اثبات وجوده و إمامته


وهو الهدف الذي توخاه من حضوره للصلاة علي ابيه ـ سلام الله عليهما ـ کما تحدثنا عن ذلک سابقاً، وهو من أهم خطواته وتحرکاته في غيبته الصغري، وتبرز أهمية هذا الهدف من کونه يوفر القاعدة الأساس التي يستند اليها تحرّک المهدي في عصر الغيبة، إذ أنّ من الواضح من النصوص الشرعية أنّ النجاة من الضلالة وميتة الجاهلية تکمن في معرفة إمام العصر والتمسک بطاعته، وهذا الإمام مستور غير ظاهر في عصر الغيبة الکبري لذا فإن الإيمان به ـ وهو مقدمة طاعته والتمسّک بولايته ـ فرع الاطمئنان والثقة بوجوده الي درجة تمکّن المؤمن من مواجهة التشکيکات الناتجة من عدم مشاهدته بصورة حسيّة ظاهرة. وهذا الاطمئنان هو الذي أکملت أسبابه تحرکات الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ في فترة الغيبة الصغري بما أتم من الحجة في التقائه بالثقات وإظهار الکرامات التي لا يمکن تصور صدورها عن غير الامام وغير ذلک مما سجلته الروايات المتحدثة عن هذه الفترة والتي دوّنها العلماء الإثبات في کتبهم [1] .



[ صفحه 148]




پاورقي

[1] راجع روايات الالتقاء به في عصر الغيبة الصغري الموجودة في کتب الغيبة والتي جمع الکثير منها السيد البحراني في کتاب تبصرة الولي.