صلاح أمره و أمر المؤمنين به


إن في الغيبة صلاح أمره(عليه السلام) وأمر المؤمنين به، وهذه علة مجملة تحدد أحد أوجه الحکمة الإلهية في الأمر بالغيبة بأن في ذلک صلاح أمر الإمامة؛ ولعله بمعني أن الغيبة هي أفضل اسلوب ممکن لقيام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ بمهام الإمامة في ظل الأوضاع المضادة لأهداف الثورة المهدوية کما تقدم في الفقرة السادسة، وبأن فيها صلاح شيعته والمؤمنين به؛ ولعله بمعني فتح آفاق التکامل والتمحيص في صفوفهم وأجيالهم المتلاحقة کما تقدم في الفقرة الرابعة حتي يُعد الجيل القادر ـ کماً وکيفاً ـ علي الاستجابة لمقتضيات الثورة المهدوية الکبري، أو أن يکون المقصود صلاحهم في حفظ وجودهم من الإبادة قبل تحقق المهمة الإصلاحية المطلوبة أو عجزهم عن نصرة الإمام بالصورة المطلوبة عند قيامه ـ دونما غيبة ـ کما جري في موقف المسلمين من ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وقبله من خلافة أخيه الإمام الحسن وأبيه أمير المؤمنين ـ سلام الله عليهم ـ.