سياق هذا الحديث المذکور آنفا


1:9- روي الحسن بن علي السلمي [1] فيما بلغني ذلک عنه، عن عمه محمد ابن حسان السلمي [2] أنه حدث قال: نبا محمد [3] بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين أنه قال:

اخبرت أنه لما اجتمعت کلمة قريش و جميع العرب علي محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ليبطلوا ما ارسل به الي الناس کافة، فلم يقدروا علي ذلک، و حرصوا علي ذلک قتله [4] بکل وجه، فحال بينهم و بينه ربه تبارک و تعالي، و قام من دونه [5] عمه أبوطالب، أتاه عند ذلک رجل [6] من عظمائهم، قد کان أتت عليه مائتا سنة و أربعون سنة، يقال له«فيهس» [7] فقالوا له: ان هذا الساحر قد ظهر فينا يزعم أنه نبي و رسول، و أن الملائکة تنزل عليه من السماء، و هو يکفرنا و اياکم، فنحن نحب أن تأتيه فتحاجه بمسائل و أشياء لا يقدر عليها، فلعلنا أن نظفر بحجة فنستريح منه!



[ صفحه 30]



فعند ذلک أتي محمد صلي الله عليه و آله و سلم«فيهس»و معه رجلان من علماء خيبر، فقالوا له: يا محمد! جئنا في کلمات نسألک عنها حتي نتبعک، و الا فقد علمنا أنک کذاب!!

فقال لهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: سلوني عما بدالکم، و عما شئتم، اخبرکم به ان شاء الله تعالي.

فقال فيهس عند ذلک: ان کنت کما تزعم نبيا و رسولا، فسل ربک أن يبعث اليک من التوراة التي أنزلها علي موسي بن عمران تبيان کلما سئلت عنه من أمر الدنيا و الآخرة.

فقال لهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:

سلوني عما شئتم من ذلک اخبرکم به ان شاء الله تعالي.

قال فيهس: أخبرنا ما أول ما ابتدأ به ربنا تبارک و تعالي و تقدس من خلق الدنيا قبل أن يخلق فيها سماء أو أرضا أو عرشا، ما هو؟

و أي شي ء کان؟ و ما الذي کان في کل حين من ذلک؟

و ما الذي کان يسبح له من خلقه من کل ما خلق؟

و أخبرنا کم سنة کانت الدنيا من قبل آدم؟

و کم تکون الدنيا منذ أهبط الله اليها آدم الي آخرها؟

و کم من ولد آدم أماتهم الله، ثم أحياهم، فأکلوا من ملک الدنيا؟

و کم سنة لبثوا فيها من بعد موتهم الي أن قبضهم الله منها؟

و أخبرنا کم نبي و رسول بعثهم الله مؤمنين الي هذه الدنيا بعد موتهم، ثم لم يموتوا الي يوم الحساب الأکبر، فيقومون عن يمين العرش في ظله يوم لا ظل الا ظله، ليباهي بهم الرب تبارک و تعالي الملائکة و الناس من الأنبياء و الرسل و غيرهم منهم؟

و أخبرنا کم سنة يملکون الأرض؟ و متي يکون ذلک؟

و أخبرنا کم بين نفخ الصور اذا نفخ فيه فيصعق من في السماوات و من في



[ صفحه 31]



الأرض الا من شاء الله، و بين النفخة الثانية؟

و کم يکون بين النفخة الثانية الي النفخة الثالثة؟

و من هؤلاء الذين يصعقون مع الخلائق؟ [8] .

و أخبرنا کم سنة ملک الکفار و المشرکون؟

و کم ملک فيما مضي من المؤمنين؟ وصفهم لنا بأعمالهم، و سمهم لنا بأسمائهم، فانک اذا فعلت ذلک علمنا أنک نبي و رسول، و أنک الذي نجده عندنا في الکتاب الذي أنزل الله علي موسي عليه السلام، فعند ذلک لن نبرح حتي نؤمن بالله، و بک، و بما أنزله عليک.

فقال له رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يا فيهس! أجلني فيما سألتني عنه ثلاثة أيام، فاني انما أنطق بما يوحي الي ربي، و هذا الذي سألتني عنه لا يعلمه الا الذي بعثني برسالته، فاذا أتاني به رسول من الله تبارک و تعالي أخبرتک به ان شاء الله تعالي.

فعند ذلک لبث النبي صلي الله عليه و آله و سلم ثلاثة أيام قائما متضرعا الي ربه عز و جل، فاحتبس عنه جبرئيل، فشق ذلک عليه، فلما کان في اليوم الثالث نزل عليه جبرئيل عليه السلام فأخبره أن رجلين من کندة، قد أصابوا في جبل لهم يقال له«بربر»بعض ألواح موسي، و قد بعثهما ربهما ليدفعا اليک الألواح، و فيهما نسخة ما سألوک عنه.

فأمره جبرئيل عند ذلک أن أن يضعها تحت رأسه ليلته، فاذا هو أصبح أن يدفعها الي علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، ليقرأها علي«فيهس»و أصحابه، فاذا الألواح کتاب عربي مبين.

قال: فعند ذلک کبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بأعلي صوته، و کبر جميع المسلمين، و أخبر هم بما أخبره به جبرئيل عليه السلام، فلم يبرحوا حتي قدم عليه الرجلان



[ صفحه 32]



الکنديان، يقال لأحدهما«عبد يغوث»و أخ له معه، فسلما عليه، و أخبراه أنهما قد وجدا تلک في جبل لهم، فأخذها منهما رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فوضعها تحت رأسه ليلته، فلما أصبح دفعها الي علي بن أبي طالب عليه السلام و اذا نسختها کتاب عربي مبين، فاذا في الألواح مکتوب:

بسم الله الرحمن الرحيم

هو أول الأولين و آخر الآخرين، ذلک الله تبارک و تعالي و تقدس، خلق قبل کل شي ء القلم، فکتب مقادير کل شي ء خلقه، ثم خلق العرش فاستوي فوقه، ثم خلق الهواء و الظلمات [في] سبعة آلاف سنة، و لم يکن فيها نور الا نور ربنا عز و جل، ثم خلق فيها ملائکة بلا أجنحة، ثم بقي بعد ذلک ربنا بلا شمس و لا قمر سبعة آلاف سنة، و احتجب بنوره عن الملائکة المقدسين؛

ثم خلق بعد ذلک الکرسي عرشه علي الماء، و الملائکة يسبحون بحمده، و يرعدون من خيفته، فعند ذلک أمر البحرين فاصطکا: بحر کذا، و بحر اللجي، فلم يزل اصطکاکهما حتي خرج من بينهما زبد، فلم يزل بذلک حتي خرج من ذلک الزبد نار، فأوحي الله عز و جل عند ذلک الي النار، فأحرقت الزبد، فصيره أرضا، و ارتفع من تلک النار دخان، فسماها سماء، فکان مقدار خلقهن ستة أيام، فقال لهما: ائتيا طوعا أو کرها، قالتا: أتينا طائعين، فقضاهن عند ذلک سبع سماوات و سبع أرضين. [9] .

ثم استوي فوق السماء، و أوحي في کل سماء أمرها، ثم خلق في کل سماء ملائکة يسبحون بالبرکات، فقد ربنا عز و جل لکل ملائکة من ذلک التسبيح بقدر ما يشاء، لأنه حين خلقهم الله تبارک و تعالي و تقدس فضل بعضهم علي بعض بذلک



[ صفحه 33]



التسبيح، و رفع بعضهم فوق بعض درجات، و ذلک قوله في ما انزل في کتابه: (و أوحي في کل سماء أمرها) [10] و بارک فيها، و قدر فيها أقواتها قبل أن يخلق آدم عليه السلام.

و کان فيها امم کثيرة من الجن و غيرهم يعبدونه في الأرض، فعند ذلک بعث لجميع تلک الامم«ابليس»قاضيا يقضي بين تلک الامم بحکمة الله، فلم يزل ابليس يحکم بين تلک الامم بحکمه، و لا يزول عن حکومة الله شيئا ليلا و لا نهارا، فلبث بذلک ألف سنة، فلذلک سمي حکما، فأوحي اليه باسمه.

قال: [11] لما اوحي اليه باسمه، و لم يکن يعرف من الخلق غيره، دخله عند ذلک الکبر، فاستعظم و تکبر، فعند ذلک عتا عن أمر ربه، فطغي، و طغي أهل مملکته، فألقي بينهم العدواة و البغضاء، فاقتتلوا عند ذلک في الأرض ألف سنة، حتي أن خيلهم لتخوض في دمائهم، و ذلک قوله فيما أنزل من کتابه:

(أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد) [12] و ذلک قول الملائکة لربهم فسخط عليهم (أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفک الدماء و نحن نسبح بحمدک و نقدس لک قال اني أعلم ما لا تعلمون) [13] فعند ذلک بعث الله تبارک و تعالي نارا من النار الموقدة، فعذبهم بها في الأرض.

قال: فلما رأي الخبيث ما نزل بقومه من العذاب عرج عند ذلک الي السماء، فأقام عند الملائکة، فجعل يعبد الله عبادة مجتهد لم يعبده شي ء من خلقه مثل تلک



[ صفحه 34]



العبادة.

قال: فلم يزل يعبده [في] السماء ألف سنة، و کان ربنا أعلم به من جميع خلقه، فلم يزل مجتهدا في العبادة حتي خلق ربنا آدم، فأمر الملائکة أن يسجدوا لآدم، فسجدوا أجمعون غيره، فتکبر و استعظم أن يطيع أو يسجد کما سجدت الملائکة، فقال:

«ما منعک أن تسجد لبشر خلقته بيدي»؟ فقال: أنا خير منه، خلقتني من نار و خلقته من طين [14] و عبدتک أربعة آلاف سنة، تأمرني أن أسجد لبشر خلقته من حمأ مسنون؟!

قال: عبدي لست أقبل منک شيئا من عبادتک الا بالطاعة لعبدي هذا و السجود له.

قال: رب اعفني من هذا، و أنا اضعف لک العبادة.

قال: اني لست أقبل منک شيئا من عبادتک الا بالطاعة لعبدي هذا و السجود له.

فعند ذلک أبي أن يفعل لشقوته التي غلبت عليه، فلما [أبي] أن يفعل أمره بالخروج منها، و أمر الملائکة أن ترجمه، فعند ذلک سمي«الرجيم».

و ذلک قول الله تعالي في کتابه: (فاخرج منها فانک رجيم - و ان عليک اللعنة الي يوم الدين - قال رب فأنظرني الي يوم يبعثون - قال فانک من المنظرين - الي يوم الوقت المعلوم) . [15] .

قال: فأما ما سألوا عنه من تسمية الأرض، و عدد ما ملک کل واحد من السنين و الأزمنة، و ما أحدث کل واحد منهم من الصناعات في ملکه؛

فان الله عز و جل لما خلق آدم و أخرجه من الفردوس، کتب له عنده في



[ صفحه 35]



العلم السابق ألف سنة، فلما هبط من السماء، و اخرج من الفردوس، هبط علي جبل بأرض الهند، کان أعلاه قريبا من السماء، و کان آدم عليه السلام يسمع کلام ملائکة السماء الدنيا، و يجد ريح الفردوس، فلبث بذلک حينا، فاشتد جوعه، فشکي الي الأرض، فقال: يا أرض، أطعميني، فأنا آدم صفي الله.

فأوحي الله تبارک و تعالي الي الأرض:«أجيبي عبدي».

فقالت: يا آدم لسنا نطعم اليوم من عصي الله. فبکي آدم عليه السلام أربعين صباحا علي ساحل البحر، تقطر دموعه في البحر، فيزعمون أن الصدفة کانت ترتفع فوق الماء، فاذا قطرت دموع آدم في الصدفة، اغتمست في الماء، فيقولون:

ان الدر من دموع آدم، و نبت الزعفران من دموع آدم، [16] و نبت اللبان من دموع داود عليه السلام.

فلما اشتد جوعه، رفع رأسه الي السماء فقال: يا سماء أطعميني فأنا آدم صفي الله. فأوحي الله تبارک و تعالي الي السماء:«أن أجيبي عبدي».

فقالت: يا آدم لسنا نطعم اليوم من عصي الله تبارک و تعالي. فبکي آدم أربعين صباحا، فلما اشتد جوعه رفع رأسه الي السماء، فقال: أسألک يا رب بحق النبي الامي الذي تريد أن تخرجه من صلبي الا تبت علي و أطعمتني.

فاوحي اليه: يا آدم، و من أين عرفت النبي الامي و لم أخلقه بعد؟

فقال آدم: اني رأيت علي الفردوس مکتوب:«لا اله الا الله محمد رسول الله»، فعلمت [17] أن ذلک من صلبي، فبحق ذلک النبي الا أطعمتني.

فأوحي الله تعالي الي جبرئيل:«اهبط الي عبدي». فهبط عليه جبرئيل، و معه تسع حبات من حنطة، فوضعها علي يدي آدم.



[ صفحه 36]



قال: فکان وزن الحبة منها ألفا و ثمانمائة درهم. [18] .

قال آدم: يا جبرئيل، ما هذا؟

فقال جبرئيل: يا آدم، هذا أخرجک من الجنة.

قال: فما أصنع به؟

قال: ابذره في الأرض. ففعل، فأنبته الله من ساعته، فحدثت سنة في ولده: البذر في الأرض.

ثم أمر بحصاده، فجعل يأخذ القبضة بعد القبضة؛

ثم أمره بجمعه و فرکه بيده، فلذلک ولده يفرکون بأيديهم؛

ثم أمره بتذريته في الريح، فلذلک صارت الحنطة تذري في الريح؛

ثم أمره بحجرين، فوضع أحدهما علي الآخر فدقه، فلذلک وضعت الرحا اليوم؛

ثم أمره بعجنه، فلذلک صار ولده يعجنون الدقيق اليوم؛

ثم أمره أن يختبزه ملة، [19] فجمع له جبرئيل الحجر و الحديد فقدحه، فخرجت النار، فلذلک ولده يقدحون النار اليوم، فهم أول من اختبز الملة؛

ثم أمره أن يأکله، فعند ذلک قال لجبرئيل: لا اريد! فقال له جبرئيل عليه السلام: شکوت الي ربک الجوع، فلما أطعمک قلت: لا اريد؟!

قال: لأني قد اعييت مما عالجت.

فقال له جبرئيل: هذا عملک، و عمل ذريتک الي أن تقوم الساعة.

فبکي آدم أربعين صباحا حتي نبتت لحيته من الهم و الحزن علي الجنة.



[ صفحه 37]



فلما أکل وجد في بطنه ثقلا و وجعا، و لم يکن له قبل ذلک مخاط و لا بزاق، فشکي الي جبرئيل؛

فقال جبرئيل: تنح. فتنحي، فبعر مثل بعر الشاة، و وجد له ريحا شديدا، فشکي ذلک الي جبرئيل؛

فقال له جبرئيل: أتدري ما ذلک؟

قال: لا. فقال له جبرئيل عليه السلام: ان الله تبارک و تعالي حين خلقک من طين أجوف، فجاء ابليس فضرب علي بطنک، فسمع له دويا کدوي الخالية، فقال للملائکة: لا يهمنکم ان يکن ملکا، فهو منکم، و ان يکن من غيرکم فأنا أکفيکموه.

و ذلک قول الله عز و جل في کتابه (و لقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين) [20] فکان ممن اتبعه هاروت و ماروت.

ثم دخل في جوفک، فخرج من دبرک، فکلما أصاب الطعام شيئا من ذلک البين تغير، لأن ابليس لعنه الله کان في بطنک، [21] و لم يکن آدم يعرف قبل ذلک بزاقا و لا مخاطا، و لا شيئا من الأذي حتي أکل الطعام.

فلما لبث آدم عليه السلام في الأرض مائتي سنة، و ولد«عوج بن عنق»من بنت



[ صفحه 38]



آدم، و هو الذي کان ولد في دار آدم، و قتله موسي من بعد آدم، فعاش في الأرض ثلاثة آلاف سنة.

فلما استکمل أيامه أوحي الله اليه أن«يا آدم قد استکملت أيامک، فانظر الاسم الأکبر، و ميراث علم النبوة، فادفعه الي ابنک شيث، فاني لم أکن أترک [الأرض] الا و فيها عالم يدل علي طاعتي، و ينهي عن معصيتي».

فدفع آدم الوصية الي ابنه«شيث».

ثم ملک«طهمورت»الأرض من بعد آدم، [22] و هو من ولد قابيل، فملک مائتي سنة و ثلاثين سنة، و وضع في زمانه لباس الشعر و الصوف، و اتخذ لنفسه الفرش، و الدواب ليرکبها الناس، و اتخذ الأنعام و الطير من الدجاج و أشباه ذلک، فلذلک يتخذها الناس في منازلهم سنة و مثلا.

و ولي أمر الله يومئذ في الامم«شيث»و هو هبة الله بن آدم، فکان يستر علم الله و علم آدم مخافة من قابيل، و قد کان هبة الله بن آدم قد زاده الله ربنا علي علمه خمسين صحيفة، و کانت صحيفته، کلها عظات و أمثال، فشرفه الله ربنا بذلک.

فلم يزل هبة الله يدبر أمر الله و من تبعه من المؤمنين، يأمرهم بحلال ما استودع، و ينهاهم عن حرامه حتي اذا أراد ربنا أن يقبضه اليه، أوحي الله اليه عند ذلک أن«استودع علم الله أنوش»ففعل.

ثم ملک«بيدرست»فملک ألف سنة، و کان من ملکه ملک فارس، و کان قد وقع اليه کلام من کلام آدم عليه السلام فاتخذوه في ذلک الزمان سحرا، و کان«بيدرست»يعمل بذلک الکلام، فکان اذا أراد شيئا من جميع مملکته أو أعجبته امرأة أو دابة،



[ صفحه 39]



نفخ بقصبة کانت له من ذهب، فکان يجي ء اليه کل شي ء يريده - و من ثم اليهود ينفخون بالبوق - و کان علي منکبيه شيطانان کأن قد خلقا من جسده، أحدهما يسمي«جشم»و الآخر يسمي«شادنون» [23] و کان اذا أراد أن يطعم الطعام بدأ بهما فأشبعهما، ثم أکل هو، و أکل من کان معه شيطانان.

ثم ملک من بعده«منوشهر» [24] فملک مائة سنة، فهو الذي کان أکري الفرات الأعظم، [25] و أکري الأرخرون - و هو نهر السهلة، يقال له: شط - و هو أول من أکثر من الزرع، و غرس الثمار في مملکته، و اتخذ الأساورة، و اتخذ الناس في زمانه القسي و النشاب، و کان في ذلک الزمان صلاح و أمن، و لين عيش.

ثم ملک من بعده«زهريا بن طهامستان» [26] ملک مائتي سنة و تسعا و سبعين، و هو الذي کان شق جيمع الأنهار في الأرضين، و کثرت المياه و الخصب في زمانه و السارحات و غير ذلک، و أتي بالرمان و الرياحين من الجبال، فغرسها في البساتين، فاتخذوها من بعده في بساتينهم، و هو الذي صار مع«عوج» [27] علي الأنبياء حتي قتلهم، فقتل ثلاثمائة نبي و أربعة عشر نبيا من أنبياء الله عليهم السلام.



[ صفحه 40]



ثم ملک بعد«زهريا بن طهامستان»و هو [28] نمرود، و جميع الفراعنة من أهل مملکته.

فملک نمرود مشارق الأرض و مغاربها، [29] و هو صاحب النسور و التابوت، [30] حتي اذا عمد أن يصعد بالتابوت الي السماء صرعه، و ضرب الله مثله في کتابه فقال: (و مکروا مکرا و مکرنا مکرا و هم لا يشعرون) . [31] .

(و ان کان مکرهم لتزول منه الجبال) . [32] .

و في ذلک الزمان کان قوم عاد و بقية ثمود.

ثم ملک«کيقاوس» [33] ملک مائة سنة و خمسين سنة، و بني مدينة فسماها«قيقدور» [34] و هو الذي کانت الشياطين معه قبل«سليمان بن داود»فأمر الشياطين عند ذلک، فبنوا له تلک المدينة، و طولها ثمانمائة فرسخ، و ضربوا عليها



[ صفحه 41]



سورا من فضة، و سورا من صفر، [35] و سورا من شبه، و سورا من نحاس، و سورا من ذهب، و کانت الشياطين تنقلها بين السماء و الأرض في کل شهر من بلاد الي بلاد بأسورتها، و کل ما فيها من الناس و الدواب و الخزائن و الأموال.

و کان«کيقاوس»يأکل و يشرب و لا يحدث سنة، حتي بعث ربنا تبارک و تعالي الي تلک المدينة«کيحشا»فأخربها، و أمر الشياطين أن تمنعه، فلم يستطيعوا دخولها. [36] .

فلما رأي«کيقاوس»أن الشياطين لا تستطيع أن تدفع عن تلک المدينة و عما فيها، سقط في يديه، فعند ذلک أمر ربنا تبارک و تعالي أن يضع يده في قتلهم و قتل رؤساء الشياطين، و أسر الأعداء، فهدأت البلاد، و أمن الناس، و قتل ناسا کثيرا، و لم يکن أحد يقاتله الا ظهر عليه، حتي اذا بلغ أن قال: اريد أن أصعد الي السماء. [37] .

و هو [38] فرعون ذو الأوتاد، و يقال له«الوليد بن مصعب»الذي کان الله بعث اليه«موسي بن عمران»«و هارون»عليهماالسلام و هو المذکور في کتاب الله تعالي عند قوله: (و قال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب - أسباب السموات فأطلع الي اله موسي و أني لأظنه کاذبا) [39] الي آخر الآية، و ملک أربعمائة سنة.



[ صفحه 42]



ثم ملک«کيخسرو»فملک خمسين سنة، و قتل أنبياء الله من بني اسرائيل، قتل منهم ستة و عشرين ألف نبي، و جمع الأموال في مدينة«قيقدور»و کان له في ذلک الزمان شيطان يقال له«جندب»يکون معه.

ثم ملک«لهراسب»فملک عشرين و مائة سنة، و في ثمان و ثمانين سنة من ملکه رجعت بنواسرائيل الي بيت المقدس.

ثم ملک«بشتاسب»فملک مائة سنة و عشرين سنة، و في أربع و ثلاثين سنة من ملکه درست«الهرابذة». [40] و في مائة و ست و ستين من ملکه بني مدينة سماها«فسا» [41] و هو الذي کان قهر شيطان اليهود.

ثم ملک«اردشير بهمن بن بابک»فملک مائة سنة و اثني عشر سنة، و هو الذي قتل رستم و أباه دستان، و أخاه أزواره، و ابنه فرامرز و لم يدع من آل رستم أحدا الا أخذه، و في خمسين سنة من ملکه بني مدينة في أرض فارس، و سماها«اصطخر»و سيکون فيها ملحمة عظيمة في آخرالزمان.

ثم ملکت المرأة البغية و هي«خماني شهرزاد»فملکت ثلاثين سنة، و کان في ملکها صلاح أمر الناس، و تخفيف الخراج عنهم، و أمنت الرعية في زمانها، و لم يکن يقاتلها أحد الا ظهرت عليه، و کانت امرأة بغية، و کانت لها جارية، تدخل عليها کل ليلة رجلا شابا من أشب ما يکون بقدر من الرجال و أجمله، فيأتيها في ليلة، فاذا هو أصبح أمرت به فقتل کي لا يشيع عنها ذلک، فلو کانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما أعطي ملکها امرأة بغية.

ثم ملک«دار بن شهردار» [42] فملک اثني عشر سنة، و هو أول من وضع سکک



[ صفحه 43]



البريد، و اتخذ لنفسه الأموال و الخزائن، و اصطنع القطائع.

ثم ملک«دارا بن دارا» [43] و کان مؤمنا، فلم يزل يدبر علم الله و نوره، و تفضيل حکمته حتي توفي، ملک أربعة عشر سنة، و في سنة من ملکه بني مدينة يقال لها«دارانوا». [44] .

ثم ملک«الاسکندروس»فملک أربعة عشر سنة، و هو الذي قتل«دارا بن دارا»و هو الذي هدم الطواغيب - و هي بيوت النيران - و قتل«الهرابذة»و من کان في زمانه، و کان الناس في زمانه يتعاطون الحق فيما بينهم، فلم يزل ملکه أربع عشر، و کان هو و أصحابه يعبدون الحجارة، فلما أن مات حملوه في تابوت من ذهب الي أرضه في بلاد الروم، و [في] سنتين من ملکه، بني مدينة باصفهان و سماها«جي».

ثم ملک«أشک بن أشجان» [45] فملک مائتي سنة و ستين سنة، [46] و أخذ کل قوم بناحيتهم، و في واحد و خمسين سنة من سني الکبش، بعث الله نبيه و رسوله عيسي بن مريم عليه السلام.



[ صفحه 44]



ثم ملک«أردشير بن بابک شاه» [47] فملک أربعة عشر سنة و عشرة أشهر، و قتل«أرجوا فشاه» [48] و قتل سبعين رأسا منهم، و بني لنفسه مدينة، و بني لقومه مدائن، فمنها:«أردشير خرة»و«هرمز أردشير»و«رام أردشير»و«دهشت أردشير».

ثم ملک بعده«سابور بن أردشير»فملک ثلاثين سنة، و بني ثلاث مدائن، و سماهن:«شاهشاه و مرد و بردشابور»و في ثلاث عشرة من ملکه جاهد الزنادقة.

ثم ملک«بخت نصر» [49] فملک سبعة و ثمانين سنة، و في ثلاث عشرة سنة من ملکه سلط علي بيت المقدس، فقتل اليهود، و قتل منهم سبعين ألف رجل، و قاتل علي دين«يحيي بن زکريا»و أخرب بيت المقدس، وفر من بقي من اليهود فرقا منه في البلدان.

ثم ملک«هرمز بن بخت نصر» [50] و کان کافرا خبيثا، فملک عشر سنين و عشرين يوما، و کان رجلا قد اعطي قوة في بدنه، و وقي من الآفات، و کان طاغية لعينا، و هو الذي أمر«بدانيال»فالقي في الجب هو و شيعته المؤمنون، و عذبهم بکل نوع من العذاب. [51] .

ثم ان الله تعالي خلصهم و أدخلهم جنته، و ضرب مثلهم في کتابه فقال:



[ صفحه 45]



(قتل أصحاب الاخدود - النار ذات الوقود - اذ هم عليها قعود - و هم علي ما يفعلون بالمؤمنين شهود - و ما نقموا منهم الا أن يؤمنوا بالله) [52] الآيات.

ثم ملک«بهرام بن هرمز»فملک ثلاثا و ستين [53] سنة و ثلاثة أشهر و أربعة أيام، فکان زمانه لينا من العيش، و عمرت الأرض و البلاد، و استصلح شرار الناس، و کان علم الله يومئذ [و] نوره عند ورثة«مليخا»يرثه المؤمنون منهم.

ثم ملک«نرسي بن بهرام»فملک سبع سنين، و في زمانه انقطعت الرسل، و کانت الفترة.

ثم ملک«يزدجرد [54] بن سابور»فملک احدي و عشرين سنة و خمسة أشهر و سبعة و عشرين يوما.

ثم ملک«بهرام جور»فملک ستا و عشرين سنة و ستة أشهر و ثمانية و عشرين يوما.ثم ملک«يزدجرد بن بهرام»فملک ستة عشر سنة و ثمانية أشهر و عشرين يوما.

ثم ملک«فيروز [55] بن يزدجرد»فملک سبعا و عشرين سنة، و بني مدينتين



[ صفحه 46]



أحدهما بأرض کسکر، و سماها«باذان». [56] .

ثم ملک«قباد بن فيروز»فملک خمسا و أربعين سنة، و بني مدينة و سماها«حلوان»لأنها حلت في صدره، و بني مدينة اخري في ارض باجرمي [57] و سماها«حيانسون».

ثم ملک«کسري بن قباد»فملک ستا و أربعين سنة و ثمانية أشهر، و بني مدينة فسماها«بابجردحر»و هي«المدائن»و هو الذي حفر العسق [58] لئلا يدخل العرب الي شي ء من أرض العراق، و هو أول من وضع الجواز، و ذلک أنه کان قد بلغه عن أهل الکتاب أنهم قالوا ان العرب يريدون أن يهلکوا الأرض.

ثم ملک«هرمز بن کسري»فملک اثنتي عشرة سنة، و ولي أمر الله يومئذ في الأرض«بحيرا الراهب».

ثم ملک«شيرويه بن کسري»فملک ثمانية أشهر.

ثم ملکت«بنت کسري»سنة و أربعة أشهر. [59] .



[ صفحه 47]



ثم ملک«يزدجرد»فملک أربعة و ستين سنة حتي [60] اذا طالت الفتن، و انقطع الوحي، و ظهر الکفر في الأرض، استحقوا النقمة من الله تبارک و تعالي حين درس الدين، و نسيت الصلاة، و کثر السراق و الفساد، و صار الناس في حيرة و ظلمة، و أديان مختلفة مشتبهة، و سبل ملبسة، فأباد تلک القرون، و أهم ليظهر دينه و لو کره المشرکون؛ [61] .

فعند ذلک قال«فيهس»: يا محمد أشهد أنک رسول الله صلي الله عليک، و أشهد علي ما في هذا الکتاب، انا نجده عندنا فيما أنزل الله علي موسي صلي الله عليه و آله و سلم، و أنک جئت به من عند الله، و أنک الذي نجد اسمه في التوراة، و لسنا نبرح من عندک حتي نؤمن بالله، و بک، و بکل ما أنزله عليک ربک.

فلم يبرحوا حتي أسلموا، و قالوا:

الحمد لله الذي لم يمتنا من الدنيا حتي رزقنا الايمان بک. [62] .

و انما کتبنا هذا الحديث لأن فيه ذکر الممالک السالفة، لأن کل واحد منهم کان في زمنه من يضاده و يحاربه، و کانت الأنبياء و الرسل فيما بين ذلک يجري بينهما و بين الکفار و المشرکين ما لو ذکرناه لطال، فلما لم نر لذکر ذلک وجها أتينا بما جاء في هذا الخبر علي علم بأن الملاحم و الفتن کانت بين کل طائفة من الکفار جارية غير منقطعة، و أن الرسل و الأنبياء و اممهم کانوا في جهد جهيد، و مقاساة غليظة من مخالفتهم في الدين، و لم نأت بأکثر من هذا الخبر اکتفاء بما فيه، و جعلناه



[ صفحه 48]



قبل جعلنا ما بعده لشبه بعض ذلک ببعض.

فلنأت الآن بما يليق بما أمضيناه آنفا، و لنبتدئ بما جاءنا من انطاق الله عبده«سطيحا الغساني»بدلائل نبوة نبينا صلي الله عليه و آله و سلم و انتقاص کل ما کان مما کان من ممالک الجاهلية مکتوبا في هذا الفصل الذي نحن عنده، و بالله نستعين و نستوفق انه المعين الموفق.



[ صفحه 49]




پاورقي

[1] ترجم له في لسان الميزان: 291:2.

[2] ترجم له في الجرح و التعديل: 238:7 رقم 1307.

[3] کذا، و تقدم عن ابن المنادي قوله:«حديثا ينتهي الي جعفر بن محمد...»، فالظاهر أن«محمد بن»هو من اضافات النساخ، أو لعله سقط من آخر السند قوله:

«عن أبيه الصادق عليه السلام».

[4] کذا، و صوابه علي الظاهر«لذلک علي قتله»أو«و حرصوا علي قتله».

[5] کذا، و صوابه علي الظاهر«دونهم».

[6] کذا، و صوابه علي الظاهر«أتوا عند ذلک رجلا»و الضمير يعود الي قريش.

[7] ذکره الشيخ في الفهرس: 126 رقم 561.

[8] زاد بعدها في الأصل«من هم».

[9] کما في قوله تعالي في سورة فصلت: 11 و 12.

[10] فصلت: 12. الظاهر أن قوله«و ذلک قوله فيما أنزل في...»الي آخر العبارة هو بيان من المعصوم عليه السلام. و کذا فيما يأتي.

[11] القائل ظاهرا هو المعصوم عليه السلام. و کذا بعدها.

[12] سورة ق: 15.

[13] البقرة: 30.

[14] کما في قوله تعالي في سورة الأعراف: 12.

[15] الحجر: 38 - 34.

[16] کذا، و لعله نوح أو يعقوب.

[17] و ذلک مما علمه الله جل جلاله في قوله تعالي: (و علم آدم الأسماء) .

[18] زاد في الأصل«في کل حبة»و لعلها من اضافات النساخ.

[19] الملة: الرماد الحار و الجمر... يقال: مللت الخبزة في الملة ملا و أمللتها اذا عملتها في الملة... و يقال: هذه خبز ملة. (لسان العرب: 187:13) .

[20] سبأ: 20.

[21] کذا أثبتناها، و في الأصل هکذا«من ذلک البين لأن ممن ابليس لعنه الله کان بطنک فتغير من ذلک».

أقول: روي الصدوق في علل الشرائع ص 275 ح 2 باسناده الي عبدالعظيم الحسني قال: کتبت الي أبي جعفر محمد بن علي بن موسي عليهم السلام أسأله عن علة الغائط و نتنه، قال: ان الله عز و جل خلق آدم عليه السلام و کان جسده طيبا، و بقي أربعين سنة ملقي تمر به الملائکة، فتقول: لأمر ما خلقت. و کان ابليس يدخل من فيه و يخرج من دبره، فلذلک صار ما في جوف آدم منتنا خبيثا غير طيب.

[22] کذا، و المذکور في کتب التاريخ أن أنوش بن شيث حکم بعد والده و الظاهر أنه حصل تقديم و تأخير فيما يأتي من حوادث التاريخ في حديثنا هذا. راجع تاريخ الطبري: 110:1، الکامل لابن الأثير: 31:1، و مروج الذهب: 49:1.

[23] في الأصل تقديم و تأخير.

[24] في کتب التاريخ«منوچهر»و تجدر الاشارة الي أن أغلب أسماء الملوک الآتية قد اختلف في ضبطها باعتبارها أعجمية أو غريبة، و الله العالم.

[25] قال الطبري في تاريخه: 267:1 عن هشام بن محمد، و قيل: انه - أي منوشهر- هو الذي کري الفرات الأکبر، و أمر الناس بحراثة الأرض و عمارتها، و زاد في مهنة المقاتلة الرمي...

[26] کذا، راجع في ذلک تاريخ الطبري: 322 - 319:1.

[27] قال ابن الأثر في تاريخه: 110:1،... فلقيهم رجل من الجبارين يقال له«عوج»....و قيل: عاش عوج ثلاثة آلاف سنة.

[28] کذا، و الظاهر أن في النص سقطا.

[29] قال الطبري في تاريخه: 204:1، و هذا قول يدفعه أهل العلم بسير الملوک و أخبار الماضين....

[30] روي الطبري في تاريخه: 203:1، باسناده الي سعيد بن جبير، قال: نمرود صاحب النسور، أمر بتابوت فجعل، و جعل معه رجلا، ثم أمر بالنسور فاحتملته، فلما صعد...

[31] النمل: 50.

[32] ابراهيم: 46.

[33] کذا في کتب التاريخ و قد يقال له«کيکاووس». و في الأصل«فيثاقوس»و کذا فيما يأتي. راجع تاريخ الطبري: 357:1، و الکامل لابن الأثير: 137:1.

[34] في الأصل«فيفدون»تصحيف للمتن، و قد يقال لها«کيکدر». راجع المصدرين السابقين.

[35] في الأصل«صخر».

[36] کذا، و في تاريخ الطبري: 359:1، هکذا: بعث الي المدينة التي بناها کذلک من يخربها، فأمر کيقاوس شياطينه بمنع من قصد لتخريبها، فلم يقدروا علي ذلک.

[37] راجع قصة کيقاوس بتفاصيلها حتي صعوده الي السماء في تاريخ الطبري: 361 - 357:1، و الکامل لابن الأثير: 138 - 137:1.

[38] کذا، و فيه سقط بين، راجع المصدرين السابقين.

[39] غافر: 36 و 37.

[40] في الأصل«الهبابرة»راجع في ذلک تاريخ الطبري: 400:1.

[41] في الأصل«قنا».

[42] کذا، و الظاهر«بن بهمن»علي ما ذکره الطبري في تاريخه: 408:1.

[43] في الأصل«دانيل بن أبي شايع»تصحيف بقرينة ما يأتي. و تجدر الاشارة الي أنه في کتب التاريخ لم يوصف بالمؤمن، فلا حظ.

[44] في الأصل«دارابجرد»تصحيف، فالمذکور في کتب التاريخ أن«دارابجرد»بناها دارا بن بهمن. و أما دارا بن دارا فقد بني مدينة«دارانوا»و هي التي تسمي اليوم دارا، و أنه عمرها... علي ما ذکره الطبري في تاريخه: 409:1.

[45] في الأصل«أشح بن شحيان».

[46] کذا، ذکر الطبري في تاريخه: 415:1 عند ذکره للملوک الأشغانين أنهم ملکوا مائتي سنة و ستا و ستين سنة.

[47] کذا في تاريخ الطبري، و في الأصل هکذا«أردشاه بن بابکان».

[48] کذا و المذکور في کتب التاريخ أنه قتل الملک«أبتنبود»الذي کان يعظم و يعبد، و الملک«بندو»و أردوان، و أکثر القتل في أصحابه. راجع تاريخ الطبري: 1: 479 - 478.

[49] کذا، و لا يعد«بخت نصر»من ملوک فارس، فلا حظ.

[50] کذا، و في البحار«مهرويه بن بخت نصر»و في کمال الدين«مهرقيه...».

[51] تبين لنا أن فيما ارخ في کتب السيرة و التاريخ من قصة بخت نصر و دانيال اختلاف شديد و أقوال متضاربة، راجع البحار: 355:14، و ابن الأثير في الکامل: 104:1، و الطبري في تاريخه: 387:1.

[52] البروج: 8 - 4. أقول: انفرد ابن المنادي في تفسيره لهذه الآية الشريفة، فتدبر.

[53] کذا، و في کتب التاريخ«ثلاث سنين». ذکره المسعودي في مروج الذهب: 271:1 و الطبري في تاريخه: 488:1.

[54] في الأصل«برداجو»تصحيف. و تذکر کتب التاريخ ملوکا آخرين قبل هذا، راجع مثلا مروج الذهب للمسعودي: 278:1، و الکامل لابن الأثير: 228:1.

[55] قال المسعودي في المروج: 289:1، ثم ملک بعده هرمز بن يزدجرد، فنازعه أخوه فيروز، فقتله، و ولي الملک.

[56] قال الطبري في تاريخه: 513:1،.... و أن فيروز أمر فبنيت بالري مدينة، و سماها«رام فيروز»و فيما بين جرجان و باب صول مدينة و سماها«روشن فيروز»و بناحية آذربيجان مدينة و سماها«شهرام فيروز»...، و قال ياقوت في معجم البلدان: 318:1، باذان فيروز.... أنشأها فيروز أحد ملوک الفرس.

[57] هي قرية من اعمال البليخ قرب الرقة من أرض الجزيرة علي ما ذکره ياقوت في معجم البلدان: 313:1.

[58] کذا، و المراد ظاهرا«الخندق».

[59] التي ملکت سنة و أربعة أشهر هي ابنة کسري ابرويز، و اسمها«آزرمي دخت»علي ما ذکره المسعودي في مروج الذهب: 310:1.

[60] کذا، قال المسعودي في مروج الذهب: 311:1، کان ملکه الي أن قتل بمرو من بلاد خراسان عشرين سنة، و ذلک لسبع سنين و نصف خلت من خلافة عثمان....

[61] اشارة الي قوله تعالي في التوبة: 33، والصف: 9.

[62] روي نحوه الصدوق في کمال الدين: 224:1 ح 20 باسناده الي أبي رافع عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، عنه البحار: 515:14 ح 4.