الحکاية 03


في البحار عن السيد علي بن عبدالحميد صاحب کتاب الانوار المضيئة في کتاب السلطان المفرج عن أهل الايمان عند ذکر من رأي القائم (ع) قال فمن ذلک ما اشتهر و ذاع و ملأ البقاع و شهده بالعيان ابناء الزمان وهو قصة ابي راجح الحمامي بالحلة وقد حکي ذلک جماعة من الاعيان الاماثل و أهل الصدق و الافاضل منهم الشيخ الزاهد شمس الدين محمد بن قارون کان الحاکم بالحلة شخصا يدعي مرجان الصغير فرفع اليه ان ابا راجح الحمامي بالحلة يسب الصحابة فالحضره و امر بضربه فضرب ضربا شديدا مهلکا علي جميع بدنه حتي انه ضرب علي وجهه فسقطت ثناياه



[ صفحه 8]



واخرج لسانه فجعل فيه مسلة من الحديد و خرق انفه و جعل فيه شرکة من الشعر وشد فيها حبلا وسلمه الي جماعة من أصحابه و أمرهم ان يدوروا به أزقة الحلة و الضرب يأخذ من جميع جوانبه حتي سقط الي الارض وعاين الهلاک فاخبر الحاکم بذلک فأمر بقتله فقال الحاضرون انه شيخ کبير وقد حصل له ما يکفيه و هو ميت لما به فاترکه و هو يموت حتف أنفه و لا تنقلد بدمه و بالغوا حتي أمر تخليته وقد اتنفخ وجهه ولسانه فنقله أهله في هذه الحالة و لم يشک احد انه يموت من ليلته فلما کان من الغد غدا عليه الناس فاذا هو قائم يصلي علي أتم حالة و قد عادت ثناياه التي سقطت کما کانت و اندملت جراحاته و لم يبق لها أثر و الشجة قد زالت من وجهه فعجب الناس من حاله وسألوه عن أمره فقال اني لما عاينت الموت و لم يبق لي لسان أسأل الله تعالي به فکنت أسأل بقلبي واستغثت الي سيدي ومولاي صاحب الزمان فلما جن علي الليل فاذا بالدار قد امتلات نورا و اذا بمولاي صاحب الزمان قد أمر يده الشريفة علي وجهي وقال (ع) اخرج وفد علي عيالک فقد عافاک الله تعالي فاصبحت کما ترون حکي شمس الدين المذکور و اقسم بالله ان هذا ابا راجح کان ضعيفا جدا ضعيف الترکيب اصفر اللون شين الوجه مقرض اللحية وکنت دائما أدخل احمام الذي هو فيه و کنت دائما أراه علي هذه الحالة و هذا الشکل فلما اصبحت کنت ممن دخل عليه فرأيته و قد اشتدت قوته واتنصبت قامته فطالت لحيته و احمر وجهه و عاد کأنه ابن عشرين سنة و لم يزل علي ذلک حتي أدرکته الوقاة و لما شاع هذا الخبر وذاع طلبه الحاکم و أخضره عنده وقد کان رآه بالامس علي تلک الحالة و هو الآن علي ضدها کما وصفناه ولم ير لجراحاته أثرا و ثناياه قد عادت فداخل الحاکم في ذلک



[ صفحه 9]



رعب شديد وکان يجلس مقام الامام (ع) في الحلة و يعطي ظهره القبلة الشريفة فصار بعد ذلک يجلس و يستقبلها وعاد يتلطف باهل الحلة و يتجاوز عن مسيئهم و يحسن الي محسنهم ولم ينفعه ذلک بل لم يلبث في ذلک الا قليلا حتي مات.