اعلان انتهاء الغيبة الصغري


قبل ستة أيام من وفاة السفير الرابع أخرج للمؤمنين توقيعاً من الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ يعلن فيه انتهاء الغيبة الصغري وعهد السفراء المعينين من قبل الإمام مباشرة إيذاناً ببدء الغيبة الکبري ونص التوقيع هو:

«بسم الله الرحمن الرحيم، ياعلي بن محمد السمري، أعظم الله أجر إخوانک فيک فإنک ميت ما بينک وبين ستة أيام، فأجمع أمرک ولا توص الي أحد فيقوم مقامک بعد وفاتک. فقد وقعت الغيبة التامة. فلا ظهور إلاّ بإذن الله تعالي ذکره وذلک بعد طول الأمد وقسوة القلب وإمتلاء الارض جوراً. وسيأتي لشيعتي من يدّعي المشاهدة ألا فمَن ادعي المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو کذّاب مفتر ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم» [1] .

وکان هذا آخر توقيع صدر عن الإمام في الغيبة الصغري وهو بمثابة إعلان عن تحقيق تحرکه فيها للأهداف المرجوة منها کمرحلة تمهيدية للغيبة الکبري، فقد ظهر للناس خلالها منه (عليه السلام) مباشرة أو عبر سفرائه من البينات ما يثبت وجوده وإمامته وصحة غيبته الکبري. وقد تم تدوينها في هذه الفترة من قبل عدد من وجوه العلماء [2] ، واتضح للاُمة انتفاع الناس من وجوده



[ صفحه 159]



خلالها ورعايته لمسيرتهم من خلف أستارها، وأمر فيه بالرجوع الي الفقهاء في الحوادث الواقعة وصرح بأن وجوده أمان لأهل الأرض [3] ، کما أن الجيل الذي کان قد عاصر زمان الأئمة کان قد انتهي وظهرت أجيال اعتادت عصر الغيبة وفکرة القيادة النائبة، لذلک فقد تأهلت الأمة للدخول في عصر الغيبة الکبري [4] .



[ صفحه 163]




پاورقي

[1] کمال الدين: 516، غيبة الطوسي: 242.

[2] يُلاحظ هنا مثلاً أن کتاب الکافي للشيخ الکليني(رحمه الله) وهو من أهم مصادر تراث أهل البيت(عليهم السلام) في المجالات العقائدية والفقهية تم تدوينه خلال فترة الغيبة الصغري، فقد توفي الشيخ الکليني(رحمه الله) سنة329 هـ وهي نفس سنة وفاة الشيخ السمري آخر السفراء أي في نفس سنة انتهاء الغيبة الصغري.

[3] کما صرح بذلک(عليه السلام) في توقيعه الذي أجاب فيه علي أسئلة إسحاق بن يعقوب، راجع کمال الدين: 483، غيبة الطوسي: 176.

[4] تأريخ الغيبة الصغري: 630 ـ 654 وفيه توضيحات مهمة بشأن نص التوقيع المهدوي الشريف للسمري.