في علامات ظهوره


روي الصدوق رحمه الله باسناده عن محمد بن مسلم الثقفي، قال: سمعت ابا جعفر [محمد بن علي الباقر] عليه السلام يقول: القائم منا منصور بالرعب، مويد بالنصر، تطوي له الارض، و تظهر له الکنوز، و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب، و يظهر الله عزوجل به دينه (علي الدين کله) [1] و لو کره المشرکون، فلا يبقي في الارض خراب الا عمر، و ينزل روح الله عيسي بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه، قال: فقلت له: يا ابن رسول الله متي يخرج قائمکم؟ قال: اذا تشبه الرجال بالنساء، و النساء بالرجال، و اکتلفي الرچال بالرجال، و النساء بالنساء، و رکب ذوات الفروج السروج، و قبلت شهادات الزور، وردت شهادات العدل، و استخف الناس بالدماء، و ارتکاب الزنا، و اکل الربا، و اتقي الاشرار مخافه السنتهم، و خروج السفياني من الشام، و اليماني من اليمن، و خسف بالبيداء، و قتل غلام من آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم بين الرکن و المقام، اسمه محمد بن الحسن النفس الزکيه، و جاءت صيحه من السماء بان الحق فيه و في شيعته.

فعند ذلک خروج قائمنا، فاذا خرج اسند ظهره الي الکعبه، واجتمع اليه



[ صفحه 375]



ثلاثمائه و ثلاثه عشر رجلا، فاول ما ينطق به هذه الايه:(بقيه الله خير لکم ان کنتم مومنين ( [2] ، ثم يقول: انا بقيه الله و حجته و خليفته عليکم، فلا يسلم عليه مسلم، الا قال: السلام عليک يا بقيه الله في ارضه، فاذا اجتمع اليه العقد و هو عشره آلاف رجل خرج، فلا يبقي في الارض معبود دون الله عزوجل، من صنم و وثن و غيره الا وقعت فيه نار فاحترق، و ذلک بعد غيبه طويله ليعلم الله من يطيعه بالغيب و يومن به [3] .

و باسناده الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، في حديث ابي بن کعب الورد في فضائل الائمه عليهم السلام، و صفاتهم واحدا بعد واحد، قال في آخره: و ان الله جل و عز رکب في صلب الحسن - يعني العسکري عليه السلام -، نطفه مبارکه ناميه [4] زکيه طيبه طاهره مطهره، يرضي بها کل مومن ممن قد اخذ الله عزوجل عليه [5] ميثاقه في الولايه، و يکفر بها کل جاحد، فهو امام تقي نقي بار مرضي هاد مهدي اول العدل و آخره [6] ، يصدق الله عزوجل و يصدقه الله في قوله، يخرج من تهامه حين تظهر الدلائل و العلامات، و له بالطاقان [7] .

کنوز لاذهب و لا فضه الا خيول مطهمه و رجال مسومه، يجمع الله عزوجل له من اقاصي البلدان [8] علي عد اهل بدر ثلاثمائه و ثلاث عشر رجلا، معه عليه السلام صحيفه مختومه فيها عدد اصحابه باسمائهم و انسابهم و بلدانهم و صنائعهم [9] و حلاهم [10] و کناهم کدادون [11] مجدون في طاعته.



[ صفحه 376]



فقال له ابي: و ما دلائله و علاماته يا رسول الله؟ قال: له علم اذا حان وقت خروجه انتشر ذلک العلم من نفسه، و انطقه الله تبارک و تعالي، فناداه العلم: اخرج يا ولي الله و اقتل اعداء الله، و هما [12] رايتان و علامتان و له سيف مغمد، فاذا حان وقت خروج اقتلع ذلک السيف من غمده، و انطقه الله عزوجل، فناداه السيف: اخرج يا ولي الله فلا يحل لک ان تقعد عن اعداء الله، فيخرج و يقتل اعداءالله حيث ثقفهم، و يقيم حدود الله، و يحکم بحکم الله تعالي [13] ، يخرج و جبرائيل عن يمينه و ميکائيل عن يساره و شعيب و صالح علي مقدمته، فسوف تذکرون ما اقول لکم و لو بعد حين و افوض امري الي الله عزوجل، ياابي طوبي لمن لقيه، و طوبي لمن احبه، و طوبي لمن قال به، به ينجيهم الله من الهلکه، و بالاقرار بالله و برسول الله و بجميع الائمه يفتح الله لهم الجنه مثلهم في الارض کمثل المسلک الذي يسطع ريحه فلا يتغير ابدا، و مثلهم في السماء کمثل القمر المنير الذي لايطفي نوره ابدا.

قال ابي: يا رسول الله کيف بيان حال هولاء الائمه عن الله جل و عز؟ قال: ان الله تبارک و تعالي انزل علي اثني عشر خاتما و اثنتي عشره صحيفه اسم کل امام علي خاتمه و صفته في صحيفته [صلي الله عليه و عليهم اجمعين] [14] .

قال شيخنا المفيد رحمه الله في الارشاد: قد جاءت الاثار بذکر علامات لزمان قيام القائم المهدي عليه السلام، و حوادث تکون امام قيامه و آيات و دلالات:

فمنها: خروج السفياني، و قتل الحسني [15] ، و اختلاف بني العباس في الملک الدنيوي، و کسوف الشمس في النصف من شهر رمضان، و خسوف القمر في آخره علي خلاف العادات، و خسف بالبيداء، و خسف بالمشرق، و خسف بالمغرب، و رکود الشمس من عند الزوال الي وسط اوقات العصر، و طلوعها من المغرب،



[ صفحه 377]



و قتل نفس زکيه بظهر الکوفه في سبعين من الصالحين، و ذبح رجل هاشمي بين الرکن و المقام، و هل حائط مسجد الکوفه، و اقبال رايات سود من قبل خراسان، و خروج اليماني، و ظهور المغربي بمصر و تملکه الشامات، و نزول الترک الجزيره، و نزول الروم الرمله، و طلوع نجم بالمشرق، يضي ء کما يضي ء القمر، ثم ينعطف حتي يکاد يلتقي طرفاه، و حمره تظهر في السماء و تلتبس [16] في آفاقها، و نار تظهر في المشرق طولا و تبقي في الجو ثلاثه ايام او سبعه ايام، و خلع العرب اعنتها و تملکها البلاد و خروجها عن سلطان العجم، و قتل اهل مصر اميرهم، و خراب الشام، و اختلاف ثلاث رايات فيه، و دخول رايات قيس و العرب الي اهل مصر، و رايات کنده الي خراسان، و ورود خيل من قبل المغرب حتي تربط بفناء الحيره، و اقبال رايات سود من قبل المشرق نحوها.

و ثبق [17] في الفرات حتي يدخل الماء ازقه الکوفه، و خروج ستين کذابا کلهم يدعي النبوه، و خروج اثني عشر من آل ابي طالب کلهم يدعي الامامه لنفسه، و احراق رجل عظيم القدر من شيعه بني العباس بين جلولاء و خانقين، و عقد الجسر مما يلي الکرخ بمدينه بغداد، و ارتفاع ريح سوداء بها في اول النهار، و زلزله حتي ينخسف کثير منها، و خوف يشمل اهل العراق و بغداد و موت ذريع فيه، کو نقص من الاموال و الانفس و الثمرات، و جراد يظهر في اوانه و في غير اوانه حتي ياتي علي الزرع و الغلات، و قله ريع لما يزرعه الناس، و اختلاف صنفين من العجم و سفک دماء کثيره فيما بينهم، و خروج العبيد عن طاعه ساداتهم و قتلهم مواليهم، و مسخ لقوم [18] من اهل البدع حتي يصيروا قرده و خنازير، و غلبه العبيد علي بلاد السادات، و نداء من السماء حتي يسمعه اهل الارض [کلهم] [19] ، اهل



[ صفحه 378]



کل لغه بلغتهم، و وجه و صدر يظهران من السماء للناس في عين الشمس، و اموات ينشرون من القبور حتي يرجعوا الي الدنيا فيتعارفون فيها و يتزاورون، ثم يختم ذلک باربع و عشرين مطره تتصل فتحيي بها [20] الارض بعد موتها و تعرف برکاتها.

و يزول بعد ذلک کل عاهه من [21] معتقدي الحق من شيعه المهدي عليه السلام، فيعرفون عند ذلک ظهوره بمکه و يتوجهون نحوه لنصرته کما جاءت بذلک الاخبار، و من جمله هذه الاحداث محتومه، و فيها مشترطه [22] ، و الله اعلم بما يکون، وانما ذکرناها علي حسب ما ثبتت في الاصول و تضمنتها الاثار المنقوله، و بالله نستعين و اياه نسال التوفيق [23] .

اخبرني ابو الحسن علي بن بلال المهلبي، قال: حدثني جعفر المودب [24] عن احمد بن ادريس عن علي بن محمد بن [25] قتيبه عن الفضل بن شاذان عن اسماعيل بن الصباح، قال: سمعت شيخا من اصحابنا يذکر عن سيف بن عميره، قال: کنت عند ابي جعفر المنصور،فقال لي: ابتداء يا سيف بن عميره، لابد من مناد ينادي من السماء باسم رجل من ولد ابي طالب.

فقلت: جعلت فداک يا اميرالمومنين تروي هذا؟ قال: اي والذي نفسي بيده لسماع اذني له، فقلت له: يا اميرالمومنين ان هذا الحديث ما سمعته قبل وقتي هذا، قال: يا سيف انه لحق، فاذا کان فنحن اول من يجيبه، اما انالنداء لرجل من بني عمنا، فقلت: رجل من ولد فاطمه عليهاالسلام؟ فقال: نعم يا سيف لولا اني سمعت [26] من ابي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام يحدثني به، و حدثني به اهل الارض کلهم ما قبلته منهم، ولکنه محمد بن علي عليهماالسلام [27] .



[ صفحه 379]



و روي يحيي بن ابي طالب عن علي بن عاصم بن عطا بن السائب عن ابيه عن عبدالله بن عمر، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: لاتقوم الساعه حتي يخرج المهدي من ولدي، و لا يخرج المهدي حتي يخرج ستون کذابا کلهم، يقول انا نبي [28] .

حدثني الفضل بن شاذان، عمن رواه عن ابي حمزه الثمالي، قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: خروج السفياني من المحتوم؟ قال: نعم، والنداء من المحتوم، و طلوع الشمس من مغربها من المحتوم، و اختلاف بني العباس في الدوله من المحتوم، و قتل النفس الزکيه محتوم، و خروج القائم من آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم محتوم، قلت: و کيف يکون النداء؟ قال ينادي من السماء اول النهار: الا ان الحق مع علي و شيعته، ثم يناي ابليس في آخر النهار [من الارض] [29] الا ان الحق مع عثمان و شيعته، فعند ذلک يرتاب المبطلون [30] .


پاورقي

[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية والمطبوعة، و اثبتناه من المصدر.

[2] هود: 86.

[3] کمال الدين: ج 2 ص 330 ح 16.

[4] «ناميه» لم ترد في المصدر.

[5] «عليه» لم ترد في المصدر.

[6] في خ ل «يحکم بالعدل و يامر به».

[7] طالقان:- بعد الالف لام مفتوحه وقاف و آخره نون - بلدتان احداهما: بخراسان بين مرو الروذ و بلخ بينها و بين مرو الروذ ثلاث مراحل، و الاخري: بلده و کوره بين قزوين و ابهر و بها عده قري يقع عليها هذا الاسم، و اليها ينسب الصاحب بن عباد (انظر معجم البلدان: ج 4 ص 491.

[8] في المصدر:«البلاد».

[9] في خ ل «طبائعهم».

[10] في الصمدر: «وکلامهم».

[11] في المصدر:«کرارون».

[12] في خ ل:«له».

[13] «تعالي» لم ترد في المصدر.

[14] کمال الدين: ج 1 ص 267 ذيل ح 11.

[15] ورد في النسخه الخطيه «الحسيني» و ما اثبتناه هو الصحيح.

[16] في خ ل «تنتشر».

[17] في خ ل «تنتشر».

[18] في خ ل:«قوم».

[19] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية والمطبوعة، و اثبتناه من المصدر.

[20] في خ ل:«به».

[21] في المصدر:«عن».

[22] في خ ل «و منها مشروطه».

[23] الارشاد: ص 356 باب علامات قيام القائم عليه السلام.

[24] في المصدر:«الموذن».

[25] في خ ل:«عن».

[26] في خ ل:«سمعته».

[27] الارشاد: ص 358.

[28] الارشاد للمفيد: ص 358.

[29] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية والمطبوعة، و اثبتناه من المصدر.

[30] الارشاد للمفيد: ص 358.