الأسئلة و الأجوبة


السؤال الأول: سماحة السيد تحدّثتم أنّ هناک عدّة دول إسلاميّة تسبق دولة الإمام عجل الله فرجه، ما هي فائدة هذه الدول الإسلاميّة إذا کان تحقّق العدل المطلق محصوراً في دولة الإمام عجل الله فرجه؟ علماً أنّ هناک من المراجع من لا يري قيام دولة إسلاميّة في الوقت الحاضر؟

الجواب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

السؤال ينشعب إلي قسمين:

القسم الأوّل: ما هي فائدة وجود دول إسلاميّة قبل دولة صاحب الأمر؟

والجواب: من خلال البحث والحديث توضّح أنّ تلک الدول التي تکون قبل صاحب الأمر تکون قوّتها وقدرتها علي تنفيذ الإسلام محدودة، يعني القوّة محدودة سواء کانت لظروف دوليّة أو سواء کان لظروف اقتصاديّة تجبر هذه الدولة علي أن يکون تأثيرها محدوداً، أو أمور أخري.

الإنسان المنطقي والعلمي يتوصّل إلي أنّ القدرة في تلک الدول لا تجعلها أن تحکّم الإسلام، فضلاً عن أنّ الإنسان الحاکم إذا لم يکن معصوماً بطبيعته يکون معرضاً للخطأ.

لکن فائدتها تمثّل جزءاً من الخير، فإنّ الخير القليل خير من لا خير، فالخير النسبي وإن کان محدوداً فهو خير، وأمّا عندما أقول: إسلاميّة، لا أقصد به إعطاء نمط خاص وهو النمط الإسلامي، يعني الدولة الفلانيّة إسلاميّة لا أقصد هذه التسميات التي تطلق علي بعض الدول من الناحية الرسمية، وإنّما أقول معني تطبيق الإسلام النسبي بما تهيئه الظروف، بتعبير الإمام الخميني ومؤسّس الدولة الإسلاميّة في إيران ـ کما تعلمون ـ کان يقول: نحن لحدّ الآن لم نطبق الإسلام کلّه وإنّما نسعي لتطبيق الإسلام، وأمّا الإسلام کلّه فسوف يطبق في دولة الإمام المهدي عجل الله فرجه.

القسم الثاني: وهو أنّ بعض المراجع لا يؤمنون بوجود حکومة إسلاميّة.

فالصحيح: ليس لا يؤمنون بحکومة إسلامية، بل لا يدعون للوجوب، يعني لا يجب عليک أن تسعي وتجاهد وتقاتل من أجل إقامة دولة إسلاميّة.

هذه رؤية فکريّة تحتاج إلي وقفة، ومن الطبيعي أن هناک فقهاء قد يکونون يؤمنون بعدم هذا الوجوب، أمّا لو وجدت الدولة الإسلاميّة فلا يسموها بأنّها دولة غير إسلاميّة ولا يسمّونها بأنّها ـ أعوذ بالله ـ مثلاً دولة منافقين أو دولة کفّار إلي آخره، وإنّما دولة إسلاميّة، نعم لم تتوفّر علي تلک الشروط المطلقة، لأنّ الإنسان المطلق والکامل يحقق ذلک الأمل في دولة صاحب الأمر عجل الله فرجه.

السؤال الثاني: سماحة السيد الموسوي، يبشّرنا بعض المراجع بأنّ هذا الزمان إن شاء الله زمن ظهور الإمام عجل الله فرجه، فما رأيک فيها؟ ولکوننا شباب نتطلّع لظهوره فما هو دورنا في هذا الأمر، وکيف يکون الاستعداد والمشارکة في دولة الإمام المهدي عجل الله فرجه؟

السؤال الثالث: هل لنا دور في تعجيل أو تأخير ظهور الإمام؟ وما هي الأمور التي تساعد علي ظهور الإمام؟ وما هو دور المرأة في تعجيل ظهور الإمام؟ وما هو دور الشباب في تعجيل ظهوره عجل الله فرجه؟

السؤال الرابع: هل هذا الاحتلال الذي عمّ العراق له دور في تعجيل ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه؟ وهل تعتبر هذه الحروب العلامات في تعجيله؟ وما هو دورنا في هذا الظرف؟

الجواب: بطبيعة الحال کل واحد من هذه الأسئلة يحتاج إلي وقت کامل للحديث عنه، أمّا بشکل مختصر:

نحن کمؤمنين سواء الرجال منا أو النساء مکلفون ـ والکل مکلف ـ أن نسعي بالتهيؤ لصاحب الأمر، والسعي مرّة علي نحو الفرد والشخصاني، ومرّة علي نحو المجتمع والشکل العام، تهيئة الأمّة، تهيئة الفرد.

الوظائف الشرعيّة محدّدة، کل إنسان يحدّد وظيفته الشرعيّة، أولاً ينطلق من تزکية النفس وتهذيب النفس إلي أن يملأ ذهنه وعقله بالرؤي والعقائد الصحيحة الإيمانيّة، خصوصاً في عصر الفتن، کما نقرأ في الروايات أنّه عصر ما قبل الظهور عصر الفتن، خصوصاً الفتن العقائديّة، يفترض في کل واحد منّا أن يتهيأ للدفاع عن عقيدته والعمل بوظيفته الشرعيّة، إمّا في بناء المجتمع الصالح وإمّا في بناء الأمّة الصالحة الممهّدة لصاحب الأمر.

هناک تمهيد واع بوجود قوي قادرة أن تساند الإمام عجل الله فرجه، هذه کلّها ظروف يحتاج الحديث عنها إلي تفصيل يمنعنا عنه ضيق الوقت.

والسلام عليکم ورحمة الله وبرکاته