ملاحظات بشأن علائم الظهور


عرفنا من الحديث عن تکاليف المؤمنين في عصر غيبة الإمام ـ عجل الله فرجه ـ أن الأحاديث الشريفة تأمر بانتظار ظهوره وتوقعه في کل آن، وهذا تکليف تربوي يهدف الي جعلهم ساعين باتجاه تحقيق الاستعداد الکامل وباستمرار لنصرته عندما يظهر.

ولکن الي جانب هذا الأمر المؤکد تذکر الأحاديث الشريفة مجموعة من الحوادث والاُمور کعلائم لظهوره(عليه السلام) يهتدي بها المؤمنون لترسيخ وتسريع استعدادهم لنصرته والمساهمة في إنجاز مهمته الإصلاحية الکبري.

والجمع بين هاتين الطائفتين من الأحاديث الشريفة، هو أن الأمر بتوقع الظهور في کل حين يستند الي إمکان وقوع ذلک متي ما شاءت الإرادة الإلهية، فتعجّل في تحقيق العلائم المذکورة في الطائفة الثانية أو تلغي بعضها لحکمة ربانية في تدبير شؤون العباد إذا علم منهم صدقهم في الاستعداد لنصرته مثلاً، أو أن يکون المقصود من توقع الظهور الفوري توقع تحقق العلائم المذکورة في الأحاديث الشريفة والحتمية الوقوع؛ لأن وقوعها إعلان ظهور



[ صفحه 200]



الإمام(عليه السلام). [1] وقد تقدمت اشارة أخري الي هذه القضية ضمن الحديث عن واجب الانتظار.

وبهذا تتحصل للمؤمنين الثمار المرجوة من الأمر بوجوب توقع ظهوره ـ عجل الله فرجه ـ في کل حين، وکذلک تتحصل لهم الثمار المرجوة من تعريفهم بعلائم ظهوره لتسريع استعدادهم والقيام بالتکاليف الخاصة ببعض العلائم التي تقرن الأحاديث الشريفة ذکرها بذکر واجبات خاصة بها.


پاورقي

[1] راجع تفصيل السيد الإصفهاني لهذه النقطة في کتابه مکيال المکارم: 2/ 160 ومابعدها.