الحکاية 08


فيه عن حسن بن محمد بن قاسم کنت أنا و شخص من ناحية الکوفة يقال له عمار مرة علي الطريق الحالية من سواد الکوفة فتذاکرنا أمر القائم من آل محمد (ص) فقال لي يا حسن احدثک بحديث عجيب فقلت له هات ما عندک قال جاءت قافلة من طي يکتالون من عندنا من الکوفة و کان فيهم رجل و سيم وهو زعيم القافلة فقلت لمن حضر هات الميزان من دار العلوي فقال البدوي وعندکم هنا علوي فقلت يا سبحان الله معظم الکوفة علويون فقال البدوي العلوي و الله ترکته ورائي في البرية في بعض البلدان فقلت و کيف خبره فقال فررنا في نحو ثلاثمأة فارس أو دونها فبقينا ثلاثة أيام بلا زاد و اشتد بنا الجوع فقال بنا الجوع فقال بعضنا لبعض دعونا نرمي السهم علي بعض الخيل نأکلها فاجتمع رأينا علي ذلک و رمينا بسهم فوقع علي فرسي فغلطتهم وقلت ما اقنع فعدنا بسهم آخر فوقع عليها ايضا و کانت عندي تساوي الف دينار و هي أحب الي من ولدي فقلت دعوني اتزود بعيدة منا قدر فرسخ فمررت بجارية تحطب تحت الرابية فقلت يا جارية فقلت يا جارية من أنت و من أهلک فقالت أنا لرجل علوي في هذا





[ صفحه 13]



الوادي ومضت من عندي فرفعت مئزري علي رمحي وأقبلت الي أصحابي فقلت لهم ابشروا بالخير الناس منکم قريب في هذا الوادي فمضينا فاذا بخيمة في وسط الوادي فطلع الينا منها رجل صبيح الوجه أحسن من يکون من الرجال ذوابته الي سرته و هو يضحک و يجيئنا بالتحية فقلت يا وجه العرب العطش فنادي يا جارية هاتي من عندک الماء فجاءت الجارية و معها قدحان فيهما ماء فتناول منهما قدحا و وضع يده فيه و ناولنا اياه و کذلک فعل بالاخر فشربنا عن أقصانا من القدحين وارجعناهما عليه و ما نقص القدحان فلما روينا قلنا له الجوع يا وجه العرب فرجع بنفسه و دخل الخيمة و أخرج بيده منسفة فيها زاد و قد وضع يده و قال يجي ء منکم عشرة عشرة فأکلنا جميعا من تلک المنسفة و الله يا فلان ما تغيرت و لا نقصت فقلنا نريد الطريق الفلاني فقال هذاک دربکم و أومي لنا الي معلم و مضينا فلما بعدنا عنه قال بعضنا لبعض انتم خرجتم من أهلکم لکسب و المکسب قد حصل لکم فنهي بعضنا بعضا و امر بعضنا به ثم اجتمع رأينا علي أخذهم فرجعنا فلما رآنا راجعين شد وسطه بمنطقة و أخذ سيفا فتقلد به وأخذ رمحه و رکب فرسا أشهب و التقانا و قال لا تکن أنفسکم القبيحة دبرت لکم القبيح فقلنا هو کما ظننت ورددنا عليه ردا قبيحا فزعق بزعقات فما رأينا الا من داخل قلبه الرعب و ولينا من بين يديه منهزمين فخط خطة بيننا و بينه و قال و حق جدي رسول الله (ص) لا يعبرنها احد منکم الا ضربت عنقه فرجعنا و الله عنه بالرغم منا هذاک العلوي حقا لا من هو مثل هولاء.