موقف الفکر الانساني من غيبة المهدي


إنّ الفکر الانساني لا يري مانعاً من طول عمر هذا المصلح العالمي الذي يتضمنه الإيمان بغيبته وفقاً لمذهب أهل البيت (عليه السلام)، بل يري طول عمره أمراً ضرورياً للقيام بمهمته الإصلاحيّة الکبري کما لاحظنا في کلام المفکر الإيرلندي برناردشو. وعليه فالفکر الانساني العام لا يرفض مبدئياً الإيمان بالغيبة إذا کانت الأدلة المثبتة لها مقبولة عقلياً.

وقد تناول العلماء ايضاح الإمکان العقلي لطول عمر الإمام المهدي وعدم تعارضه مع أي واحد من القوانين العقلية، کما فعل الشيخ المفيد في کتابه «الفصول العشرة في الغيبة» والسيد المرتضي في رسالته «المقنع في الغيبة) والعلاّمة الکراجکي في رسالته «البرهان علي طول عمر إمام الزمان (عليه السلام)» التي تضمنها کتابه کنز الفوائد في جزئه الثاني، والشيخ الطبرسي في «اعلام الوري»، والسيد الصدر في بحثه عن المهدي وغيرهم کثير، بل قلّما يخلو کتاب من کتب الغيبة عن مناقشة هذا الموضوع والاستدلال عليه.



[ صفحه 29]