الحکاية 35


فيه ان في شهر جمادي الاولي من سنة الف و مأتين و تسع و تسعين ورد الکاظمين رجل اسمه آقا محمد مهدي من قاطنة بندر ملومين من بنادر ماچين و ممالک برمه و هو الان في تصرف الانجريز و من بلدة کلکته قاعدة سلطنة ممالک الهند اليه مسافة ستة أميال الانجريز و من بلدة کلکته قاعدة سلطنة ممالک الهند اليه مسافة ستة أيام من البحر مع المرکب الدخانية و کان ابوه من أهل شيراز ولکنه ولد تعيش



[ صفحه 66]



و کان له اقارب في بلدة کاظمين (ع) من التجار المعروفين فنزل عليهم و بقي عندهم عشرين يوا فصادف وقت حرکة مرکب الدخان الي سر من رأي لطغيان الماء فاتوا به الي المرکب و سلموه الي راکبيه و هم من اهل بغداد و کربلاء و سألوهم المراقبة في حاله و النظر في حوائجه لعدم قدرته علي ابرازها و کتبوا الي بعض المجاورين من أهل سامراء للتوجه في أموره فلما ورد تلک الارض المشرفة و الناحية المقدسة أتي الي السرداب المنور بعد الظهر من يوم الجمعة العاشر من جمادي الاخرة من السنة المذکورة و کان فيه جماعة من الثقات و المقدسين الي أن أتي الي الصفة المبارکة فبکي و تضرع فيها زمانا طويلا و کان يکتب قبيله حاله علي الجدار و يسأل من الناظرين الدعاء و الشفاعة فما تم بکاوه و تضرعه الا و قد فتح الله لسانه و خر باعجاز الحجة (عج) من ذلک المقام المنيف مع لسان ذلق و کلام فصيح واحضر في يوم السبت في محفل تدريس سيد الفقهاء و شيخ العلماء رئيس الشيعة و تاج الشريعة المنتهي اليه رياسة الامامية سيدنا الافخم و استاذنا الاعظم الحاج الميرزا محمدحسن الشيرازي متع الله المسلمين بطول بقائه و قرأ عنده متبرکا سورة المبارکة الفاتحة بنحواذ عن الحاضرون بصحته و حسن قراءته وصار يوما مشهود او مقاما محمودا و في ليلة الاحد و الاثنين اجتمع العلماء و انفضلاء في الصحن الشريف فرحين مسرورين و أضاءوا فضائه من المصابيح و القناديل و نظموا القصة و نشروها في البلاد و کان معه في المرکب مادح أهل البيت الفاضل اللبيب الحاج ملا عباس الصفار الزفوزي البغدادي فقال و هو من قصيدة طويلة ورآه مريضا و صحيحا:



و في عامها جئت و الزائرين

الي بلدة سر من قد رأها





[ صفحه 67]



رأيت من الصين فيها فتي

و کان سمي امام هداها



يثير اذا ما أراد الکلام

وللنفس منه يريد براها



وقد قيد السقم منه الکلام

و اطلق من مقلتيه دماها



فوافي الي باب سرداب من

به الناس طرا تنال مناها



يروم بغير لسان يزور

وللنفس منه وهت بعناها



و قد صار يکتب فوق الجدار

ما فيه للروح منه شفاها



أروم الزيارة بعد الدعاء

ممن رأي أسطري و تلاها



لعل لساني يعود الفصيح

و علي ازور و أدعو الالها



اذا هو في رجل مقبل

تراه وري البعض من اتقياها



تابط خير کتاب له

و قد جاء حيث غاب ابن طه



فأومي اليه ادع ما قد کتب

و جاء فلما تلاه دعاها



و أوصي به سيدا جالسا

ان ادعو له بالشفاء شفاها



فقام و أدخله غيبة الامام

المغيب من أوصياها



و جاء الي حضرة الصفة

التي هي للعين نور ضياها



و اسرج آخر فيها السراج

و أدناه من فمه ليراها



هناک دعا الله مستغفرا

و عيناه مشغولة ببکاها



و مذ عاد منها يريد الصلاة

قد عاود النفس منه شفاها



وقد أطلق الله منه اللسان

و تلک الصلاة أتم أداها



و لما بلغ الخبر الي خريت صناعة الشعر السيد المويد الاديب اللبيب فخر الطالبيين و ناموس العلويين السيد حيدر ابن السيد سليمان الحلي أيده الله تعالي کتب الي سر من رأي کتابا صورته بسم الله الرحمن الرحيم لما هبت من



[ صفحه 68]



الناحية المقدسة نسمات کرم الامامة فنشرت نفحات عبير هاتيک الکرامة فاطلقت لسان زائرها من اعتقاله عندما قام عندها في تضرعه و ابتهاله أحببت ان انتظم في سلک من خدم تلک الحضرة في نظم قصيدة تتضمن بيان هذا المعجز العظيم و نشره و ان أهمني علامة الزمن و غرة وجهه الحسن فرع الاراکة المحمدية و منار الملة الاحمدية علم الشريعة و امام الشيعة لاجمع بين العبادتين في خدمة هاتين الحضرتين فنظمت هذه القصيدة الغراء و أهديتها الي دار اقامته و هي سامراء راجيا أن تقع موقع القبول فقلت و من الله بلوغ المأمول



کذا يظهر المعجز الباهر

و يشهده البر و الفاجر



و تروي الکرامة مأثورة

يبلغها الغائب الحاضر



يقر لقوم بها ناظر

و يقذي لقوم بها ناظر



فقلت بها ترحا واقع

و قلب بها فرحا طائر



أجل طرف فکرک يا مستدل

و أنجد بطرفک يا غائر



تصفح مآثر آل الرسول

وحسبک مانشر الناشر



و دونکه نبأ صادقا

لقلب العدو هو الباقر



فمن صاحب الامرأس استبان

لنا معجز أمره باهر



بموضع غيبته مذ ألم

أخو علة دائها ظاهر



رمي فمه باعتقال اللسان

رام هو الزمن الغادر



فأقبل ملتمسا للشفاء

لدي من هو الغائب الحاضر



ولقنه القول مستأجر

عن القصد في أمره جائر



فبيناه في تعب ناصب

و من ضجر فکره حائر



اذا انحل من ذلک الاعتقال

و بارحه ذلک الضائر





[ صفحه 69]



فراح لمولاه في الحامدين

و هو لالائه ذاکر



لعمري لقد مسحت داءه

يد کل خلق لها شاکر



يد لم تزل رحمة للعباد

لذلک أنشأها الفاطر



تحدر و ان کرهت أنفس

يضيق شجي صدرها الواغر



و قل ان قائم آل النبي

له النهي و هو هو الامر



أيمنع زائره الاعتقال

مما به ينطق الزائر



و يدعوه صدقا اني حله

و يقضي علي انه القادر



و يکبو راجيه دون الغياب

و هو يقال به العاثر



فحاشاه بل هو نعم المغيث

اذا نضض الحارث الفاغر



فهذي الکرامة لا ما غدا

يلفقه الفاسق الفاجر



أدم ذکرها يالسان الزمان

و في نشرها فمک العاطر



وهني ء بها سر من را و من

به ربعها آهل عامر



هو السيد الحسن المجتبي

خضم الندي غيثه الهامر



و قل يا تقدست من بقعة

بها يهب الزلة الغافر



کلا اسميک في الناس باد له

باوجههم أثر الظاهر



فانت لبعضهم سر من رأي

و به يوصف الخاسر



لقد أطلق الحسن المکرمات

محياک فهو بها سافر



فانت حديقة زهو به

و أخلاقه روضک الناضر



عليم توقي بحجر الهدي

و نسج التقي برده الظاهر



الي ان قال سلمه الله تعالي



کذا فلتکن عترة المرسلين

و الا فما الفخر يا فاخر





[ صفحه 70]