و جعل في داخل کل نصف بعض تلک الکتابة، ثم وضعهما علي الرمانة و شدهما عليها و هي صغيرة فأثر فيها و صارت هکذا، ثم دله علي مکانها في کيس أبيض في کوة في غرفة في دار الوزير، و عرفه



[ صفحه 710]



کيف يأخذها و قال: ضعها امام الوالي، وضع الرمانة فيها لينکشف له جلية الحال و قال: قل للوالي: ان لنا معجزة اخري و هي ان الرمانة ليس فيها الا الرماد و الدخان، و ان أردت صحة ذلک فأمر الوزير بکسرها فاذا کسرها طار الرماد و الدخان علي وجهه و لحيته، فلما سمع ذلک من الامام فرح فرحا شديدا و انصرف، فلما اصبحوا مضوا الي الوالي و فعلوا کل ما أمر به الامام عليه السلام، فظهر کل ما أخبره فقال: من أخبرک بهذا؟ قال: امام زماننا و حجة الله علينا، فآمن الوالي و أقر بالائمة عليهم السلام کلهم الي آخرهم و أمر بقتل الوزير و الاحسان الي أهل البحرين.

اقول: قد اختصرت کثيرا من الفاظ هذه الاخبار و هي بتمامها مذکورة في کتاب بحارالانوار.