في شواهد النبوه


قال صاحب الشقائق النعمانيه في علماء الدوله العثمانيه بعد ذکر الطريقه النقشبنديه و ذکر جمله من مشائخها ما لفظه و منهم الشيخ العارف بالله عبد الرحمن بن احمد الجامي اشتغل اولا بالعلم الشريف و صار من افاضل عصره ثم صحب مشائخ الصوفيه و تلقن کلمه التوحيد من الشيخ العارف بالله تعالي سعد الدين الکاشغري و صحب الخواجه عبيد الله السمرقندي و انتسب اليه اتم الانتساب الي ان قال و کان مشتهرا بالعلم و الفضل و بلغ صيت فضله الي الافاق حتي دعاه السلطان بايزيد خان الي مملکته و ارسل اليه جوائز سنيه الي ان قال و حکي المولي الاعظم سيدي محيي الدين الفناري عن والده المولي علي الفناري و کان قاضيا بالعسکر المنصور للسلطان محمود خان انه قال قال لي السلطان يوما ان الباحثين عن علوم الحقيقه المتکلمون و الصوفيه و الحکماء و لا بد من المحاکمه بين هولاء الطوائف فقلت له لا يقدر علي المحاکمه بينهم الا المولي عبد الرحمن الجامي فارسل السلطان اليه رسولا مع جوائز سنيه و التمس منه المحاکمه المذکوره فکتب رساله حکم فيها بين هولاء الطوائف في مسائل ست منها مساله الوجود و ارسلها الي السلطان ثم عد من مصنفاته شرح الکافيه و شواهد النبوه بالفارسيه و نفحات الانس بالفارسيه و سلسله الذهب طعن فيها علي طوائف الرافضيه الي ان قال و کل تصانيفه مقبوله عند العلماء الفضلاء و اثني عليه ثناء بليغا محمود بن سليمان الکفوي في



[ صفحه 67]



اعلام الاخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار علي ما حکي عنه و قال عن کتابه شواهد النبوه انه کتاب جليل معروف معتمد و في کشف الظنون شواهد النبوه فارسي لمولانا نور الدين عبد الرحمن بن احمد الجامي و ذکر انه ترجمه غير واحد من العلماء و عن صاحب تاريخ الخميس انه قال في اوله انه انتخبه من الکتب المعتبره و عد منها شواهد النبوه و قد روي الجامي في شواهد النبوه علي ما حکي عنه اخبارا في ولاده المهدي و بعض معجزاته هذا ملخص ترجمتها، روي عن حکيمه عمه ابي محمد الزکي (ع) انها قالت کنت يوما عند ابي محمد (ع) فقال يا عمه باتي الليله عندنا فان الله تعالي يعطينا خلفا فقلت يا ولدي ممن فاني لا اري في نرجس اثر حمل ابدا فقال يا عمه مثل نرجس مثل ام موسي لا يظهر حملها الا في وقت الولاده فبت عنده فلما انتصف الليل قمت فتهجدت و قامت نرجس و تهجدت و قلت في نفسي قرب الفجر و لم يظهر ما قاله ابو محمد (ع) فناداني من مقامه لا تعجلي يا عمه فرجعت الي بيت کانت فيه نرجس فرايتها و هي ترتعد فضممتها الي صدري و قرات عليها قل هو الله احد و انا انزلناه و آيه الکرسي فسمعت صوتا من بطنها يقرا ما قرات ثم اضاء البيت فرايت الولد علي الارض ساجدا فاخذته فناداني ابو محمد من حجرته يا عمه ائتيني بولدي فاتيته به فاجلسه في حجره و وضع لسانه في فمه و قال تکلم يا ولدي باذن الله تعالي فقال بسم الله الرحمن الرحيم و نريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمه و نجعلهم الوارثين ثم رايت طيورا خضرا احاطت به فدعا ابو محمد (ع) واحدا منها و قال خذه و احفظه حتي ياذن الله تعالي فيه فان الله بالغ امره فسالت ابا محمد (ع) ما هذا الطير و ما هذه الطيور فقال هذا جبرئيل و هولاء ملائکه الرحمه [1] ثم قال يا عمه رديه الي امه کي تقر عينها و لا تحزن و لتعلم ان وعد الله حق و لکن اکثرهم لا يعلمون فرددته الي امه و لما ولد کان مقطوع السره مختونا مکتوبا علي ذراعه الايمن جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل کان زهوقا قال و روي غيرها انه لما ولد جثا علي رکبتيه و رفع سبابته الي السماء و عطس و قال الحمد لله رب العالمين و روي عن آخر قال دخلت علي ابي محمد (ع) فقلت يا ابن رسول الله من الخلف و الامام بعدک فدخل الدار ثم خرج و قد حمل طفلا کانه البدر في ليله تمامه في سن ثلاث سنين فقال لو لا کرامتک علي لما اريتک هذا الولد اسمه اسم رسول الله ص و کنيته کنيته هو الذي يملا الارض عدلا و قسطا کما ملئت جورا و ظلما و روي عن آخر قال دخلت يوما علي ابي محمد (ع) فرايت عن يمينه بيتا اسبل عليه ستر فقلت يا سيدي من صاحب هذا الامر بعدک فقال ارفع الستر فرفعته فخرج صبي في غايه النظافه علي خده الايمن خال و له ذوائب فجلس في حجر ابي محمد (ع) فقال ابو محمد (ع) هذا صاحبکم ثم قام من حجره فقال له يا بني ادخل الي الوقت المعلوم فدخل البيت و انا انظر اليه ثم قال لي قم و انظر من في البيت فدخلت البيت فلم ار فيه احدا و روي عن آخر قال بعثني المعتضد مع رجلين و قال ان الحسن بن علي (ع) توفي في سر من راي فاسرعوا في المسير و اهجموا علي داره فکل من رايتم فيها فاوتوني براسه فذهبنا و دخلنا فراينا دارا نضره طيبه کان البناء فرغ من عمارتها الساعه و راينا فيها سترا فرفعناه فراينا سردابا فدخلنا فيه فراينا بحرا في اقصاه حصير مفروش علي وجه الماء و رجلا في احسن صوره عليه و هو يصلي و لم يلتفت الينا فسبقني احد الرجلين فدخل الماء فغرق و اضطرب فاخذت بيده و خلصته فاراد الاخر ان يتقدم اليه فغرق فخلصته فتحيرت فقلت يا صاحب البيت المعذره الي الله و اليک فاني و الله ما علمت الحال و لا علمت الي اين جئنا و قد تبت الي الله مما فعلت فلم يلتفت الينا ابدا فرجعنا و قصصنا عليه القصه فقال اکتموا هذا و الا امرت بضرب اعناقکم انتهي شواهد النبوه و ليس مثل هذا بمستبعد و لا مستغرب من قدره الله تعالي و کرامه اوليائه عليه و قد انطق الله تعالي عيسي (ع) في المهد و کتب مشائخ الصوفيه مشحونه بامثال ذلک في حق اقطابهم و اعيانهم. کالشيخ عبد القادر الجيلاني و الشيخ محيي الدين بن العربي و عبد الوهاب الشعراني و غيرهم و قد قال الشيخ الاکبر محيي الدين بن العربي في الفتوحات المکيه کما حکاه عنه الشعراني في الکبريت الاحمر الذي انتخبه من مختصرها و برهان الدين الحلبي في انسان العيون علي ما حکي عنه قلت لابنتي زينب مره و هي في سن الرضاعه قريبا عمرها من سنه ما تقولين في الرجل يجامع حليلته و لم ينزل فقالت يجب عليه الغسل فتعجب الحاضرون من ذلک ثم اني فارقت تلک البنت و غبت عنها سنه في مکه و کنت اذنت لوالدتها في الحج فجاءت مع الحاج الشامي فلما خرجت لملاقاتها راتني من فوق الجمل و هي ترضع فقالت بصوت فصيح قبل ان تراني امها هذا ابي و ضحکت و رمت بنفسها الي و قد رايت اي علمت من اجاب امه بالتسميت و هو في بطنها حين عطست و کان اسمه الشيخ عبد القادر بدمشق و سمع الحاضرون کلهم صوته من جوفها شهد عندي الثقات بذلک انتهي المحکي عن الفتوحات و ذکر بعضهم ان الذين تکلموا في المهد ثلاثه عيسي (ع) و الولد الذي شهد ببراءه يوسف (ع) و بنت الشيخ محيي الدين بن العربي فکيف يصدقون بامثال هذه الکرامات و لا يعيبون علي معتقدها و اذا ذکر ذاکر کرامه لاهل بيت النبوه قابلوها بالانکار او الاستبعاد و نسبوا معتقدها الي الغلو.


پاورقي

[1] کان هنا نقصا. المولف.